تلفزيون المنار من الخبر العاجل إلى صور الدجاج
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

الغارة الإسرائيلية على سورية في عيون حزب الله

تلفزيون "المنار" من الخبر العاجل إلى صور الدجاج

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تلفزيون

قناة "المنار" اللبنانية
دمشق ـ جورج الشامي

بعد الغارة الإسرائيلية على مواقع سورية قبل أيام، أفردت قناة "المنار" اللبنانية التابعة لحزب الله "الحليف الأول للنظام السوري" مساحة واسعة من بثها لمتابعة التطورات اللاحقة للغارة، ورغم أنه لم يكن هناك أي تطورات تذكر سوى بعض الاستنكارات العربية والقلق الدولي، ولكن الفضائية اللبنانية بدأت باستضافة عدد كبير من المحللين السياسيين والعسكريين لتسألهم عن الرد المتوقع من الجانب السوري، ومع بيان الحكومة السورية الذي تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي ولم يشر عبره إلى أي رد قريب على الجانب الإسرائيلي مكتفياً بالاستنكار، اتخذت القناة مساراً آخر في التغطية، مبررةً عدم الرد، ومقدمة تحليلات كثيرة، إما بلسان محرريها، أو بلسان ضيوفها، وربما أبرز التحليلات وأكثرها طرافة تلك التي جاءت من شريف شحادة "عضو مجلس الشعب السوري وأحد أبرز المتحدثين باسمه خلال العامين الماضيين"، الذي قال إن "المجتمع الإسرائيلي غير جاهز لتلقي ضربة من الجانب السوري"، وأضاف أن الجيش السوري مشغول بحربه على الإرهاب الداخلي، وفور انتهائه من العصابات الداخلية سيلتفت للرد على الإسرائيليين الصهاينة.
  مع كثرة التحليلات زادت الطرافة التلفزيونية لقناة "المنار"، ودفعت عددا كبيرا من المتابعين من الموالين للنظام السوري قبل المعارضين له للاستياء من طريقة الخطاب الذي يعالج الحدث، وحجم الاستخفاف بالمشاهد، وإلى أي حد وصل الاستهزاء واللامبالاة بالدم السوري النازف، على حد تعبير البعض.
   وفي خضم التحليلات والتغطيات المتواصلة للقناة المذكورة، لفت نظر المتابعين العرب عموماً والسوريين خصوصاً قضيتين أثارتا الكثير من الاستياء من جهة، والضحك من جهة أخرى.
    حيث امتلأت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر العاجل الذي أبقته القناة على شاشتها لأكثر من ثلاث ساعات، مؤكدة عبره أن الدفاع الجوي السوري أصاب أحد الطائرات الإسرائيلية إصابة مباشرة أدت إلى سقوطها، وأتبعه أحد المحليين "المطلعين" أن القوات السوري أسرت الطيار.
   هذا الخبر وما تبعه من تحليلات، ومن ثم نفي الحكومة السورية وقوعه على لسان وزير إعلامها، أثار السخط والسخرية في صفوف المعارضين خاصةً، الذين استخدموه للتدليل على حجم الاستخفاف والاستسهال التي تمارسه القناة اللبنانية، التي أصبحت صورة مطابقة لإعلام النظام السوري "العام منه والخاص".
   العاجل الذي بقي ثلاث ساعات على شاشة المنار لم يكن القضية الوحيدة الذي اتسم بالطرافة، فبعد ساعات من الغارة الإسرائيلية، انفردت المنار "حتى قبل الإعلام الرسمي السوري" بجولة في مكان الغارة، لتؤكد أنها استهدفت "مدجنة" وليس كما ادعت بعض الجهات أنها استهدفت مستودعات للأسلحة.
   طرافة هذه التغطية لم تأتِ فقط من صور "المدجنة" التي ادعت القناة أن الغارة الإسرائيلية استهدفتها، ولكن من الدجاج المنتشر في الصور، فلم تكتفِ القناة بإظهار الدجاج النافق، والذي لم يتعرض لأي احتراق، رغم أن حجم الانفجار الذي حدث يمكن أن يؤثر بدائرة قطرها لا يقل عن كيلومترين حسب محللين عسكريين ويجب أن يترك آثار احتراق هائلة وفقاً للصور التي بثت للحادث، بل أظهرت عدداً آخر من الدجاج الذي مازال حياً رغم حجم الدمار الهائل الذي بثته القناة نفسها، والتي يصعب معها أن يخرج الإنسان حياً، فيما كانت أصوات "نقيقه" مرتفعة إلى حد غريب، وهذا ما دفع المتابعين الحياديين والناشطين في الثورة السورية للتساؤل عن كيفية نجاة قطيع "الدجاج" الذي ظهر في التقارير الخاصة في قناة المنار.
   بين الخبر العاجل وصور الدجاج تحولت قناة "المنار" التي كانت في غابر الأيام أحد أكثر الوسائل الإعلامية ثقة لدى المشاهد العربي ومثالاً للمقاومة، وبخاصة في الحرب اللبنانية الإسرائيلية الأخيرة في 2006، إلى أحد أبواق النظام السوري، ولم تكتف بأن تكون لسان حاله ومتحدثة باسمه، بل تحولت إلى مبررة لأفعاله، ومشرعة لها، وربما تكون حادثة "الدجاج" الأخيرة أبلغ دليل على ذلك.
   ويعتقد البعض أن هذه القناة بطريقة تغطيتها، وبالأفكار التي تتبناها وتسوقها، ربما تكون واحدة من أسوأ الوسائل الإعلامية في الشرق الأوسط، ويضيف هؤلاء أنه حتى لو أرادت القناة الوقوف إلى جانب النظام السوري، وتبرئته، وتقديم المبررات له، فإنها بطريقة تغطيتها للحدث السوري ككل بما فيها حادثة الدجاج الأخيرة لا تفتقر فقط للمهنية بل تتعدى ذلك للتحول إلى مؤسسة للهواة الذين لا يمتون للإعلام المرئي بصلة.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلفزيون المنار من الخبر العاجل إلى صور الدجاج تلفزيون المنار من الخبر العاجل إلى صور الدجاج



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya