باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

حاجز الخوف انكسر تمامًا والحرية يمارسها الفنانون من دون قيود

باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط

باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسً
 القاهرة ـ محمد الشناوي

 القاهرة ـ محمد الشناوي تعددت مظاهر السخرية من حكم "الإخوان" في مصر، وتجلت في كثير من الممارسات التي يقوم بها معارضو هذا الحكم والشباب الثوريون في جميع أنحاء مصر. وذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن من بين مظاهر السخرية تحويل الخطاب الأول للرئيس محمد مرسي - الذي ألقاه في ميدان التحرير، وأكد فيه أنه لا يرتدي واقيًا ضد الرصاص - إلى أغنية يتراقص على أنغامها الشباب في حفلات عيد الميلاد، في محال المشروبات والمقاهي التي يقيمون فيها حفل عيد ميلاد أحدهم.
ظهرت السخرية المبدعة للمصريين أيضًا عندما تعرضت مدينة بورسعيد إلى مجرزة ثانية في السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي أعقبها غضب شعبي وصل بسكان بورسعيد إلى العصيان المدني، مما اضطر مرسي في بداية العصيان إلى فرض حظر التجوال في مدن القنال، بورسعيد، السويس والإسماعيلية.
وجاء الرد الشعبي على قرارات مرسي بفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال في المدن الثلاث حاسمًا قويًا ومباشرًا، ولكنه ساخر في الوقت نفسه، حيث قام الشباب بتنظيم دورات كرة قدم في شوارع المدن الثلاث تبدأ فاعلياتها قبل موعد الحظر بربع ساعة فقط وتستمر حتى الصباح من اليوم التالي، تحديًا من أبناء مدن القناة لقرارات مرسي.
وأقيمت حفلات سمر في بورسعيد والسويس والإسماعلية وتجمعات كرنفالية يومية تبدأ مع حظر التجوال وتنتهي بنهايته في صباح اليوم التالي، حتى إن فاعليات تلك المهرجانات الليلية اليومية وصلت إلى حد إقامة حفلات الزفاف في شوارع المدن الثلاث.
أما الظاهرة الساخرة الأقوى على الإطلاق، والتي نبتت في أرض مصر وترعرعت على ترابها فهو جراح القلب الذي تحول إلى كوميديان، باسم يوسف، والإنسان المصري الذي أطلق للسانه العنان للسخرية من نظم الحكم في مصر بدءًا من المخلوع مبارك وحتى محمد مرسي.
كرس هذا الرجل نفسه للسخرية من المستبدين مهما كانت انتماءتهم وخلفياتهم والفصائل التي انحدروا منها، هذا الرجل الذي يواجه مئات البلاغات المقدمة إلى النائب العام، والذي صدر أمرًا بضبطه وإحضاره للتحقيق معه في تهم واهية لا أساس لها، ولا دليل عليها، والتي خضع بصددها للتحقيق.
وكانت أهم التهم التي وجهت إلى باسم يوسف هي إهانة الرئيس وازدراء الأديان وتكدير الأمن والسلم العام والترويج لشائعات وأخبار غير صحيحة، إنه هو نفسه دلك الرجل الذي يحظى بمشاهدة 30 مليون مشاهد في الوطن العربي أسبوعيًا في برنامجه المشهور، وهو أيضًا من لُقب بـ "جون ستيوارت المصري".
نجح باسم يوسف في ترسيخ مفهوم السخرية، وتوعية الناس بأهميته في مقاومة الظلم والاستبداد والأنظمة غير المؤهلة للحكم التي تكرس لنفسها للسلطة من دون أدنى اهتمام بشيء سوى مصالحها الشخصية ومصالح الفصيل الذي ينتمون إليه. وإن لم تكن السخرية زواجًا بين العصيان المدني والضحك وإظهار أكبر قدر ممكن من الاستهانة بتلك النظم وعدم احترامها، لما تقدم عليه من ظلم واستبداد وسلطوية، وإذا لم تكن لدغة قوية في البشرة الرقيقة لمن تخلو أرواحهم من الدعابة والمرح، فماذا تكون إذن؟ وإن لم تكن الثورة عبارة عن حلقة ساخرة طويلة من برنامج له شعبية كبيرة موجهة ضد السلطة الحاكمة المستبدة، فماذا تكون إذن؟ يتضمن ما سبق الإسلاميين الممارسين للسياسة والساعين وراء السلطة في مصر الذين نجح باسم يوسف في كسر الحاجز الذي كانوا يحتمون به، وإزاحة الستار الذي يتخفون خلفه، الدين، ليكشف حقيقتهم للمصريين، وهم الإسلاميون من أمثال مرسي وجماعة "الإخوان المسلمين".
وفي الحقيقة، لم تكن الثورات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي السبب في ظهور مفاجئ للسخرية في المنطقة، فمنذ القدم، يقوم الساخرون والكتاب والمؤلفون والشعراء بتوجيه السخرية إلى الحكام، إلا أنهم كانوا يوجهون أعمالهم الفنية الساخرة ويسددون سخريتهم إلى صدور الطغاة والمستبدين في دول المنطقة عن طريق الرمزية والإسقاط والتلويح والتلميح والإشارات الضمنية، وغيرها من أساليب الكتابة وصياغة الأعمال الفنية من مقال وشعر ونثر ومسرحيات حتى لا يقع هؤلاء الفنانون ضحايا للكلمة التي يكتبونها.
أما الجديد بعد الثورات، فهو أن حاجز الخوف انكسر وتلاشى تمامًا مما أدى إلى ظهور فيض من السخرية على السطح، والتي يمارسها الفنانون بحرية ومن دون أي قيود في الوقت الراهن، اعتمادًا على الحقيقة التي يؤمنون بها وهي أن ثورة قد قامت في بلادهم.
شارك باسم يوسف على رأس آلاف الفنانين والكوميديانات وأصحاب العروض والبرامج المختلفة في إرساء قواعد السخرية في النور، وتأسيس مملكة خاصة للساخرين تكرس كل جهودها وإمكاناتها لمحاربة الحاكم المستبد والنظام الفاشل.     
وببساطة شديدة، بدأ باسم يوسف على رأس جيوش من الساخرين في توجيه الانتقادات اللاذعة والساخرة لمحمد مرسي وأعوانه من الإسلاميين الذي لا يتقبلون النقد بأي شكل من أشكاله.
وكانت بداية الحرب على النظام، الذي ظن أنه ورث البلد عن مبارك وأعوانه في مصر، وزين العابدين بن علي وأعوانه في تونس، وأنه قادر على أن يدير البلاد بالطريقة نفسها التي أدارها بها هؤلاء من دون مقاومة من الشعوب، بداية صريحة في النور حيث يستخدمون الأسماء دون مواربة أو إشارات ضمنية أو رموز، حيث يذكرون اسم من ينتقدونه وبعد ذكر الاسم تتوالى عمليات تقطيع الضحية، وتوجيه أسهم السخرية إليها، حتى تظهر للجميع من دون غلاف الدين الذي كان تتستر خلفه، وتخفي وراءه خطايا لا يقبلها هذا الدين على الإطلاق.
ومن هنا أصبح باسم يوسف هو رائد مدرسة الكوميديا السياسية الساخرة الصريحة التي لا مواربة فيها لأحد، ولا تقديس لأحد.
ومن الواضح أن من هم في سدة الحكم في مصر وتونس يقفون موقف المتفرج من انتهاكات حقوق الإنسان والأقليات والنساء، بينما تقوم أجهزتهم الإعلامية الخاصة وأجهزة إعلام الدولة بتوجيه ضربات متلاحقة لتلك الأقليات.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث يرسل الحكام أذيالهم من الأنصار والتابعين كالجراد ليتقدموا ببلاغات وشكاوى ويرفعون الدعاوى القضائية ضد الكوميديانات والساخرين منهم.
وهناك مثال حي لما يمكن أن تؤدي إليه تلك الدعاوى القضائية حيث تم الحكم بالسجن على أحد منتجي برامج العرائس ذات التوجهات السياسية الساخرة، سامي فهري، بسبب إنتاجه لحلقة من حلقات عرض العرائس الخاص به تنطوي على انتقادات ساخرة من حركة النهضة الحاكمة بتونس.
كما وجه النائب العام في مصر تهمًا إلى علي قنديل، أحد أصحاب عروض الكوميديا الواقفة الذي ظهر في إحدى حلقات البرنامج، برنامج باسم يوسف، وهي الاتهامات التي تضمنت السخرية من المؤذنين الذين ينطلقون بالأذان إلى الصلاة وتلاوة القرآن عبر مكبرات صوت، حيث أشار علي إلى أن من بين هؤلاء من يفتقد إلى حلاوة الصوت وحسن التلاوة، وتصدر عنه أخطاء كثيرة أثناء قراءة القرآن الكريم.
بالإضافة إلى ذلك يواجه عدد كبير من الفنانيين والكوميديانات في مصر وتونس تهمًا لا أساس لها من الصحة، بسبب تقديم عروض ساخرة من النظم الحاكمة، أو توجه الانتقادات لتلك النظم في إطار عمل فني مكتوب أو مسموع أو مرأي، من بين هؤلاء الذين وُجهت إليهم التهم دعاء العدل، رسام الكاريكاتير في مصر وفريق الراب التونسي "ولد الخمستاشر" الذين حُكم عليهم بعامين سجن لإهانة الشرطة.
ورغم كل ما سبق من تحديات، نجح باسم يوسف في تلقين الإخوان المسلمين وغيرهم من السلفيين الذين يناصرونهم على طول الخط درسًا قويًا عبر برنامجه السياسي الذي فضحهم وكشف حقيقتهم للجماهير المصرية، وهم من كانوا يفعلون ما يفعلون من انتهاكات للقانون من دون حساب، وهم أيضًا من يمارسون الاضطهاد ضد المسيحيين والأقليات والمرأة في مصر من دون حساب، وهم أيضًا من كانوا ولا يزالون على نفس النهج، حيث يوجهون اللوم للمرأة التي تقع ضحية الاغتصاب أو العنف الجنسي بدلًا من معاقبة مرتكب هذه الأفعال.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط باسم يوسف يلقن الإسلاميين درسًا قويًا ملخصه أن السخرية ليست للضحك فقط



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya