مراسل مخضرم في بي بي سي يدعو إلى الحفاظ على الشبكة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

بيّن ضرورة وجود مجموعة متميزة من الصحافيين

مراسل مخضرم في "بي بي سي" يدعو إلى الحفاظ على الشبكة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مراسل مخضرم في

"بي بي سي"
لندن - ماريا طبراني

قدّم مراسل "بي بي سي" السابق، آلان ليتل، محاضرة في جامعة سترلينغ تناول فيها أهمية الحفاظ على الشبكة التي كان يعملها فيها، موضحا أنه لم يكن من رجال الشركة لكنه كان رجل صحافة، وأضاف "لا أستطيع أن أسرد لكم البرامج والعروض التي تجلبها (بي بي سي) إلى منازلكم مثل Doctor Who وMasterChef وLive from the Proms وCBeebies وNewsnight وRadio 1 Breakfast  و Poetry Please.

وبيّن آلان "أن "بي بي سي" تعتبر قيمة فريدة لأنها "يمكنها تحديد شكل الخطاب في المجتمع، لأنها المكان الذى يمر به معظمنا من وقت إلى آخر، وربما نجد فيها بعض وجهات النظر التي لا تعجبنا ولكن علينا الاعتراف بحق الآخرين في الاختلاف لكنها تنقل وجهة نظرنا إلى العام".
وأبرز قوله "يعد الأمر أكثر إلحاحا مما كان عليه في أى وقت في حياتي ليس فقط لأن الشبكة تواجه حاليا مجموعة هائلة من أصحاب المصالح الذين يريدون تفكيكها ولكن أيضا لأنني أرى فيها هذه المثل المدنية العليا في تراجع رغم أنها كانت قوية يوما ما".

وأوضح "عندما كنت أعيش في موسكو في أواخر التسعينات كانت هذه المثل العليا مُبهجة، وكان ذلك قبل سحق روسيا لوجهات النظر المعارضة، وربما كان هذا متوقعا، وأعتقد أن التعددية تراجعت في الولايات المتحدة في البلد الذي يدين له الكثير في أنحاء العالم بحريته وخصوصًا أوروبا، وعند تجريد مبدأ الخدمة العامة من القنوات الإخبارية العامة فأنت تمنع بعض الأشياء عن السوق، وبالطبع سيخبرك السوق بنوعية الأخبار التي يريد منك بثها للجمهور، كما أن السوق يحدد شكل القصص الإخبارية التي تقدمها".

وأردف آلان "في أميركا يساعد تعميم النشرات الإخبارية الأرضية تحت ضغط هذه الضرورات التجارية في تحديد شكل صناعة الترفيه والأخبار التي يشاهدها الجمهور، وهناك حالة من التراجع للتعددية من قبل دوائر الرأي الكبرى، وتشاهد هذه الدوائر القنوات الإخبارية الخاصة".
ولفت إلى أن "الصحف تظل من أفضل الوسائل في العالم حيث تحتفظ بأشجع المحررين والمراسلين في العالم إلا أن معدل الاطلاع عليها يتراجع، وهناك الإذاعة الوطنية العامة والتي تحظى بجمهور ذات ولاء لها بالإضافة إلى كونه جمهور جاد، ولكنها لم تعد  تشكل الساحة العامة التي من يمر من خلالها الجمهور من أجل التعلم أو التسلية ويتعرض من خلالها إلى بعض الآراء التي يختلف معها، ولم تعد هذه المساحة العامة موجودة في الحوار الوطني بالنسبة لغالبية الناس حيث احتلت وسائل الإعلام هذه المساحة".

وأبرز "عندما أسمع نقاد (بي بي سي) يقولون إن خدمة البث العامة تقدم أشياء يمكن للسوق تقديمها مثل Radio 1 وStrictly Come Dancing وBake Off ولذلك يجب التوقف عن تقديم هذه العروض والاكتفاء بتقديم العروض التي لا يقدمها السوق، وحينها أنظر إلى الولايات المتحدة حيث تراجعت خدمة "الغيتو" التي تمثل خدمة البث العامة للجمهور، ويسمح نموذج "بي بي سي" إلى تضمين محتوى الخدمة العامة في البرامج الشعبية، مثل David Dimbleby وBruce Forsyth وLaura Kuenssberg وDot Cotton وGraham Norton وJeremy Bowen كجزء من الحزمة ذاتها".

واستكمل آلان حديثه "قال الراحل هيو ويلدون الذي تولى إدارة الشبكة بين عامي 1968 و1975 أن المهمة الفريدة لها تتمثل في جعل الأشياء الجيدة شعبية للجمهور وجعل الأشياء الشعبية جيدة، وأريد أن أدافع هنا عن فكرة أنك أثناء مشاهدة برنامج Strictly Come Dancing ربما تشاهد شيئا عن تنظيم داعش، وأثناء مشاهدة برنامج Albert Square  ستعرف لماذا تريد الحكومة إصلاح الاتحاد الأوروبي".

وبيّن "تعتبر وسائل الإعلام الاجتماعية هي السياق الجديد الذي يعمل من خلاله البث التقليدي، حيث تعد قوة متحررة ديمقراطية، وفي بروما اجتاحت مظاهرات ما قبل الديمقراطية البلاد في فترة الثمانينات وتم التعامل معها بوحشية من قبل الديكتاتورية العسكرية، ولكن لم يصل إطار التعامل مع هذه الأحداث بوحشية لأن النظام كان لديه سيطرة مطلقة على وسائل الاتصال، وعندما تكرر الأمر بعد 25 عاما، تمكن المتظاهرون من توصيل صوتهم خارج البلاد بشكل حاسم، وأثبتت وسائل الإعلام الاجتماعية في بريطانيا قدرتها على وضع السلطة في أيدي الشعب والمجتمعات المحلية التي لم تكن تملك أي سلطة ".
وصرّح آلان "ذهبت إلى ليفربول قريبا لرؤية قادة حملة العدالة من أجل 96 شخصًا ماتوا في هيلزبره، وشن القادة حملة لمدة سنوات لتأسيس ما حدث بالفعل وتسبب في مزيد من الوفيات، ولمدة عقود لم يحقق القادة أي إنجاز، ولكن عندما غرد ممثل كوميدى شهير في ليفربول متحدثا عن عريضة جذبت بضعة آلاف من التوقيعات، وفي خلال خمسة أيام تمكن من جمع مئات الآلاف من التوقيعات وكان ذلك كافيا لتحريك عملية  Whitehall والتي أدت إلى إطلاق وثائق من مكتب مجلس الوزراء والتي احتفظت بها الحكومات المتعاقبة سرا، والآن تمكنا من معرفة الكثير عما حدث، وتم محاسبة مرتكبي الأخطاء، ومن افتعلوا الأكاذيب لتغطية الحقيقة، ولم تحقق وسائل الإعلام الاجتماعية بمفردها ولكن كان هناك الدور الحيوي للمحاكم".

وذكر آلان "على مدار 25 عامًا من عملي كمراسل أجنبي كان التغيير التكنولوجي عاملا ثابتا، وعشنا في هذا الوقت مع الرأي القائل بأن وسائل الإعلام التقليدية تعتبر في الوقت الضائع، وأنه سيتم استبدالها بطرق جديدة للتواصل، والآن نحن جميعا نعمل في الإعلام ولكن لا يزال هناك حاجة إلى طائفة مهنية متميزة من الصحافيين لنقل الأخبار لصالح الجمهور".

وتابع آلان "قبل وسائل الإعلام الاجتماعية كان لدينا ثورة على مدار 24 ساعة، من خلال بث الأخبار في وقتها الحقيقي في التلفاز، وفي وقت حرب الخليج الثانية عام 2003 أجمع الكثيرون على أن هذا التطوير يمثل وفاة للنظام الإعلامي القديم، الذي يعتمد على النشرة القديمة التي تبدأ بأهم القصص على مدار اليوم، ويليها الأخبار الأقل أهمية، وفي المستقبل يمكن للناس فتح التلفاز أو أجهزة الكمبيوتر ومشاهدة الأحداث حية أثناء وقوعها، وأثناء غزو العراق حلقت الكاميرات الصغيرة عبر ميدان المعركة لنقل الأحداث في إطار مجال رؤيتها".

وذكر "علمت حينها أن هذا ليس المستقبل حيث كان الأمر محيرا للجمهور الذي لم يتمكن من مشاهده الصورة الأكبر للأحداث عند تركيز اهتمامه في إطار ضيق، حيث قٌدم للجمهور العام خلاصة ما حدث بواسطة مجموعة من الناس الذين كانوا محل ثقة، وتكرر هذا القلق عبر تاريخ البث التلفازي بواسطة كل تطور تكنولوجي جديد يحدث، وعند اختراع الراديو ظهرت الشبكة عبر الراديو في عام 1922، وحينها اضطربت الصحف بسبب اختراعه، وقيل أن هذا يعد وفاة للصحافة المطبوعة، وحينها ضغط أصحاب الصحف على (بي بي سي) للامتناع عن بث الأخبار في أي وقت خلال اليوم قبل الثامنة مساء".

واستطرد حديثه "وفي فترة الخمسينات حاول التقليديون في البث الإذاعي وقف التلفاز على أساس أنه سيدمر الراديو وسيؤدى إلى تهميش الأخبار، إلا أن الراديو نجح في التكيف مع الوضع القائم، وعملت النشرة الإخبارية التقليدية مع حقيقة بث الأخبار على مدار 24 ساعة، وأدى صعود وسائل الإعلام الاجتماعية إلى جعل وسائل البث التقليدية ضرورية أكثر من أي وقت مضى، ورغم أن وسائل الإعلام الاجتماعية تعد أداة ديمقراطية متحررة لكنها تساعدنا في تلقي صدى وجهة نظرنا للعالم، ويمنحنا هذا القدرة على تبادل الخبرات والمعلومات والأدلة والآراء على مستوى العالم مع هؤلاء الذين يرغبون في التواصل معنا والاستماع إلينا".

وتابع آلان "أريد أن نمر أثناء مشاهدة برنامج Strictly Come Dancing  أو Downto Abbey وسمعت من يقول إن الشبكة كانت منحازة أثناء حملة الاستفتاء على الاستقلال، وهناك نقاش ساخن جدا أحيانا داخل الشبكة حول كيفية تعاملنا مع هذه الأسئلة الأساسية، وكنت جزء من هذا النقاش، والحقيقة أن السؤال لم يكن ثنائي الإجابة بنعم أو لا حيث ضمت معظم الأسر في إسكتلندا من قال نعم ومن قال لا، وشعر الأفراد أنفسهم بالولاء للطرفين فيما يخص حياتهم المدنية والمؤسسات الديمقراطية أيضا".

واختتم حديثه بالقول "عندما تُقارن (بي بي سي) بالنازيين أفكر في هؤلاء الناس الذين أعرفهم وعاشوا في الدول البوليسية وأشعر بنوع من التقليل من قدر ما يمثلونه للعالم وما ناضلوا من أجله والمخاطر التي مروا بها وكفاحهم للفوز من أجل بلادهم، وهو ما أخذناه نحن على سبيل المنح، بالإضافة إلى ذلك أفكر في قيمة الشك في الخطاب السياسي وقيمة الثقافة المدنية التي تعد موضع اشتباه دائما، وكيفية الحفاظ على هذا المكان في حياتنا المدنية بحيث نرى العالم كما يراه الآخرون.

 

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مراسل مخضرم في بي بي سي يدعو إلى الحفاظ على الشبكة مراسل مخضرم في بي بي سي يدعو إلى الحفاظ على الشبكة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الأسد

GMT 10:35 2016 الأحد ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة حول "أطفال الشوارع" في مركز "عدالة ومساندة" الأحد

GMT 19:42 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

باتشوكا المكسيكي يقصي الوداد من كأس العالم للأندية

GMT 20:05 2017 الإثنين ,30 كانون الثاني / يناير

إيسكو يلعب عددًا بسيطًا من المباريات مع ريال مدريد

GMT 04:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

عطيل عويج يُبيّن سبب تعاقده مع فريق الفتح المغربي

GMT 03:00 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

مطاعم مراكش بديكوراتها الجديدة تستقبل العام الجديد 2016

GMT 07:25 2015 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عصابة مدججة بالسيوف تحاول اغتصاب فتاة وسط الناظور
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya