الباحثة لارا عتوم السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكدت أنها تؤدي إلى الهروب من الواقع

الباحثة لارا عتوم السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الباحثة لارا عتوم السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي

متحدثون يستعرضون نشأة السخرية السياسية في الأردن
عمان ـ إيمان يوسف

كشفت الباحثة لارا العتوم إن السخرية السياسية يعتبرها البعض "لغة ناطقة للغالبية الصامتة" ، فيما يعتبرها البعض البعض الأخر"نتاج إبداعي ينتقد القصورات، والتعاليم الاجتماعية في المجتمعات البشرية باستخدام النكتة، والعکس، والغضب، والنقائض" .واعتبرها آخرون "الهروب من الواقع" وآخرون "نتاج خوف وهروب من العقاب" ، ولكن الأجماع فإن السخرية السياسية شكل إبداعي تحتمله النفس ويثير الضحك بغض النظر عن طبيعة الواقع التي تخرج منه ، سواء كان مضحكًا أم مبكيًا أم بلا موقف فالسخرية السياسية جاءت ملزمة بتقديم الحلول أو النظر إلى الشيء بإبداع بشري تام في المفردات التي يستخدمها  الساخر في التعبير بتجانسها مع المفاهيم الاجتماعية ، أو الثقافية ، أو السياسية.

وأضافت العتوم خلال ندوة نظمها مركز إمداد للإعلام في العاصمة الأردنية عمان مؤخرًا بعنوان "السخرية السياسية في الأردن" أن السخرية كالعديد من الكلمات التي تغير استخدامها مع مرور الزمن فأصل الكلمة سُخْرِيَّه "تَهَكُّم،اِسْتِهزاء" استخدامها الأن بمعناها "أُضْحوكة جَماعيَّة ، "نُكتة ساخرة" أكثر استخدامًا في الحياة العامة ، كنوع من أنواع التعبير خاصة تلك التي تخص الأوضاع السياسية.

وبينت العتوم أن الأردن بعد لبنان من أوائل الدول التي أعطت مساحة للكتابة الساخرة في صحيفة رسمية في أوائل الثمانيات في "شاهد عيان بعد أن كان تداولها في السبعينات بين العامة وبشكل غير رسمي إلى أن أصبحت منتظمة الصدور ومتطورة حتى وقتنا الحاضر الذي برز فيها الكاتب الأردني أجمد  حسن الزعبي ، كما احتضنت العديد من السياسيين الأردنيين الذي تميزوا بقربهم من الشارع الأردني ، ومنهم الوزير الأسبق الدكتور صبري ربيحات.

وبينت العتوم أن وجود الإنترنت زاد من زخم السخرية السياسية في المواقع الإلكترونية كافة ، إضافة إلى وجود مواقع متخصصة لذلك ، مشيرة إلى أن الإعلام ارتبط ارتباطًا وثيقًا بالرسومات ، بما عرف بفن الكاريكاتير السياسي ، بمساحات على الصفحات الأخيرة للصحف ، حيث  بدأ مع عدد من الفنانين منهم رباح صغير ، وجلال الرفاعي ، وزكي شقفة حيث شكل ثلاثتهم ملامح هذا الفن في الأردن لعقد كامل تقريبًا ، وفي السبعينيات، تطوّر الكاريكاتير في الأردن على صعيد الشكل والمضمون مع تطور الطباعة.

وظهرت منافسة بين الرسامين وتم التطرق للقضايا المحلية ولو بخجل كما بدأت تقنيات الفنون الطباعية كالزيباتون والكاريكاتير الملون بالظهور إلى أن توسّع فنّ الكاريكاتير في الصحف الأردنية في فترة حساسة ، واكبت "فك الارتباط" القانوني والإداري والمالي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، عام 1988.ورُفعت الأحكام العرفية وانطلقت مسيرة الديمقراطية والانتخابات وظهرت الصحف الحزبية الجديدة والأسبوعيات المنوّعة، ومعها ظهر الرسامون الشباب الجدد.

وأشارت العتوم إلى أنه منذ  التسعينيات حتى اليوم برز العديد من الرسامين في الأردن استفادوا من ارتفاع سقف الحرية ، وتعدد المنابر وأصبح التنافس على استقطاب رسامي الكاريكاتير مهمة رئيسة للصحف وصار هامش التطرّق إلى شؤون السياسة المحلية والتصدي لظواهر مجتمعية أمرًا متاحًا ، فقاموا بخلق حركة جديدة عبر رسوم تعبّر عن صوت المواطن الأردني من ارتفاع سقف الحرية ، وفي عام 2008 ، حيث تألق أبرز رسامي وقتنا الحاضر عماد حجاج  ونضال هاشم وجلال الرفاعي وأمجد رسمي وناصر الجعفري ، حيث عملوا على تأسيس "رابطة رسامي الكاريكاتير الأردنيين" ، لافتة إلى أن السخرية السياسية والاجتماعية تغلغلت في الثمانينات ، من الصحف الورقية إلى الدراما الأردنية ، فتكاتف الشارع الأردنيمع الكوميديا الاجتماعية الساخرة من خلال المسلسل  "أبوعواد" ،  بتسليط الضوء على بعض عادات وثقافات ومشاكل المُجتمع المدني والريفي ومسلسل "العلم نور" الذي كان كمساند لعملية محو الامية التي شهدها الأردن ، في أوائل السبعينيات ، لينتقل بعد ذلك إلى المسرح الحر فكان أول مسرح أردني سياسي ساخر في منتصف التسعينيات "نبيل وهشام  ليصار" مسرح نبيل ، نبيل صوالحة ، الذي جعل ناقدوه يقولون ، وداعًا للعصر الذهبي للمقالات والأعمدة الساخرة ، إذ وضع مسرح نبيل صوالحة الأردن ، في خارطة الـعمال الساخرة العربية والعالمية وباتت تمتاز أعماله ليس فقط بأنها لسان حال المواطن الأردني بل فيما يسمى بالفكر الناقد الساخر الجديد ، بإبداع التعبير تحت سلطة الممنوع بجمل مرنه تكاد تكون نكتا سهلة التداول ، والاستخدام بين الناس بل وتتحمل الإضافة إليها من طرف ناقلها ، كالأساطير التي حملت الكثير من أحلام الناس التي نقلتها وأمانيهم ن وللمفارقة لم يختار "مسرح نبيل صوالحة" ، مواطنيه أو متابعيه ، وفي قضاياه مفتوحة قد تمس الواقع المعيشي للمواطن الأردني في المقام الاول.

وقد ترى مشهدًا يظهر مواطن في بلد ما في ظرف ما وهنا اختاره الجمهور كالناطق الإعلامي لحاله ، لما تمتع به من أخلاق في الطرح والسهل الممتنع في التعبير والذكاء في طرح السلبي ، إذ يشعر المواطن بالراحة أن هناك من يرسل الرسائل ، خاصة أن المعنيين من الجمهور بعد ذلك أسس الفنان موسى حجازين ، ما عرف بالكاريكاتير التلفزيوني الناطق متميزًا بإثارة القضايا الاجتماعية والسياسية بوقت قصير وهادف.

وبحسب العتوم فإن السخرية السياسية تحظى بإهتمام الشارع ليس فقط لإبداعها بل لقصرها وليونتها وتعبيرها المباشر ، حيث ابتعدت السخرية السياسية عن النمطية رغم زخم الأفراد العاملين فيها من هواه ومتخصصين وسياسيين ، وجمعت الناس باختلافاتهم بهدف بناء اجتماعي سياسي ثقافي أفضل مبتعدة عن الإدراك الخاطئ ، رغم تتلونها بتأثير مباشر على السلوك الفردي ، مولدة تفاعل اجتماعي كبير جدًا .

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الباحثة لارا عتوم السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي الباحثة لارا عتوم السخرية السياسية في الأردن تهدفت إلى بناء اجتماعي ثقافي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya