تشييع المفكر والكاتب اللبناني والعربي منح عادل الصلح
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أمضى حياته في الإصرار على الحوار الحر المنفتح

تشييع المفكر والكاتب اللبناني والعربي منح عادل الصلح

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تشييع المفكر والكاتب اللبناني والعربي منح عادل الصلح

صلاة الجنازة على المفكر والكاتب اللبناني منح عادل الصلح
بيروت ـ فادي سماحة

يشيع المفكر والكاتب اللبناني والعربي منح عادل الصلح، اليوم الاثنين، ويُصلى على جثمانه بعد صلاة العصر في جامع الخاشقجي.وكان الصلح توفي أول من أمس عن عمر 88 سنة، فخسر لبنان بغيابه رجلًا ميثاقيًا أمضى حياته في خدمة الشراكة والاعتدال والثقافة والعروبة المستنيرة، وفي الإصرار على الحوار الحر المنفتح لغة للتواصل.ونعاه رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في بيان أشار فيه إلى أنه "برحيل منح الصلح، فقد لبنان قامة وطنية كبيرة عرفت مبكرًا معنى لبنان وأدركت أهمية الصيغة اللبنانية، فتحولت ضميرًا وطنيًا وصاحب رأي في العمل العام، وجند نفسه دائمًا لتصويب المسار وترجيح كفة الاعتدال ووحدة لبنان وديموقراطيته، خاصة في الأوقات الصعبة حين فقدت الاتجاهات وارتفع صوت التطرف".

وأضاف أنه "برحيل منح الصلح، فقد العالم العربي مفكرًا كبيرًا وفارسًا من فرسان العمل القومي، جعل قضية فلسطين في مرتبة القداسة، وآمن بأمتنا العربية وقدرتها على احتلال مكان لائق بين الأمم".كذلك نعاه زعيم تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري، مضيفًا أن "منح الصلح كتب الفصل الأخير من سيرة الوجع العربي ورحل، له في السياسة أكثر من كثيرين تقلدوا مقاليد الحكم والسلطة ونالوا نصيبهم غير مرة من مقاعد المجلس النيابي، وله في الكتابة ملاحم لن يجف أثرها في الفكر العربي المعاصر، وله في الوطنية وهج عائلة قدمت رجالًا رصعوا جبين لبنان بعظيم المواقف والإنجازات".
ورأى أن "أفول منح الصلح خسارة لمن عرفه وواكبه وتعلم على يديه فنون التفكير والكتابة والسياسة، وخسارة كبيرة لمن لم يدركه ويتقاطع معه على الوفاء لقيم لبنان والعروبة، بغيابه تعلن بيروت انطفاء منارة من أسطع مناراتها".وأضاف رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة "خسر لبنان، مفكرًا سياسيًا لامعًا لطالما ارتبط اسمه بمرحلة مهمة من تاريخ لبنان ما بعد الاستقلال، وبفترة النهوض اللبناني والعربي، وشكلت أفكاره نقطة ارتكاز والتقاء لكل اللبنانيين، وعامل جذب للمثقفين وللمفكرين في القضايا القومية العربية والعروبة المستنيرة".
وتابع السنيورة أنه "كان صاحب نظرة ثاقبة ولهجة هادئة وصاحب أسلوب راقٍ بعيد من إثارة الفتن والعصبيات، بكونه ابن مدرسة الاستقلال اللبناني والانتماء العربي المؤمن بدور لبنان في محيطه العربي وبالتزام نظامه الحرية والانفتاح والاعتدال، وكان هم منح الصلح قوميًا بامتياز".وأكد أنه "لا يمكن التأريخ للبنان ما بعد الاستقلال وفي مرحلتي الشهابية والناصرية من دون التوقف أمام الأفكار التي أطلقها منح الصلح، ولا يمكن استعادة تاريخ منطقة رأس بيروت وشارعي بلس والحمرا من دون أن يشخص أمامنا منح بك بفكره وبمجالسه وحوارييه".
ولفت الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي في بيان إلى "أننا نودع علمًا من أعلام الفكر العربي هو منح الصلح الذي جعل فكره القومي العربي والوطني اللبناني يعلو على أي اعتبار آخر، فشكل بذلك قدوة نفتقدها كثيرًا في هذه الأيام التي يمر بها عالمنا العربي بأصعب مرحلة من تاريخه ويشهد فيها لبنان انقسامًا كبيرًا بين أبنائه".ورأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان أن "لبنان خسر ركنًا من أركان الثقافة والفكر النير المفكر منح الصلح الذي وافته المنية عن عمر مديد، كان علمًا بارزًا في ندوات الفكر ومنابر النضال، حاملًا قضايا الوطن والأمة العربية والإسلامية وهمومها، وفي مقدمها قضية العرب والمسلمين المركزية فلسطين، والعمل الدؤوب من أجل وحدة اللبنانيين الوطنية وعيشهم المشترك، والسعي الدائم لتحقيق وحدة العرب من المحيط إلى الخليج".
وأكد أن "لبنان فقد بوفاته وجهًا وطنيًا وشخصية فذة، صاحب الرأي الناصح والقلم المعتدل في مواقفه التي تميزت بالحرص على الوحدة الوطنية والعيش المشترك بين اللبنانيين".واعتبر أن "برحيله يخسر لبنان والعرب أحد أبرز رواد المقاومة الفكرية والثقافية".
كذلك نعى الصلح كل من: "دار الندوة" التي أسسها ورأس مجلس إدارتها منذ عام 1987، و "اللقاء اللبناني الوحدوي" الذي أسسه وترأسه منذ عام 1992، و "المنتدى القومي العربي" الذي شارك في تأسيسه منذ عام 1992، كما نعته نقابة الصحافة اللبنانية ونقابة المحررين، إضافة إلى المؤتمر القومي العربي الذي كان أحد مؤسسيه عام 1990، والمؤتمر القومي - الإسلامي الذي كان أيضًا أحد مؤسسيه عام 1994، ورئيس بلدية صيدا محمد السعودي.
توفي المفكر العربي اللبناني الكبير منح الصلح، ظهر السبت، في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد سبعة وتسعين عامًا، نذرها في الدعوة إلى حلم قيام عصر عربي مختلف، غيرَ أنَّ الموت نال منه مثلما نالت من حلمه العصبيات والنظرات الضيقة والإقليميات والمذهبيات،على حد قوله.اشتهر الصلح، برجل الميثاق المراهن على الأمل، على مدى تلك السنوات الـ97 استطاع أن يؤكد قدرته الكبيرة التي جمع فيها بين عمق الفكرة وقوة التحليل والقدرة على نحت مفرداته، بينما كانت أفكاره امتدادًا لإرث أسرة الصلح الفكري والعروبي والقومي.
وُلدَ منح الصلح عام 1927 في محلة "البسطة الفوقا" في بيروت، ويناديه أصحابه ومعارفه بلقب "البيك"، فهو ابن عادل الصلح شقيق الرئيس الراحل تقي الدين الصلح، وقريب رئيس الوزراء اللبناني الراحل رياض الصلح؛ كما أنَّ الصلح حفيد الباشا التركي رشدي فهيم بك.
وتنقل الصلح في دراسته بين مدرسة حوض الولاية ومدرسة أمين الخوري المقدسي الابتدائية في رأس بيروت، ثم دخل القسم الثانوي الفرنسي في الجامعة الأميركية وكذلك في مدارس المقاصد.
وانتمى الصلح إلى الجمعيات الطلابية في الجامعة الأميركية وأبرزها: العروة الوثقى والنادي الأدبي في الثانوية الفرنسية في الجامعة الأميركية، وسافر إلى فرنسا لدراسة الدكتوراة في الآداب العربية في جامعة السوربون، وفي ذلك الوقت مثّلت الجامعة الأميركية للصلح ما يعتبر الحي الجامعي والثقافي في رأس بيروت وفي لبنان، وهي بمنزلة الحي اللاتيني في باريس، من حيث التعدد والانفتاح.وبدأ الكتابة في السادسة عشرة من عمره، وكتب في كبريات الصحف والمجلات التي صدرت في بيروت طوال أكثر من خمسة عقود؛ لكن أغلب مقالاته لم يوقعها.
أما المقالات التي وقعها نشرت في صحيفتي "النهار" و"السفير"، كما كتب في الحوادث أيام سليم اللوزي، وله إصدارات عدة أبرزها: "الانعزالية الجديدة في لبنان" و"المارونية السياسية" و"الاسلام وحركة التحرر العربي"، و"مصر والعروبة" و"الثورة والكيان في العمل الفلسطيني".
كما قدَّم محاضرات في عدد من الجامعات والندوات الدولية والعربية.ويعلل الصلح سبب بقائه عازبًا بالقول "كل عازب فيلسوف، ولو أنَّ كل فيلسوف ليس بالضرورة عازبًا".يرى الصلح أنَّ أزمة لبنان الراهنة سببها عدم الاستفادة من دروس التاريخ، وخصوصًا ميثاق العام 1943 الذي جسّد مقاربة فكرية سياسية نجحت في المواءمة بين استقلالية الوطن وبين العروبة كفكرة جامعة.ومن أبرز صفاته أنَّه كان منفتحًا على الآخر متحررًا من قيود الجمود والانعزال، ما ساعده في كسب ألقاب كثيرة منها: المفكر والعروبي ورجل النهضة وصاحب الميثاق والمثقف الموسوعي.
كما وصفه عدد من أصدقائه، بأنَّه صوت الضمير، وهو للإنسان كل الإنسان، هو للإنسانية جمعاء، وقالوا عنه أنَّه المعلم في فن الحديث والحوار الذي سار طيلة الوقت، ولا يزال، عكس مجرى النهر وصولًا إلى المنابع.وتقديرًا لعطائه وعمله الدؤوب في مجال الفكر والسياسة، مُنح الصلح العديد من دروع التقدير وأقيمت له سلسلة تكريم في لبنان وعلى مستوى العالم العربي كما منحه رئيس الجمهورية اللبناني السابق ميشال سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة "كومندور".

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشييع المفكر والكاتب اللبناني والعربي منح عادل الصلح تشييع المفكر والكاتب اللبناني والعربي منح عادل الصلح



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:41 2019 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حافلات مجانية لنقل جماهير الطاس في مباراته الدفاع الجديدي

GMT 05:42 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

عطور الورود تكمل أناقتك في 2018 بإطلالة شبابية

GMT 15:35 2013 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أفكار رائعة لتصميمات الحدائق فوق أسطح المنازل

GMT 14:35 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

الطبيعة تسيطر على "جورج حبيقة" لصيف 2017

GMT 01:57 2016 السبت ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إيفانكا ترامب تحضر أول لقاء مع رئيس الوزراء الياباني
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya