مبادرة لتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في سيدي بيبي المغربية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

ضمن سياسة تهدف إلى تقريب التربوية لهذه الفئة وتقليص معاناتها

مبادرة لتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في سيدي بيبي المغربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مبادرة لتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في سيدي بيبي المغربية

ذوي الاحتياجات الخاصة
الرباط - المغرب اليوم

بخطى حثيثة، يشق المركز التربوي التأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة في جماعة سيدي بيبي، ضواحي إقليم اشتوكة آيت باها، مساره في مجال إدماج فئة عريضة ممن يُعانون أنواعًا مختلفة من الإعاقة داخل الحياة العامة والعملية، إذ تُعد تجربة تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة في مهن وحرف متعددة، من المبادرات الرائدة على مستوى جهة سوس ماسة، لما تُتيحه من آفاق للشباب الذين استوفوا مسارهم التربوي بهذا المركز وأخرى في الإقليم.

وأفلح إقليم اشتوكة آيت باها، في الآونة الأخيرة، في تنزيل عدة مشاريع ل فائدة ذوي الاحتياجات الخاصة، أبرزها مراكز للتربية والتأهيل المهني، إذ كانت الانطلاقة الأولى بمركز بيوكرى، الذي استطاع توفير فضاء لشريحة كانت تُعاني في صمت، وأغلب أسرها من الطبقات الهشة، قبل أن تُفرز مجهودات فدرالية جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة إخراج مراكز أخرى، بكل من آيت اعميرة، بلفاع، وسيدي بيبي؛ وذلك ضمن سياسة تهدف إلى تقريب الخدمات التربوية من هذه الفئة، وتقليص معاناة تنقلها من وإلى هذه المراكز.

المركز التربوي التأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة بسيدي بيبي كان السباق إلى إحداث برنامج للتأهيل، يستهدف الفئة التي استكملت مراحل التعلم، لتتاح لها فرص التكوين في مهن وحرف مختلفة، تتماشى وطبيعة إعاقتها، ما سيُمكنها من الاعتماد على النفس وولوج سوق الشغل، وبالتالي إبراز الذات وتجاوز تلك النظرة الدونية التي يكونها البعض عنها، والتي تسير في اتجاه كونها عالة على الأسر والمجتمع.

"سعيد م"، واحد من المستفيدين من خدمات مركز سيدي بيبي التربوي والتأهيلي، يُعاني إعاقة سمعية، وبلغة الإشارة التي يُترجمها لنا والده، قال: "في السابق، وقبل التحاقي بهذه المؤسسة، عانينا الأمرّين، لم نجد مكانا للتعلم، وكان الألم يعتصر قلوبنا حين نُشاهد الأطفال يتوجّهون إلى المدرسة، حاملين محافظهم وكلهم نشاط وحيوية، فتدبّ خيبة الأمل فينا، ونتساءل عن مصيرنا وعن حقّنا في الولوج إلى المدرسة، ومما يزيد من هذه التوجسات، الفقر الذي تعيشه أسرنا، واستحالة ولوج مراكز خاصة مؤدى عن خدماتها".

وأضاف المتحدّث: "إعاقتي سمعية فقط، ولي أصدقاء يُعانون إعاقات أخرى، أقول إنها صعبة، كالحركية والذهنية والتوحد، ولكن والحمد لله، اليوم، ومع تعدّد المراكز الحاضنة لشريحتنا، وتوفر وسائل النقل، خفّفت عنا الكثير من المعاناة، بل أضحينا نتعلم حرفا ومهنا، تستقيم وطبيعة إعاقتنا؛ فأنا مثلا تخصصت في الحلاقة، وهي مهنة من شأنها أن تفتح لي آفاق إحداث مشروع مدر للدخل، سأُعيل منه أسرتي الفقيرة؛ وما شجعني أكثر وجود تجارب مماثلة، أعتبرها ناجحة".

من جهته، أورد "محمد ج"، وهو والد طفل توحّدي، ضمن تصريح لهسبريس: "مع تواجد مراكز خاصة بهذه الفئة، ونظرا للخدمات الجليلة والكبيرة التي تُقدمها في إقليم اشتوكة آيت باها، استطعنا أن نزيل حِملا ثقيلا، فالجميع يعرف ما تُكابده أسر هؤلاء الأطفال، وما يُكابدونه هم أيضا، لحاجاتهم إلى رعاية وتعامل خاصّين، ناهيك عن مواجهة نظرة المجتمع، التي لم تتطور بعد، غير أن كل ذلك نسير في مسار تجاوزه، والشكر أوصله إلى فدرالية ذوي الاحتياجات الخاصة باشتوكة، وإلى جميع أطر ومستخدمي مراكزها، الذين يواصلون بجدّ واستماتة مجهوداتهم لمساعدة هؤلاء، تربويا وتأهيليا ومصاحبة ومواكبة".

عبد العزيز مساعد، مدير فدرالية جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة باشتوكة، قال في تصريح لهسبريس إن المركز التربوي والتأهيلي لذوي الاحتياجات الخاصة بسيدي بيبي يهدف إلى تعليم وتأهيل هذه الفئة في أفق الإدماج المهني في سوق الشغل، لاسيما أن أغلب هؤلاء لا يتوفرون على مستويات دراسية تتطلبها عدد من المهن، إذ يمكن المركز من استفادتهم من أساسيات في الكتابة والقراءة، تكون كافية لدخولهم مرحلة التأهيل في عدد من الحرف والمهن".

وتابع المتحدّث: "من المنتظر أن ينال، نهاية الموسم، عدد من ذوي الإعاقة، سواء الخفيفة أو الحركية أو السمعية، ممن تتجاوز أعمارهم 18 سنة، دبلومات في الطبخ والخياطة والحلاقة، وهم سيُعدّون ضمن الفوج الأول لتجربة المركز، في انتظار تجربة مركز بلفاع، ولن يتم تحقيق تلك الأهداف إلا بجهود السلطات الإقليمية والمحلية والتعاون الوطني والمجلس الإقليمي والمجالس المنتخبة وسفارة بولندا وشركاء اقتصاديين، وهم جميعا تعبّؤوا لإسعاد فئة عريضة من ذوي الاحتياجات الخاصة".

ورغم ما أسهم فيه المركز سالف الذكر، الذي أُحدِث سنة 2018، من تقليص معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير فضاء للتعلم والتأهيل وتصحيح النطق والترويض وغيرها من الخدمات، يوفرها أزيد من عشرين إطارا ومستخدما، فإن ندرة بعض التخصصات في المغرب، والتي تُعدّ أساسية في مثل هذه المؤسسات، كالعلاج النفسي الحركي وتقويم النطق، لازال يُشكل عائقا أمام المركز، إضافة إلى الحاجة إلى وسائل نقل إضافية، والعمل بنظام الأشطر في الدعم الممنوح من طرف التعاون الوطني، ما يُسهم في تأخر صرف أجور العاملين لشهور؛ وهي المعيقات التي يتوق عزيز مساعد، مدير فدرالية ذوي الاحتياجات الخاصة، تجاوزها، لـ"ضمان استمرار خدمة هذه الفئة الخاصة من المجتمع".

قد يهمك ايضا
مصري يفوز بمنصب مدير البحوث والدراسات العربية خلال فعاليات الدورة الـ112
مركز أبوظبي للتعليم التقني يستقطب الآلاف في المخيم في الظفرة 15 كانون الأول

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرة لتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في سيدي بيبي المغربية مبادرة لتعليم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في سيدي بيبي المغربية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:03 2014 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الجوز " عين الجمل " لا يعلمها إلا القليلون

GMT 12:28 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الفرسان يتطلعون للفوز بثاني جولات بطولة "هذاب"

GMT 06:07 2017 الإثنين ,18 كانون الأول / ديسمبر

سيت الأفضل لقضاء شهر عسل لتميزها بالمناظر الجذابة

GMT 03:45 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

مديرة الأزياء جين ماكفارلاند تستعرض مجموعة كافالي

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تصنف المغرب أبرز مُصدّري اليهود منذ استقلال المملكة

GMT 00:00 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

" أوراق بوكافر السرية " جديد الكاتب ميمون أم العيد

GMT 23:10 2017 الثلاثاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رشيد غفلاوي سعيد بانضمامه إلى فريق الساحل النيجيري

GMT 23:08 2017 السبت ,14 تشرين الأول / أكتوبر

المهاجم فيصل عجب يثبت جدارته مع نادي التضامن

GMT 17:14 2016 الجمعة ,01 إبريل / نيسان

سر إغماض العيون أثناء تبادل القبل على الشفاه
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya