انطلاق موجة إعلانات توعوية توجه لفئة الموظفين في مصر
آخر تحديث GMT 08:40:10
المغرب اليوم -

على الرغم من تواتر المسلسلات الدرامية في رمضان

انطلاق موجة إعلانات توعوية توجه لفئة الموظفين في مصر

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - انطلاق موجة إعلانات توعوية توجه لفئة الموظفين في مصر

المقاهي
القاهرة - المغرب اليوم

دبّ حديث حماسي بين جموع الجالسين والجالسات، في مقهى توسع وتمدد حتى احتل ثلاثة أرباع عرض الشارع، بعد ما سيطر على الرصيف عشرات النرجيلات، مئات الأكواب من الشاي والنسكافيه والقرفة والشوكولا، وأطباق من الفول والفلافل تملأ ثم تلتهم ويعاد ملؤها وهكذا حتى آذان الفجر، شاشة عملاقة معلقة على الجدار التخمة الدرامية لا تجذب اهتمام الجمهور الشاب، والطريف أن ما يحصل في البيوت من تقليد رمضاني عتيق إذ يعلو صوت التلفاز، مع انتهاء كل فاصل إعلاني وبداية المشهد الدرامي، يبدو عكسه على شاشة المقهى. والمطلب الجماعي للحضور من مسؤول المقهى هو خفض الصوت مع بداية عرض المسلسل، ورفعه مع بداية الفواصل الإعلانية، وإعلانات هذا العام تستوقف الشباب، فبين تكنيك جديد تتبعه شركات الاتصال وتكتيك حديث تلجأ إليه مكاتب العقارات، تدور أحاديث الحاضرين، لا سيما من دارسي فنون الإعلان، وبين فنانين شباب أقبلوا على الظهور في إعلانات في رمضان عن مواقد وغسالات ومبردات، وآخرين من الكهول ارتضوا المنافسة في إعلان عن زيت أو سكر أو سمن، تدور أحاديث مؤيدة لهؤلاء ومنتقدة لأولئك. لكن لا صوت يعلو على صوت التحليل والنقد والبحث في أغوار المقصود كلما هل إعلان توعوي يحمل رسائل مبطنة ويعكس أفكاراً مفصلة.

القول الفصل في إعلانات هيئة الرقابة الإدارية يعلنه أحد الحاضرين من الشباب بصوت جهوري، "العيب فيهم ويحاولون إلصاقه بنا. من الذي علمنا الرشوة والنوم على المكاتب وتحويل المدرسة ناديا لا ضابط له أو رابط؟ أليسوا هم؟ واليوم يحاولون دفعنا نحن إلى النظر في المرآة، يبدو أن مراياهم مكسورة".

ولأن الغالبية المطلقة من القابعين والقابعات في المقهى الرمضاني تقل أعمارهم عن الـ35، حيث المرايا لم تنكسر بعد، فقد تعالت عبارات التأييد وتصاعدت جمل التعضيد، ولولا خوف من أن يعتقد الضباط القابعون، على الجانب الآخر من المقهى بغرض التأمين أن المكان تحول خلية سرية أو أن الزمان سيعود بعقارب الساعة إلى عام 2011، لتحولت العبارات إلى هتافات واتخذت الجمل شكل المطالبات، لكن المطالبات تحولت صوب الشاب الفصيح مطالبة إياه بالسكوت للتركيز، على محتوى أحدث إعلانات الهيئة المطالبة الجميع بالنظر في المرآة.

المرآة الأحدث في سلسلة إعلانات التوعية الاجتماعية، هي مرآة الموظف الشاب الذي يجامل زميلته "مدام عفاف"، ويوقّع اسمها نيابة عنها في دفتر الحضور والانصراف في المصلحة الحكومية، ثم يتوجه إلى مكتبه حيث يعرقل العمل رافضاً إتمام معامالات المواطنين لأن الختم مع مدام عفاف ومدام عفاف لم تأت اليوم إلى المكتب/ لكن بظهور أول ورقة بنكنوت فئة مئة جنيه، يتم فتح الجارور، والترحيب بالمواطن، وإنهاء معاملته في أقل من دقيقة. ويهم الموظف الشاب بالانصراف مبكراً معللاً ذلك بأن ساعات العمل "على قد فلوسهم"، وبمقدار إعجاب الحضور الشاب بفكرة الإعلان، وهو الإعجاب الذي بدا واضحاً في عجائب وطرائف حكاها الجمع الغفير عن مواقف مشابهة تعرض لها كل منهم، في أثناء محاولات فاشلة لإنهاء معاملات حكومية من دون رشوة أو وساطة.

لكن يعود الجمع الغفير ذاته ليلمح ساخراً إلى أنهم ولدوا في كنف رشى الموظفين، وأن تراث الرشوة من الموروثات التي ورثوها عن الآباء والأجداد ولم يبتدعوها،مستخلصين ضرورة دعوة "بابا" و "جدو" للنظر في المرآة بديلاً منهم، وعن التعليم الذي تخرج الجمع الشبابي منه أو أوشك أو ما زال يجتر من تحلله دار الإعلان التالي وقوامه معلم شاب في مدرسة إعدادية يصل إلى المدرسة صباحاً ليلقي التحية على الناظر الذي يتناول سندوتش فول في مكتبه، ثم يتوجه إلى الفصل حيث الطلاب يقفون على الطاولات ويضربون بعضهم بعضا ويصيحون بينما يستسلم المعلم لنوم عميق ولا يستيقظ إلا بحلول موعد انتهاء اليوم المدرسي، مؤذناً ببدء يوم الدروس الخصوصية. وفي بيت أحد الطلاب يتجمع الصغار حول المعلم المتخم بالمشروبات والمأكولات وقبل انتهاء موعد الدرس، وفق الـ "ستوب ووتش" يدعو الأولاد إلى التركيز لأنه سيتلو عليهم السؤال الذي سيرد في الامتحان. وهنا ينظر يميناً ليجد المرآة مطالبة إياه بالنظر إلى نفسه فيها. ومرة أخرى يتجدد صخب الحضور الشبابي وكل منهم يتذكر مستر فلان أو الأستاذ علان الذي لم يشرح يوماً درساً في الفصل ووهب حياته للدروس الخصوصية أو كان يهددهم بالسقوط إن لم يذعن بابا ويطلب درساً خصوصياً للإبن.

ومن مرآة إلى أخرى تتوالى الفواصل الإعلانية التي تؤجج المشاعر الشبابية. فمن بقال التموين الشاب الذي يسرق سكر التموين المدعم ليبيعه لصاحب السوبر ماركت، إلى الموظف الشاب المرتشي، والمعلم الشاب المتراخي، والممرضة الشابة المهملة، وجميعها نماذج تحيط بالمصريين في حياتهم اليومية، «لكنها نماذج ورثناها ولم نخترها وكان الأجدر بأصحاب الإعلانات أن يوجهوها لمن تخصصوا في السرقة والرشوة وجعلوها قانوناً نسير عليه رغماً عنا»، وفق ما قالت إحدى الشابات المتخرجات حديثاً والتي كانت تحكي لصديقاتها خبراتها الشخصية مع ممرضات المستشفى حيث كان يرقد والدها وكيف أنهن لم يكنّ يتحركن خطوة إلا بعد دفع "المعلوم".

ومعلوم أن الفساد الذي تذيل الإعلانات التوعوية حوله برقم ساخن للاتصال والإبلاغ عنه، ينغص حياة الشباب في شكل خاص. فبدءاً بالتعليم، مروراً بالتموين والصحة وانتهاء بالسلع الغذائية تدور مشكلات الشباب اليومية وهي المشكلات المستمرة والتي توقفت لبضعة أشهر عقب انقضاء أيام ثورة يناير الـ18، لكن سرعان ما عادت أدراجها كما كانت وربما أكثر، لكن الحضور الشبابي الطاغي عاد واعترف بأن الأخبار التي تباغت المصريين يومياً عن إلقاء القبض على رئيس حي أو نائبه أو مسؤول كبير بتهمة تقاضي رشوة خطوة على طريق الإصلاح. ويعودون إلى مسألة السن، فتجمع الآراء مجدداً على أن أولئك المسؤولين ليسوا شباباً، وأن الفساد سمة الكبار سناً.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق موجة إعلانات توعوية توجه لفئة الموظفين في مصر انطلاق موجة إعلانات توعوية توجه لفئة الموظفين في مصر



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 18:22 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

عامل يُعاقب رجل سلطة ركن سيارته بمكان ممنوع في انزكان

GMT 17:54 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الجمباز يرد على وزارة الرياضة في شكوى ولي أمر اللاعبة سالي

GMT 23:25 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على أسعار "الهواتف المحمولة"في مصر الأربعاء

GMT 19:55 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تنير شوارعها بضوء قمر حقيقي وأخر اصطناعي

GMT 22:43 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

"غولدمان" تتوقع أن تبدأ أسعار الآيفون الجديد من 849 دولار

GMT 08:53 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

"كشف محاولات "MBC مصر" لاستعادة بريق الدراما في رمضان 2019

GMT 02:45 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تألقي بلمسة ساحرة بعطور كالفن كلاين

GMT 05:07 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

خلطات سهلة من بودرة القرفة والألوفيرا لشعر صحيّ ولامع

GMT 05:59 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مجوهرات "ديور" تشع بالحياة بألوانها وأشكالها المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya