مدارس وجامعات دير الزور تنبض بالحياة والطلاب يبعثون الفرحة في أجوائها
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد انقطاع بسبب حصار متطرفي "داعش" وإلغائهم التعليم الحكومي

مدارس وجامعات دير الزور تنبض بالحياة والطلاب يبعثون الفرحة في أجوائها

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مدارس وجامعات دير الزور تنبض بالحياة والطلاب يبعثون الفرحة في أجوائها

طلاب وتلاميذ دير الزور
دمشق - المغرب اليوم

يعود طلاب سوريون متلهفين إلى الكتب والورق والحبر ومقاعد الدراسة، بعدما حرمهم تنظيم "داعش" من مدارسهم وجامعاتهم في محافظة دير الزور، وفي قرية الشميطية غربًا، يركض أطفال على ظهورهم حقائب الدراسة الملونة في باحة واسعة أمام مبنى رملي اللون، قبل أن يصعدوا إلى قاعات الدراسة للجلوس خلف المقاعد المتراصة. وفي إحدى غرف التدريس، يقول محمد الراغب بصوت خجول لوكالة الصحافة الفرنسية "عمري 13 عامًا، ولا أعرف القراءة ولا الكتابة، دخل الإرهابيون إلى مناطقنا ومنعونا من الدراسة".

ويضيف الطفل الجالس على مقعد خشبي في شعبة الصف الخامس "يجب أن أكون الآن طالبًا في الصف الثامن، لكن ذلك لم يكن ممكنًا"، متابعًا "بقيت سنتين أهرب منهم" خشية التجنيد، وداخل غرفة الصفّ ذات الجدران الصفراء، يجلس ثلاثة أطفال على مقعد يتسع أساسًا لطفلين فقط. يتصفح أحدهم كتابًا، وتكتب طفلة أخرى الأرقام على دفترها الصغير.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017. وإثر عملية عسكرية واسعة بدعم جوي روسي استعاد الجيش السوري كامل مدينة دير الزور والضفة الغربية لنهر الفرات الذي يقسم المحافظة إلى جزأين، فيما سيطرت فصائل كردية وعربية على الجزء الأكبر من الضفة الشرقية. ولا يزال تنظيم داعش محاصرًا في منطقة محدودة قرب الحدود العراقية.

وخلال ثلاثة أعوام من حكمهم، فرض مقاتلو التنظيم قواعد صارمة على السكان، وألغوا الدراسة وفق المنهج الحكومي، فمنع تعليم مواد الفيزياء والكيمياء واقتصرت مدارسه على تدريس الشريعة، وحصص الحساب على الرصاص والقنابل والسلاح. أما اليوم، فيردد التلاميذ خلف معلمتهم أحلام "39 عامًا" الأرقام من واحد إلى عشرة أمام لوح أخضر اللون رسمت عليه فاكهة ونجوم.

وعلى غرار الأطفال، حرمت أحلام وزملاء آخرون لها من التعليم خلال فترة سيطرة "داعش" على محافظة دير الزور، باستثناء أجزاء من المدينة، مركز المحافظة. وتقول المعلمة السمراء التي تضع حجابًا أزرق اللون "انقطعت عن المدرسة خمس سنوات رغم أنهم أرادوا مني في التنظيم أن أعمل معهم، لكنني رفضت رفضًا قاطعًا"، وفضلت البقاء في المنزل وتدريس أولادها فقط، وانتقلت إلى العمل مع زوجها في الزراعة لتأمين لقمة العيش، متابعة "اعتقدت أنه لم يعد لأطفالنا أي مستقبل"، أما الآن تقول "الحمد لله، أن الأطفال يدرسون، ليتعلموا على الأقل القراءة والكتابة".

وحرمت سيطرة التنظيم المتشدد على محافظة دير الزور 200 ألف طالب من التعليم، فضلًا عن خمسة آلاف مدرس من مزاولة مهنتهم، وفق إحصائيات مديرية التربية في محافظة دير الزور. وعاد الآلاف من الطلبة إلى مدارس أرياف دير الزور، بحسب المديرية بعد إعادة افتتاح عشرات المدارس.

وفي جامعة الفرات، عمدت إدارة الجامعة إلى تسوية أوضاع ستة آلاف من طلابها وطالباتها تمكنوا أخيرًا من العودة إلى كلياتهم في الجزء الواقع تحت سيطرة القوات الحكومية في مدينة دير الزور، وحاولت منى الناصر "24 عامًا" مرارًا الفرار من مدينة الميادين إلى مدينة دير الزور للالتحاق بجامعتها، إلا أن محاولتها كلها باءت بالفشل. وتقول "كنت في سنة التخرّج" حين سيطر التنظيم على المحافظة "لم يكن لدي سوى دراستي (...) سعيدة بعودتي اليوم، وأتمنى ألا تعود تلك الأيام".

وعادت أمينة "23 عامًا" إلى مقاعد جامعتها بعد فتح الطريق بين دير الزور ومدينة الرقة غربًا، معقل التنظيم في سورية سابقًا، وتؤكد الشابة التي ترتدي حجابًا أبيض اللون "حوصرت في الرقة ثلاثة أعوام ولم أتمكن من إكمال دراستي بعدما كنت في السنة الثانية"، مضيفة "كانت فترة صعبة جدًا، حاولت الخروج من الرقة، ولم يحصل ذلك سوى بمعجزة"، متابعة بعدما انتهت من امتحان اللغة العربية "شعور العودة إلى الدوام جميل للغاية، لأن هذا ما يحدد المستقبل في نهاية الأمر".

وإلى جانب المدارس والجامعات، تعود الحياة تدريجيًا إلى مدينة دير الزور وقراها مع إزالة الأنقاض ورفع السواتر الترابية وفتح الطرقات. وعاد الكثيرون لتفقد منازلهم في الجزء الذي كان يسيطر عليه التنظيم المتطرف، ومنهم من اختار البقاء حتى قبل وصول الخدمات الأساسية.
وبعد ساعات شاقة لتنظيف منزلهم المتضرر، تستريح عائلة أم بلال "46 عامًا" في منتصف أحد الشوارع، يشعلون الحطب للتدفئة ويطلون على أكوام الركام أمامهم والسيارات المحترقة.

وتوضح أم بلال  "غادرت منزلي منذ سبع سنوات، وحوصرنا في دير الزور لثلاث سنوات"، ورغم ما لحق بمنزلها، تضيف "الجلوس وسط الدمار جميل لأنه منزلك وملكك، لا أحد يستطيع أن يطلب منك الذهاب"، وعلى غرارها، عاد معاوية طعمة الخمسيني الذي طغى الشيب على لحيته إلى منزله قبل أكثر من شهرين. ويعمل ليلًا ونهارًا على إصلاحه. ويقول: "أعود اليوم لترميمه، فهذا البيت الذي تربيت فيه كان لأهلي وأجدادي".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدارس وجامعات دير الزور تنبض بالحياة والطلاب يبعثون الفرحة في أجوائها مدارس وجامعات دير الزور تنبض بالحياة والطلاب يبعثون الفرحة في أجوائها



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور

GMT 02:13 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

الصين تكشف عن دورات مياه جديدة ذات تقنية عالية

GMT 09:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

"المرسيدس" من أغرب الفنادق في ألمانيا

GMT 04:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

وائل جسار يستقبل العام الجديد بأغنية "سنين الذكريات"

GMT 17:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

إيران تواجه الجزائر استعدادًا لمباراة المغرب

GMT 05:34 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

بغداد صباح الجمعة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya