لندن ـ المغرب اليوم
صدمت الأوساط الإعلامية الاربعاء بنبأ وفاة الصحافي الأميركي الشاب مايكل هيستينغز الذي نال شهرة عالمية عام 2010 بعد أن كشف مدى الخلافات بين القيادات الأميركية المدنية والعسكرية حول قيادة الحرب في أفغانستان. وتوفى هيستينغز في حادث سير غامض في مدينة لوس أنجلوس الأميركية الثلاثاء.
وأعلن بين سميث رئيس تحرير موقع «بازفيد»، وهو الموقع الإلكتروني الإخباري حيث كان يعمل هيستينغز، خبر الوفاة، قائلا إن هيستينغز، وعمره 33 عاما، قد قتل في حادث سير من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وبعد مرافقته قائد القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال لمدة أسبوعين، كتب هيستينغز قصة مطولة لمجلة «رولينغ ستون» عن ماكريستال وانتقاداته الشديدة لأوباما، مما أحدث زلزالا سياسيا في واشنطن في حينها، وأدى إلى إقالة الجنرال ماكريستال من منصبه. وبينما لم ينف ماكريستال التصريحات، اعتبر الطاقم المسؤول عن علاقاته الإعلامية أن هيستينغز خرق اتفاقا غير مسمى بين الجنرالات والصحافيين المرافقين لهم في ساحات القتال بعدم نقل كل ما يسمعونه، بل فقط ما يتم الاتفاق المسبق عليه. إلا أن هيستينغز كان من الصحافيين الذين يؤمنون بأنه «لا يوجد أمر مغلق لا يعلق عليه الصحافي»، بل كان يؤكد دائما على أن وفاءه هو للقارئ وليس لمصدر الأخبار.
وحصل هيستينغز على جوائز كثيرة، أهمها جائزة «جورج بولك»، بعد مقالته عن ماكريستال التي حملت عنوان «الجنرال الشارد»، وتحدثت بالتفصيل حول ماكريستال ونظرته الدونية لأوباما بسبب التزام أوباما بالخروج من أفغانستان، وهو الأمر الذي اعتبر ماكريستال وقيادات عسكرية عدة أنه سابق لأوانه مع ضعف القوات الأفغانية. وهناك من يعتبر أن فصل ماكريستال ساهم في تحديد الهدف الأميركي بالانسحاب الكلي من أفغانستان العام المقبل، الأمر الذي أعلن عنه بعد انتهاء مهام ماكريستال على أثر المقابلة التي أجراها مع هيستينغز.
وكان هيستينغز من أبرز الصحافيين الأميركيين الذين غطوا حربي العراق وأفغانستان لسنوات عدة. ومر بأزمة شخصية عندما قتلت خطيبته اندي بارهاموفيتش في العراق بعد محاولة اختطافها، مما أدى إلى نشره كتابه الأول بعنوان «فقدت حبيبتي في بغداد».
ومنذ إعلان الخبر بعد منتصف الليل، غص موقع «تويتر» برسائل التعزية لعائلة هيستينغز وزملائه. وقال سميث: «إننا مصدومون ومحطمون بخبر وفاة مايكل هيستينغز.. مايكل كان صحافيا عظيما وشجاعا وله حس رهيب للخبر وموهبة في معرفة الطرق لجذب القراء وجعلهم يهتمون بأي قصة يغطيها، من الحروب إلى الساسة». وقال الصحافي لصحيفة «واشنطن بوست» إيرزا كلاين: «وفاته خبر شنيع». أما مجلة «نيويوركر» فكانت الجملة الأولى في مقال مطول حول وفاة هيستينغز: «هناك أمر في غاية المأساة حول وفاة مايكل هيستينغز بحادث سيارة وعمره فقط 33 عاما».
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر