مراقبون مغاربة يقترحون إدراج مادة التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بعد حوادث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي عاشتها المملكة

مراقبون مغاربة يقترحون إدراج مادة "التربية الجنسية" ضمن المقررات الدراسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مراقبون مغاربة يقترحون إدراج مادة

حوادث الاغتصاب
الرباط - المغرب اليوم

صيف مُفجعٌ بحوادث الاغتصاب والاعتداءات الجنسية ذلك الذي عاشه المغاربة هذه السنة؛ آخرها احتجاز واغتصاب الشابة "حنان"، ما تلاه نقاش واسع وموجة عارمة من ردود الفعل الغاضبة والمستاءة، تُعبٍّر عن صدمة كبيرة إزّاء ما حدث.

وللحدّ من تفشي هذه الظواهر، يقترح العديد من المراقبين للشؤون المُجتمعية بالمغرب إدراج مادّة التربية الجنسية ضمن المُقرّرات الدّراسية، وهو الأمر الذي تتجه نحوه الحكومة المغربية، إذ صادق المجلس الحكومي، الخميس، على "عهد حقوق الطفل في الإسلام"، الذي ينصُّ في المادة 12 على حق الطفل المقارب للبلوغ في الحصول على الثقافة الجنسية الصحيحة المميزة بين الحلال والحرام.

دراسةٌ أجرتها مؤسسة "سونرجيا"، بشراكة مع "ليكونوميست"، أوضحت أن 55 في المائة من المغاربة يرغبون في تدريس التربية الجنسية بالمدارس، في حين يرفض حوالي ثلث المواطنين هذه الخطوة؛ وهو ما يُقسّم المجتمع المغربي إلى صنفين: فئة مُرحّبة بالقرار، وأخرى رافضة له بشكل كبير.

تربية مفقودة:
يونس لوكيلي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، قال إنّ "التربية الجنسية في المجتمع المغربي باعتبارها نقل ثقافة علمية عن الجنس إلى الناشئة تربية مفقودة وغائبة؛ فالأسرة من جهة لا تؤدي هذا الدور بفعل سيادة ثقافة "حشومة" و"عيب" و"لْحيا"، والخوف إجمالا من الخوض في الموضوع، أحد المداخل الضرورية للحد من الظواهر غير السوية المتعلقة بالحياة الجنسية للأطفال والمراهقين".

وأضاف لوكيلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "الجنس داخل الأسرة متروك ومسكوت عنه، ومن جهة أخرى كان الدين في شخص "لفقيه"، ثم لاحقا مادة التربية الإسلامية، مصدرا لهذه التربية، إلاّ أن هذه الأخيرة تبقى جزئية جدا وغير متكيفة مع مستجدات المعارف العلمية عن الجنس والتحولات المتسارعة للواقع الجنسي بالمغرب".

وأكّد المُتحدّث ضمن التصريح ذاته أنّ "التربية الجنسية تهدف عموما إلى تعليم الأطفال والمراهقين فن إدارة الجسد، باعتبارهم مسؤولين مباشرين عنه، ومعرفة مكوناته وتحولاته، والأمراض التي ترتبط بالجنس أيضا، والتي تشكل خطرا على الصحة العامة في حال تجاهلها، فضلا عن التثقيف حول أشكال الاعتداء الجنسي وكل أنواع الاستغلال الجنسي، وأساليب الحماية في مستوياتها النفسية والاجتماعية والقانونية".

وأوْرد لوكيلي أنّ الفئة المُحافظة تدافع عن بقاء التربية الجنسية ضمن التربية الإسلامية، لكونها ترى أن تعاليم الإسلام كافية في هذا الجانب، قبل أن يستدرك: "التربية الإسلامية بشكلها الحالي لا تقدم معرفة كلية وشاملة وعلمية وحداثية عن الموضوع. ومن المُستبعد بشكل كبير أن يعترض المحافظون على تدريس هذه المادّة ما دام هنالك تنصيص على مراعاة قيم ومبادئ المجتمع في عهد حقوق الطفل في الإسلام الذي صادقت عليه الحكومة المغربية".

النّقاش أولًا:
يرى إدريس الكنبوري، الباحث في قضايا العنف، أنّ "الحسم في قضية معقّدة كهذه يستدعي بالأساس فتح نقاش عمومي بين النخبة الفكرية الدينية والسياسية والنفسية والاجتماعية"، مشيرا إلى أنّ "إدراج مادّة التربية الجنسية ضمن المُقررات التعليمية يجب أن يكون جزءا من معالجة شاملة لأزمة التعليم"، وزاد: "تعليمنا ليست لديه أهداف ولا فلسفة ولا رؤية واضحة، والسؤال هو: كيف السبيل إلى تسطير أهداف من التربية الجنسية داخل منظومة تعليمية بدون أهداف؟".

وأكّد الكنبوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "التربية الجنسية مهمة من حيث المبدأ، وذلك بالنّظر إلى دورها في توعية التلميذات والتلاميذ بالعلاقات الطبيعية بين الجنسين وتغيير النظرة إلى الجنس باعتباره مسألة إنسانية عادية لبقاء النوع وخلق متعة المشاركة في إطار القيم الدينية والاجتماعية المتعارف عليها".

وأضاف المُتحدّث ضمن التصريح ذاته أنّ "تدريس هذه المادة مهم على أساس تحديد الأهداف بشكل واضح؛ على سبيل المثال: ربط التدريس بالنتائج المترتبة على مستوى تربية المواطن، وملاحظة تأثيرها على السلوكيات المجتمعية، ثم إلى أيّ حد سينعكس تدريس التربية الجنسية على تراجع النظرة الدونية للرجل تجاه المرأة، وإلى أيّ حدّ يؤثر ذلك على ظاهرة الاغتصاب".

قد يهمك ايضا :

58% من المغاربة يُؤيّدون تدريس التربية الجنسية ضمن المواد الدراسيّة

جمعية حقوقية مغربية تطالب بإدارج التربية الجنسية في المقررات الدراسية

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراقبون مغاربة يقترحون إدراج مادة التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية مراقبون مغاربة يقترحون إدراج مادة التربية الجنسية ضمن المقررات الدراسية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 21:14 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 19:24 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

اتيكيت التعامل مع كبار السن

GMT 05:33 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

اتيكيت العريس عند التقدم للخطبه

GMT 18:30 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

وفاة الفنان المصري الكبير محمد خيري بعد صراع مع المرض

GMT 09:37 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

المسماري يطالب لبنان بالاعتذار عن حادث العلم الليبي

GMT 14:54 2019 الإثنين ,14 كانون الثاني / يناير

افضل عطور "جيفنشي" للتمتع بسحر وجاذبية في امسياتك الراقية

GMT 11:50 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

حاكم الفجيرة يستقبل أعضاء الاتحاد الإماراتي للرماية

GMT 00:49 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

مجلس المرأة العربية يجدد دعوته لدعم ذوي الحاجات الخاصة

GMT 05:19 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

84,001 عدد الأجانب المقيمين في المغرب

GMT 04:01 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

خليفة حفتر يعلن انتهاء اتفاق "الصخيرات" ويواجه دول الجوار

GMT 15:39 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

خلال ختام مهرجان دبي السينمائي في نسخته الرابعة

GMT 18:37 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

رياض محرز يوجّه رسالة للاعبين الشباب ويروي تجربته

GMT 16:24 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

وفاة شخصين في حادث سير على طريق الخميسات -الرباط

GMT 03:47 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يستضيف رئيس الوزراء الليبي فائز السراج يوم الجمعة

GMT 07:59 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبان في النادي القنيطري مهددان بالطرد من شقتهما

GMT 18:15 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل طفلين وإصابة امرأة بجروح خطيرة بحادث سير في تيفلت
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
Libya Today News
Libya Today
Salah Eldain Street
Hay Al-Zouhour
Tripoli
Tripoli, Tripoli District, 218 Libya