أحمد عبداللطيف رحلة طالب الصعيد من التسليح لأروقة دار العلوم والدكتوراه
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

كان مصابًا بمرض الفشل الكلوي وضاع كل ما يمتلكه أمام العلاج

"أحمد عبداللطيف" رحلة طالب الصعيد من التسليح لأروقة دار العلوم والدكتوراه

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

رحلة طالب المنيا " أحمد عبد اللطيف" من التسليح للحصول على درجة الدكتوراه
القاهرة - المغرب اليوم

«بعد ما شاب ودوه الكتاب».. خمس كلمات أعطاها السيد أحمد عبداللطيف ظهره، وبدلا من أن يتحسر على شعيرات رأسه البيضاء جعلها نورًا يستلهم منها قوة الإرادة في استكمال دراسته ومنها إلى رسالة دكتوراه تحت حصار «الظروف المعيشية الصعبة». قصة إنسانية من الطراز الرفيع بطلها الدكتور السيد أحمد عبداللطيف، صاحب الـ62 عاما، بعد انتهائه من رسالة الدكتوراه التي حصل عليها قبل أيام، مستنداً على أسرته التي ظلت عوناً له في تحقيق حلمه. بدأ قصته قائلا: «اسمي السيد أحمد عبد اللطيف، من مواليد 30/1/1958، حينما أتيت إلى هذه الحياة، كان والدي قد بلغ من العمر 46 عاما، وكان مصابًا بمرض الفشل الكلوي، وضاع كل ما يمتلكه أمام العلاج، فاضطررت وأنا في سن الثامنة من عمري، أن أتحمل أعباء البيت، ولي أخ أصغر مني بـ3 سنوات، بجانب إخوتي البنات، مما أثر على طفولتي لم أكن ألهو مثل الأطفال من هم في نفس عمري، حتى أستطيع شراء الملابس كنت أعمل في فرن بـ3 قروش في اليوم».

حصل «السيد» على الابتدائية بتفوق في سنة 1970، ثم حصل على الإعدادية، حيث كان والده يعمل في تجارة «لمبات الجاز»، ومنه تعلم الصنعة.. وهنا يتحدث صاحب الدكتوراه، قائلا: «بعد حصولي على الإعدادية عملت بها لقضاء حاجات البيت في ظل الظروف المرضية الصعبة التي يمر بها والدي، ومع مرور الوقت وبدء انتشار الكهرباء بدأت تلك المهنة في الاندثار وقلة الطلب عليها». وأضاف: «كان لابد أن أتجه إلى مصدر رزق آخر، حتى وجدت إعلان في الجريدة، عن عمل دورات تدريبية في مهن المعمار من (حدادين، نجارين، سباكين) فتقدمت لهذه الدورة وكان وقتها وزير الإسكان المهندس عثمان أحمد عثمان، وحصلت على الدورة بتقدير جيد عام 1975، وأول مكان عملت به محطة مياه جنوب الجيزة في المنيب بأجره 30 قرشا ومع الوقت وصلت لـ85 قرشا، وكان زملائي في المدرسة يلقبوني بالدكتور كل منا كان يرى في الآخر نظرة مستقبلية ومكانة مرموقة، وهذا ما خلق الحزن بداخلي لأني كنت حادا عن هذا المستقبل نظرا للظروف الحياتية التي أمر بها».

 «حداد مسلح»

وعن الحافز وراء خوضه تجربته قال: «في الوقت الذي أعمل فيه حداد مسلح - وهي مهنة مشرفة لمن يعملون بها -، ولكن الحزن يعتصر قلبي عندما يمر بجانبي زملائي في الشارع وأنا أقوم بتقطيع الحديد، ومنهم الظابط والمعلم، قائلين: إزيك يا سيد.. وأنا أرد «الحمدلله ياباشا، ولكن صعبان علي نفسي، من خلال هذه المهنة علمن أخوتي وتزوجت، وزوجت إخوتي البنات، وبنيت بيتي وعلمت أولادي، وفي سنة 2000 كان هناك مسابقة للتوظيف، فتقدمت بالشهادة الإعدادية ومعي شهادة من معهد القراءات، وبالفعل جاء لي جواب بقبولى عامل نظافة، في الوقت الي كنت أصعد فيه المنبر، مما أصابني بالذهول».

«الدافع والتغيير»

ويكمل: «من هنا قررت أن أكمل دراستي وكان حلم بعيد وصعب، وبالفعل كان ابني في الثانوية العامة، وتقدمت للثانوية منازل، وأنا عمري 47 سنة، وبدأت في الدراسة وحصلت على الثانوية العامة من أول مرة خلال الـ3 سنوات، في الوقت  تعرضت فيه لسخرية شديدة من أهالي البلد، ولكن لم أصغي لأحد، ولم أنكسر».

«أول يوم جامعة»

«من حبي في اللعة العربية التحقت بكلية دار العلوم جامعة المنيا، وكان إحساس غريب في أول يوم بداية من الدكاترة والطلبة، حسيت إن في حاجة غريبة، ولكن مع الوقت بدأ التودد بيني وبين الجميع، وأمنت في قرارة نفسي أنى تركت 5 أولاد في البيت، عوضت عنهم بـ5 آلاف ابن وابنة في الكلية، أصبحت أفهم ويفهموني، وأتحاور معهم في كل حاجة، شعور الأب بأبنائه، ناصحا لهم وواقفا بجوارهم، وكنت أمين اللجنة الثقافية في اتحاد الطلاب بالتصويت باكتساح، مما جعلنى بكيت في هذا اليوم».

«موقف صعب»

«لم تخلو الرحلة من المواقف الصعبة والنفوس الحاقدة، أتذكر عندما أردت عمل اشتراك في القطار من المنيا الى البدرشين، توجهت لنظر المحطة وبحوزتي الأوراق المطلوبة من الكلية، ولكنه رفض بشدة قائلا: لو جبت الوزير مش هعمل الاشتراك مش كفاية انك واخد حق طالب في الجامعة، والحمدلله ذهبت بحلوها ومرها، وحافظت على تقديري جيد جدا خلال سنوات الدراسة».

«الماجستير والدكتوراه»

فور انتهاء سنوات الدراسة، تقدمت لتمهيدي ماجستير، ونجحت، وكنت أول طالب يحصل على امتياز مع التوصية بالطبع على نفقة الجامعة وثناء من لجنة التحكيم على الرسالة، وفي نفس العام سجلت الدكتوراه عن «علاقات الدولة العباسية بالحركات والديانات والعبادات غير الإسلامية في البلاد الفارسية»، وناقشت في يوم 19/12/2019، وكانت فرحة لا توصف، عندما سمعت لجنة التحكيم تقول منحه درجة الدكتوراه في العلوم الإسلامية، قسم التاريخ الإسلامي، مع مرتبة الشرف الأولى، ولم أتمالك نفسي من البكاء لشدة الفرحة، في حضور أسرتي وأولادي وأحفادي. والحمدلله حصلت على الدكتوراه وأنا في عمر الـ62 عاما، وكانت فرحة لاتضاهيها فرحة لأنى فعلت مالم يفعله الشباب.

«أسرة الدكتور سيد»

عبرت زوجة الدكتور سيد، عن فرحتها لحصوله على الدكتوراه، رغم البدايات الصعبة، وسخرية الناس، لكنها كانت داعمة له طوال الوقت، قائلة: نظرة الناس له ولنا تغيرت، مع إني حاصلة على الابتدائية، لكنى تعلمت منه الكثير، وكلنا فخورين به، وكنت أول الحاضرين في مناقشة الدكتوراه، شعرت بفرحة كبيرة بحصوله عليها. كما عبر أبناؤه عن فرحتهم بوالدهم، وفرحة أبنائهم لأن جدهم حاصل على الدكتوراه، وهذا فخر لهم جميعا، يضعهم في مكانة مجتمعية كبيرة.

قد يهمك ايضا :

طرق جديدة لتعليم الأطفال غسل أيديهم والاهتمام بالصحة الشخصية

أكاديمية التربية والتكوين تعد بتعميم التعليم الأولي في الدار البيضاء قبل 2025

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحمد عبداللطيف رحلة طالب الصعيد من التسليح لأروقة دار العلوم والدكتوراه أحمد عبداللطيف رحلة طالب الصعيد من التسليح لأروقة دار العلوم والدكتوراه



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 19:14 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج العقرب

GMT 11:55 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 15:33 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الجوزاء

GMT 19:14 2019 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جون تيري يكشف مميزات الفرعون المصري تريزيجيه

GMT 17:27 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وضع اللمسات الأخيرة على "فيلم مش هندي" من بطولة خالد حمزاوي

GMT 22:05 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك كل ما تريد معرفته عن PlayStation 5 القادم في 2020

GMT 05:54 2017 الأربعاء ,12 إبريل / نيسان

بسمة بوسيل تظهر بإطلالة العروس في أحدث جلسة تصوير

GMT 09:38 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

خلطات منزلية من نبات الزعتر الغني بالمعادن لتطويل الشعر

GMT 16:41 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لمحة فنية رائعة من صلاح تسفر عن هدف

GMT 12:21 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

محمد يتيم يعود للكتابة بالدعوة إلى "إصلاح ثقافي عميق"

GMT 13:01 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

رودريجو يكشف عن شعوره الأول لحظة مقابلة زين الدين زيدان

GMT 16:29 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مغربي يقدم على قطع جهازه التناسلي لسبب غريب

GMT 09:59 2019 الإثنين ,26 آب / أغسطس

"رئيس الوصية"..على أبواب قصر قرطاج
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya