متظاهرون سودانيون يستعملون سلاح السحرية للتنديد بموقف الإعلام الرسمي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكّدوا أنه لم يلتفت إليهم قبل الاطاحة بالبشير واكتفى بإذاعة "برامج الطبخ"

متظاهرون سودانيون يستعملون سلاح السحرية للتنديد بموقف الإعلام الرسمي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - متظاهرون سودانيون يستعملون سلاح السحرية للتنديد بموقف الإعلام الرسمي

السوداني أبو بكر الميرغني
الخرطوم- المغرب اليوم

يمسك السوداني أبو بكر الميرغني بزجاجة بلاستيكية فارغة كميكروفون، ويتظاهر بأنه مذيع يجري مقابلات مع مشاركين في اعتصام المعارضة أمام مقر الجيش في الخرطوم، منددًا بموقف الاعلام الرسمي قبل الاطاحة بالرئيس عمر البشير.

وقال الميرغني (18 عاما) "نهدف للسخرية من الإعلام الرسمي السوداني الذي لم يقف معنا خلال التظاهرات"، وتابع "لم يقم (الإعلام الرسمي) بتغطية التظاهرات على الإطلاق. فقط الإعلان الأجنبي قام بذلك"، فيما كان أحد زملائه يمسك بعصاة خشبية يتدلى من اخرها كوبا بلاستيكيا في محاولة لمحاكاة ميكروفون قابل للتعديل.

يهلّل الطاقم الصغير للمراسل في كل مرة يتوجه فيها الى أحد المتظاهرين طارحا سؤالا، ويحمل شخص ثالث صندوقا من الكرتون المقوي على كتفه وكأنه كاميرا فيديو، حجب عنها اسم محطة تليفزيونية أجنبية.

يشهد السودان احتجاجات على خلفية أزمة اقتصادية خانقة بدأت في 19 كانون الأول/ديسمبر الفائت بعد قرار الحكومة رفع سعر الخبز قبل أن تتصاعد وتتوسّع إلى كل أنحاء البلاد ضد نظام الرئيس عمر البشير، واتخذت الاحتجاجات منحى مختلفًا عندما بدأ آلاف المتظاهرين في السادس من نيسان/ابريل تجمّعًا أمام مقرّ قيادة الجيش في العاصمة، مطالبين القوات المسلحة بمساعدتهم في إسقاط البشير. وبعد خمسة أيام، استولى الجيش على السلطة عبر مجلس عسكري انتقالي وعزل البشير.

وفرض الإعلام الرسمي تعتيما كاملا على أشهر من التظاهرات قبل إطاحة البشير، بما في ذلك عدم ذكر مقتل العشرات على أيدي قوات الأمن، ما أثار غضب المحتجين بشدة.

- "برامج الطهي" -

اقرأ أيضًا:

"دعاء" لزين العابدين يُطيح برئيس قناة تونسية

وعوضا عن تغطية التظاهرات في ارجاء البلاد، أذاع التلفزيون الرسمي تجمعات البشير وأعمالا حكومية وبرامج أخرى، ودأبت الصحف المؤيدة للحكومة على تغطية الأنشطة الحكومية اليومية بعيدا عن التظاهرات.

وقال الميرغني "الناس كانوا يموتون لأربعة أشهر كاملة وكل ما كان الإعلام السوداني يذيعه هو برامج الطهي"، وتابع أن الإعلام الرسمي "بدأ في الوقوف في صفنا فقط حين أطيح البشير" في نيسان/ابريل الفائت.

لكن التلفزيون السوداني أكّد أنّه كان يلتزم التوجيهات الحكومية الرسمية، وقال مدير الأخبار بالتلفزيون مزمل سليمان لوكالة فرانس برس إنّ "البث الإخباري كان ضمن الحدود التي سمحت بها الحكومة آنذاك"، وأضاف أن "الدولة تملك القناة وتقاريرنا يجب أن تتوافق مع السياسة العامة للدولة".

ومنذ إطاحة البشير، طرد المتظاهرون الغاضبون في أكثر من مناسبة صحافيي التلفزيون الرسمي من مقر اعتصامهم حين وصولهم لتغطية إخبارية.

وأوقف الميرغني متظاهرا لسؤاله عن رأيه في المجلس العسكري الحاكم، وكانت الإجابة سريعة "سقط أم لم يسقط... سنبقى"، وهو هتاف جديد يميز التجمع الحالي.

وتعرض الإعلام لتكميم وقمع شديد اثناء عهد البشير الذي استمر نحو 30 عاما، بحسب نشطاء في مجال الإعلام، وقمع جهاز الأمن والمخابرات الوطني باستمرار الصحافيين الذين تجرأوا وانتقدوا سياسات البشير الخارجية والداخلية.

وقال الإعلامي السوداني البارز فيصل صالح إنّ "الاخبار المرتبطة بنظام (البشير) أو شخصيات المعارضة البارزة أو مناطق النزاع في السودان كانت مثيرة للمشكلات"، وأفاد أنّ "ضباط ( جهاز الأمن والمخابرات الوطني) دأبوا على الذهاب لمقرات الصحف ومراجعة وشطب ما لا يريدون أن ينشر (...) من الرياضة للشؤون السياسية، كل شيء كان خاضعا للتدقيق".

- "عقلية قديمة" -

وأوضح رئيس تحرير صحيفة "التيار" المستقلة عثمان الميرغني أن مصادرة كامل النسخ المطبوعة كان بمثابة تكتيك لتوجيه أكبر خسائر للناشرين.

وأفاد الميرغني الذي تمت مصادرة نسخ صحيفته أكثر من 80 مرة خلال حكم البشير "كلفنا ذلك الكثير من الأموال".

واعتقل هذا الصحافي لأكثر من شهر خلال ذروة الاحتجاجات ضد البشير، كما وثّقت منظمة "مراسلون بلا حدود" توقيف أكثر من 100 صحافي اثناء الاحتجاجات.

وتضع هذه المنظمة ومقرها باريس السودان في المركز 175 من أصل 180 بلدا في مؤشر حرية الصحافة العالمية في العام 2019، لكن الكثير من الأمور بدأت تتغير منذ إطاحة البشير مع بث التلفزيون مقاطع لاعتصام الخرطوم، كما يشارك معارضون للبشير في برامج حوارية على التلفزيون الرسمي، فيما أوردت الصحف المحلية سريعا أنباء سقوط البشير.

وقال الميرغني "ليس هناك الآن رقابة مسبقة والصحف تنشر بحرية دون المخاطرة بمصادرة" نسخها المطبوعة.

ويقول المسؤول سليمان إنّ نطاقا أوسع من الأخبار يذاع الآن على التلفزيون الرسمي، وأفاد "نتمتع الآن بحرية كاملة. نغطي الآن أخبارا حساسة جدا حتى على الهواء مباشرة".

لكن صحافيين غير حكوميين مثل الميرغني وصالح يشككون في مستقبل الإعلام في السودان.

وقال الميرغني إنّ "العقلية السلطوية في التحكم في الإعلام لا تزال سائدة، فالصحافة لا تزال مقيدة وتمارس رقابة ذاتية بشكل واسع"، كما قال صالح إن وسائل الإعلام الحكومية لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تدعي أي استقلالية، وأضاف "سيستغرق الأمر وقتا طويلا حتى تنقرض العقلية القديمة ونشهد تغييرا ملموسا".

قد يهمك أيضًا:

عمرو أديب يُؤكد أنه المذيع الأغلى في الوطن العربي دون منافس

"أبو ظبي للإعلام" تجمع نجوم العالم العربي خلال شهر رمضان

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متظاهرون سودانيون يستعملون سلاح السحرية للتنديد بموقف الإعلام الرسمي متظاهرون سودانيون يستعملون سلاح السحرية للتنديد بموقف الإعلام الرسمي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 12:09 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 12:01 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 17:49 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

GMT 19:23 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الدلو

GMT 19:31 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

مناقشة رواية "غيوم فرنسية" في معرض الكتاب

GMT 04:30 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

باتاكي ترتدي بكيني أحمر متوهج وتتباهى بجسدها

GMT 06:55 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على كيفية معرفة الفرق بين الألماس الحقيقي والصناعي

GMT 02:40 2018 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

الأعمال الفنية الحديثة تخلو من الراقصة الممثلة الموهوبة

GMT 02:42 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

استكمال جمال سليمان ومنة فضالي وياسر فرج "أفراح إبليس2"

GMT 13:55 2016 الخميس ,15 أيلول / سبتمبر

استنفار أمني في زايو بعد العثور على فتاة مقيدة

GMT 23:33 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة ريم مصطفى تنضم إلى فريق عمل "اللهم إني صائم"

GMT 22:37 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

"بنات خارقات" يجمع شيري ويسرا وريهام على MBC مصر

GMT 23:37 2017 الخميس ,28 أيلول / سبتمبر

"سابع جار" للممثلة هيدي كرم قريبًا على CBC
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya