صحافة المواطن تحرّر الفرد من معادلة الإعلام التقليدي
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

وسائل الاتّصال الحديثة تفتّت الجمهور وتكرّس الفرديّة

"صحافة المواطن" تحرّر الفرد من معادلة الإعلام التقليدي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

الدكتور نديم منصوري
القاهرة – المغرب اليوم

قلب انتشار "صحافة الصدفة" أو "صحافة المواطن" معادلة الإعلام، فأصبح الفرد شريكًا في الرسائل، ومتحررًا من الوسيلة، وغير خاضع إلى تأثيرات الإعلام التقليدية، التي كانت تنتج عن معادلة مرسل+رسالة+متلقي، ورد فعل هذا المتلقي.وبرزت الحاجة إلى معرفة مفاتيح تشكّل الرأي العام، والمؤثرات فيه، جراء انتشار وسائل التواصل الجديدة، التي قلّلت من استعمالات أبحاث الرأي العام، ليس بسبب عدم أهميتها بل بسبب صعوبتها المتزايدة مع التحولات النوعية في وسائل التأُثير في الناس.

 ودخلت مفردات بديلة عدة في دلالة على الفرديّة الطاغية في استعمال التكنولوجيا الجديدة للتواصل والإعلام، بعدما كانت المفاهيم التقليدية للرأي العام تكثر من استخدام مفردات، مثل "الجماهير"، باتت تعتمد على مفردات مثل "المستخدم".وكانت الأبحاث تقوم على معرفة انعكاس رسائل تلفزيونية محددة بدقة وتتبع تأثيرها على سلوك المشاهدين، كما كانت استطلاعات الرأي اللاحقة تشير إلى حجم التأثير الكلي لمجموع الرسائل والوسائل الإعلامية التي مرت عبرها.

واستطاعت بعض دراسات علماء النفس والاتصال رصد كيفية سريان الرسائل الإعلامية داخل تكوينات الدماغ.كان كل ذلك ممكنًا يوم كانت الجماهير تتلقى رسائل "جماعيّة"، مثل نشرات الأخبار المسائية، التي يتسمر ملايين المشاهدين في وقت محدد لمتابعتها، أما اليوم، وعلى الرغم من استمرار وجود تأثير الوسائل التقليدية هذه، إلا أنَّ شبكة الإنترنت واستخداماتها التفاعلية، تجعل ذلك صعبًا.

وباتت الظاهرة الأكثر انتشارًا استفراد كل شخص من الأسرة باستخدام الإنترنت، وهذه الظاهرة تعرف بـ"تفتيت الجمهور" على يد وسائل الاتصال الحديثة.

وأكّد الدكتور نديم منصوري، في كتابه "سوسيولوجيا الإنترنت"، أنّ "تقنية المعلومات وأدواتها الرقمية أحدثت تغييرًا جوهريًا في طبيعة الآليات الإعلامية التي يمارسها الإنسان، بعد أن منحته فرصة جمع كم هائل من البيانات في بيئة رقمية توفر له فرصة تحليلها إلى عناصرها الأولية، وإعادة تشكيل مادتها بالطريقة التي يريد، مع توفر فرصة زج الوسائط المتعددة المفعمة بالمؤثرات السمعية والبصرية".

وأشار منصوري إلى أنّه "بعد الإنترنت لم تعد علاقة الإعلام بالرأي العام تقتصر على المفهوم المحدود للإعلام التقليدي، المرتبط بالمعلومة والإرسال، بل أضحى مفهومًا متشعبًا يرتبط بالمعلومة والتفاعل، ففقدَ الموجه القديم قدرته على حصر المعلومة ضمن إدارة مركزية توجه الرأي العام، وأصبح مصدر المعلومة متنوعًا ومتعددًا".
وينظر البعض إلى مثل هذه التحولات برضا على اعتبار أنها تشجع التنوع وتخفف من الكبت الإعلامي أو تلاعب الإعلام بالعقول، ولكن ما يجب توقعه في المجتمعات التي تكثر فيها المعاناة، حدوث انقلابات، بعضها قد يسبب مزيدًا من نزف الدم.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صحافة المواطن تحرّر الفرد من معادلة الإعلام التقليدي صحافة المواطن تحرّر الفرد من معادلة الإعلام التقليدي



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 20:21 2016 السبت ,16 تموز / يوليو

حقائق تقرير تشيلكوت ودلالاته..!!

GMT 02:52 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

تجهيزات الفنادق لاستقبال موسم العطلات وعيد الميلاد المجيد

GMT 06:40 2018 الخميس ,03 أيار / مايو

طرق إختيار الزيت المناسب لنوع الشعر

GMT 02:44 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

أسباب اختيار المرأة الخليجية ماسك الذهب

GMT 05:48 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

جان كلود جونكر يرغب في بقاء بريطانيا داخل "اليورو"
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya