المقرارات المستعملة ملاذ الفقراء في المغرب هربًا من غلاء الكتب المدرسيّة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

طلبة من جميع الأسلاك التعليمية يحترفون المهنة موسميًا

المقرارات المستعملة ملاذ الفقراء في المغرب هربًا من غلاء الكتب المدرسيّة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المقرارات المستعملة ملاذ الفقراء في المغرب هربًا من غلاء الكتب المدرسيّة

المقرارات المستعملة
الرباط - المغرب اليوم

تعرف معظم المكتبات وباقي أماكن بيع الكتب المستعملة بمدينة سطات توافد عدد كبير من الزبائن، خلال فترة الدخول المدرسي لهذا الموسم، الذي عرف تغييرا على مستوى بعض المقررات الدراسية، في السلك الابتدائي؛ وهو ما جعل الأسر تتهافت على محلات بيع الكتب لتوفير جميع المستلزمات الدراسية في الوقت المحدّد، على الرغم من ندرة بعضها في السوق، حيث لا تزال الأسر على أمل الحصول عليها قبل انتهاء مرحلة التقويم التشخيصي وانطلاق الدروس الرسمية.

فهناك كتب مستعملة معلّقة بخيوط إلى الحائط، وأخرى على الرصيف هنا وهناك، تقلّب الرياح أوراقها.. باعة طاعنون في السن، وطلبة من جميع الأسلاك التعليمية يحترفون المهنة موسميا، عند كل دخول مدرسي لربح بعض الدريهمات لتأمين المصاريف الأخرى، إذ يفضلون بيع مقررات مستوى تعليمي معيّن كاملة، دون تجزئ لضمان رواج مربح، أو استبدالها مع الاحتفاظ بهامش الربح.
تلميذات وتلاميذ يبحثون رفقة آبائهم وأمهاتهم عن كتب لا تزال حالها جيدة، منهم من يحملون أخرى يريدون مبادلتها بالمستوى التعليمي الجديد لأبنائهم أو بناتهم، "عندك كتاب أولى "باك" علوم الحياة والأرض.. ومقرر الإنجليزية... بدّلهم معايا بهذه المقررات أخويا الله يحفظك"، تقول إحدى المتعلمات في مناداتها على البائع.

اقرأ أيضا:

مصطفى الشناوي يؤكد أنه ليست هناك إرادة سياسية حقيقية لتفعيل الجهوية المتقدمة

غلاء الكتب وكثرة المصاريف
أجمع معظم الآباء والأمهات والمتعلمون، الذين صادفتهم هسبريس بمحلات بيع الكتب سواء الجديدة أو المستعملة، على أن الأسباب الرئيسة التي تدفعهم إلى الإقبال على الكتب المستعملة تتجلّى في كثرة المصاريف وضعف القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة أنهم أنهكوا بالمصاريف المتتابعة وأثقلوا بالديون بمناسبة رمضان وعيد الفطر والعطلة الصيفية وعيد الأضحى، والمناسبات العائلية كزيارة الأقارب وتقديم واجب العزاء بالإضافة إلى الدخول المدرسي وغيرها.
إحدى الأمهات، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، قالت، في تصريح لهسبريس، إنها أرملة ولديها طفلة يتيمة تصارع الزمن ومتقلبات الدهر من أجل استمرار فلذة كبدها في الدراسة، موضّحة أنها كانت تستفيد من الكتب في إطار مليون محفظة، لما كانت تدرس في السلك الابتدائي؛ في حين تكافح الآن من أجل توفير المستلزمات الدراسية في السلك الثانوي الإعدادي، زيادة على مصاريف التنقل والكراء بعد الانتقال من البادية إلى المدينة.
المكّي، وهو أحد الآباء الذي كان يرافق ابنته في جولة للبحث عن الكتب التي تنقصها، قال إن غلاء الكتب وغياب بعضها من السوق وتغيير أخرى، زيادة على عدم توفيرها من قبل الباعة في الوقت المحدد، عوامل تؤرق بال الآباء والأمهات، خوفا على أن يفوّت ذلك على أبنائهم حصصا دراسية، مستحسنا الوضع في البوادي حيث يتم استفادة التلاميذ من المقررات والدفاتر والمحافظ في إطار مليون محفظة.
وأوضح المتحدث أن الأسر تتجه إلى الكتب القديمة للبحث عن بعض المقررات النادرة في السوق، مشبها ذلك بـ"البحث عن إبرة وسط التبن"، خاصة تلك المقررة من قبل المؤسسات الخصوصية، حيث يعيش الآباء لحظات على أعصابهم ينتظرون جلب الكتب النادرة تحت الطلب من مدينة الدار البيضاء، فضلا عن أثمانها الخيالية التي تفوق طاقة الأسر محدودة الدخل.

الكتب المستعملة ضالة الفقراء
أحد بائعي الكتب المستعملة بزنقة "اللحيفية" بمدينة سطات، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، قال، في تصريح لهسبرس، إنه يمارس هذه المهنة منذ مدة طويلة من الزمن بصفة موسمية خلال كل دخول مدرسي، موضحا أنه يحاول توفير الكتب المستعملة لجميع الأسلاك من الابتدائي إلى الجامعي.
وأشار المتحدّث إلى أن بائعي الكتب المستعملة يعيشون مع الفقراء الذين يمثلون أغلب زبائنهم، موضحا أن طريقة المعاملة تختلف من شخص إلى آخر حسب الاتفاق؛ فهناك من يريد شراء المقررات، وهناك من يريد تبديلها بأخرى مستعملة بهامش ربح يرضي الطرفين.
وحول حصوله على الكتب المستعملة، قال البائع إنه يقتنيها من المواطنين بعد مراقبتها والتأكد من جودتها وتصنيفها، ويعيد بيعها على أساس ربح معقول، في إطار تعامل إنساني مع زبائنه الدراويش، حيث إن هناك ما يقارب 30 في المائة من الزبائن يسعون إلى تبديل مقررات بأخرى.

حرفة الطلبة الموسمية
في السياق ذاته، قال جواد لفتيني، رئيس جمعية الشباب الجامعي للبحث العلمي بجامعة الحسن الأول بسطات، في تصريح لهسبريس، إن الجمعية التي يمثلها وجّهت طلبات ترخيص استغلال ملك جماعي مؤقتا إلى كل من عامل الإقليم ورئيس المجلس الجماعي قصد تقديم يد المساعدة لاستغلال الساحة المقابلة لمقر البلدية مؤقتا قصد بيع الكتب المستعملة والدفاتر.
وعبّر ممثل جمعية الشباب الجامعي بسطات، الذي أوضح أن أغلب المدن المغربية تعرف ظاهرة عرض الكتب القديمة وبعض اللوازم الأخرى بشكل مؤقت، عن التزام جميع العارضين بالحفاظ على جمالية المدينة ونظامها، على غرار السنة الفارطة.
لفتيني استدرك أن طلباتهم، التي توصّلت هسبريس بنسخ منها، قوبلت بالرفض الشفهي من قبل الجهات المعنية، أعقبه مفاوضات وتوجيه طلب ثان للترخيص في زنقة "الهرادي" بمنطقة الأقواس البعيدة عن كل ما يمكن أن يشكل عائقا لأي طرف قصد الخروج بحل يرضي الجميع.
وأوضح رئيس جمعية الشباب الجامعي للبحث العلمي بجامعة الحسن الأول بسطات أن عددا من الطلبة والتلاميذ يراهنون على هذه الحرفة الموسمية، وينتظرونها بفارغ الصبر، قصد توفير المستلزمات المدرسية كالدفاتر والأقلام والمحافظ والكتب القديمة وغيرها بأثمان مناسبة للبسطاء والطبقات الفقيرة، مع ربح بسيط لتأمين مصاريف الدخول الجامعي للطبلة" الباعة" أنفسهم، باستثناء المقررات الجديدة التي تتكلّف بها المكتبات، وتجلبها من دور النشر المختصة.

قد يهمك أيضاً :

ورشة للعاملين بالمؤسسات التعليمية المحتضنة لبرنامج "القراءة من أجل النجاح"

جمعيات آباء وأمهات التلاميذ المغربية تطالب بالتراجع عن التشغيل بالتعاقد

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقرارات المستعملة ملاذ الفقراء في المغرب هربًا من غلاء الكتب المدرسيّة المقرارات المستعملة ملاذ الفقراء في المغرب هربًا من غلاء الكتب المدرسيّة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 19:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجدي

GMT 06:36 2018 السبت ,08 أيلول / سبتمبر

تمتع بمغامرة فريدة في أجمل مدن "مولدوفا"

GMT 11:44 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

المؤجلات… موت التشويق

GMT 22:25 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانجو فاكهة النشاط والتفاؤل

GMT 15:47 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

أفكار مميزة لتجديد حديقة منزلك بدون تكاليف في الشتاء

GMT 18:25 2018 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

لمسات بسيطة تضفي مزيدًا من الجمال على شرفات منزلك

GMT 05:02 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

شخص يضرم النار داخل مسجد أثناء صلاة العشاءفي شيشاوة

GMT 23:52 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

متصرفو المغرب يعتصمون أمام وزارة المال في الرباط

GMT 14:10 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

جريمة قتل بشعة تهزّ حي التقدم في الرباط

GMT 21:47 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف عداء مغربي لأربعة أعوام بسبب المنشطات

GMT 18:28 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

الرجاء يواجه الدفاع الجديدي في الرباط رسميًا

GMT 21:04 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

أولمبيك خريبكة يستعيد نغمة الانتصارات ويؤزم وضعية تطوان

GMT 20:54 2016 الإثنين ,14 آذار/ مارس

إنشاء 3 شواطئ صناعية في كورنيش مدينة الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya