دمشق - جورج الشامي
أسفر انفجار سيارة مفخخة في حي في وسط دمشق مساء السبت، عن سقوط العديد من الجرحى، فيما تعرض حي برزة شرق العاصمة دمشق إلى قصف متقطع من قبل قوات الحكومة، وأصدر المجلس الثوري التابع للجيش السوري الحر في جبل قاسيون بياناً أعلن فيه توحد كتائب وألوية الجيش الحر في المنطقة تحت قيادة مشتركة، أما في حماة فقالت مصادر ميدانية أن كتائب الجيش
الحر في ريف حماه تمكنت من السيطرة على حاجز البحصة بالقرب من جورين في سهل الغاب، أحد أكبر الحواجز الحكومية في المنطقة، في حين أطلقت قوات المعارضة معركة دير الزور، حيث حققت تقدماً ملحوظاً، وقال ناشطون إن الجيش الحر قتل أكثر من 60 عنصرا من القوات الحكومية في حي الحويقة، وفي سياق متصل اتهم ناشطون ميدانيون أعضاء في هيئة أركان "الجيش السوري الحر" بالطلب من الكتائب المقاتلة في ريف اللاذقية إيقاف معركة الساحل وإمدادات السلاح إليها، لكن مصادر قيادية في الجيش الحر نفت هذه الأنباء، مؤكدة أن معركة ريف اللاذقية مستمرة بالتنسيق مع المجلس العسكري في المدينة.
ووفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، والذي يعتمد على شبكة واسعة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف أنحاء سورية، فإن "عبوة متفجرة مزروعة في سيارة انفجرت في منطقة مئذنة الشحم في حي الشاغور، حيث وردت أنباء عن سقوط عدد من الجرحى بينهم ثلاثة أطفال".
فيما تعرض حي برزة شرق العاصمة دمشق ،السبت، إلى قصف متقطع من قبل قوات الحكومة باستخدام قذائف الهاون، كما تم استهداف الحي بصاروخ أرض-أرض أدى لأضرار مادية كبيرة، وبث ناشطون مقاطع فيديو تظهر تصاعد أعمدة الدخان من الأبنية السكنية والدمار الذي حل بها.
وكان الحي قد شهد فجر السبت قصفاً عميفاً بقذائف الدبابات ومضادات الطيران الطيران المتمركزة في مبنى البحوث العلمية والتلة الواقعة فوق مشفى تشرين العسكري، وذلك بالتزامن مع تجدد الاشتباكات بين مقاتلي الجيش السوري الحر وعناصر قوات الحكومة على أطراف الحي.
وأصدر المجلس الثوري التابع للجيش السوري الحر في جبل قاسيون بياناً أعلن فيه توحد كتائب وألوية الجيش الحر في المنطقة تحت قيادة مشتركة، متوعداً الرئيس السوري بشار الأسد بالتحرك نحو القصر الجمهوري، وضم التجمع الجديد كلاً من: لواء أسود الصالحية، لواء أحرار قاسيون لتحرير الشام، لواء ركن الدين، كتيبة السلف الصالح، كتيبة شهداء الصالحية، كتيبة مجاهدي الصالحية، كتيبة شهداء ركن الدين، كتيبة أحرار قاسيون، وكتائب الاستشهاديين التابعة للواء الاسلام، وأعلن التجمع الجديد أن هدفه الأول والأهم هو الوصول إلى القصر الجمهوري.
وفي ريف العاصمة قتل مدير مدرسة السياقه العسكرية في الديماس على يد 11 مجند بعد انشقاقهم، وفقا لناشطين معارضين.
وفي التفاصيل قال ناشطون إن مدير مدرسة السياقة العسكرية في الديماس في ريف دمشق العقيد علي محسن معلا ، والمساعد أول منير صهيب صقور قتلا اليوم على يد 11 عسكريا من المدرسة انشقوا عن الجيش".
أما في حماة فقالت مصادر ميدانية أن كتائب الجيش الحر في ريف حماه تمكنت من السيطرة على حاجز البحصة بالقرب من جورين في سهل الغاب، أحد أكبر الحواجز الحكومية في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن الحر استهدف الحاجز بسيارة مفخخة أدت إلى تدميره بالكامل، ومن ثم تقدم المقاتلون وأحكموا سيطرتهم عليه.
من جهتها قالت وسائل إعلام مقربة من دمشق إن ارهابيا انتحاريا فجر نفسه بسيارة مفخخة قرب مزرعة الثورة على طريق الناقور البحصة ما أدى الى استشهاد أربعة مواطنين وإصابة أخرين بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان".
وأضافت أن "وحدة من الجيش اشتبكت اليوم مع إرهابيين حاولوا الاعتداء على حواجز عسكرية في قرى الرصيف والعزيزية والجيد في منطقة الغاب وأوقعت العديد من القتلى في صفوفهم".
كما أطلقت قوات المعارضة معركة دير الزور، وحققت تقدماً ملحوظاً، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسيطرة الجيش الحر على مبنى حزب البعث في دير الزور إضافة إلى منزل محافظ المدينة، وتقدم الجيش الحر في المدينة جاء بعد تنفيذهم للعملية الأولى من نوعها في هذا الحي وفقاً للهيئة العامة للثورة واتحاد التنسيقيات الذي تحدث أيضاً عن سيطرة الثوار على مبنى المحافظة هناك.
وقال ناشطون إن الجيش الحر قتل أكثر من 60 عنصراً من القوات الحكومية في حي الحويقة، وأسر ضابطاً برتبة عقيد ركن من الحرس الجمهوري و17 جندياً آخرين. وفي سياق متصل اتهم ناشطون ميدانيون أعضاء في هيئة أركان "الجيش السوري الحر" بالطلب من الكتائب المقاتلة في ريف اللاذقية إيقاف معركة الساحل وإمدادات السلاح إليها، لكن مصادر قيادية في الحر نفت هذه الأنباء، مؤكدة أن معركة ريف اللاذقية مستمرة بالتنسيق مع المجلس العسكري في المدينة.
وقال المتحدث باسم أنصار الثورة في اللاذقية الناشط عمر الجبلاوي، إن أعضاء في هيئة أركان الجيش الحر اتصلوا بقادة الكتائب التي تقاتل النظام في اللاذقية، طالبين منهم إيقاف تقدمهم والانسحاب من المواقع التي بلغوها خلال الأيام الفائتة"، من دون أن يفصح عن هوية المتصلين "رفعا للمسؤولية" عن نفسه، على حد تعبيره.
وأشار الجبلاوي إلى أن إمدادات السلاح قد توقفت خلال الساعات الأخيرة مما دفع المقاتلين المعارضين إلى الاعتماد على الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من مواقع النظام خلال معارك الريف الساحلي".
ونفى الناشط الميداني أن تكون كتائب (الحر) قد تراجعت نتيجة المعارك المحتدمة في قريتي عرامو وبيت الشكوحي، مشدداً على أن "المعارضة ما زالت تسيطر على 10 قرى موالية".
وأوضح الجبلاوي أن "الشيخ العلوي بدر غزال معتقل لدى كتيبة المهاجرين وليس لدى (دولة العراق والشام الإسلامية)"، مشيرا إلى وجود عدد من المعتقلين العلويين محتجزين عند الكتائب الإسلامية".
وكشف عن "مفاوضات تحصل بين كتيبة (صقور العز) وجهات نظامية من أجل مبادلة المعتقلين لديها بالمعتقلات المناصرات للثورة في سجون النظام".
وكان مقاتلو المعارضة قد تقدموا على جبهة ريف اللاذقية بعد إعلانهم بدء ما سموه "معركة تحرير الساحل"، واقتحموا عدداً من القرى الموالية للنظام في ريف اللاذقية ونجحوا في الاستيلاء عليها. كما تمكنوا من السيطرة على مرصدين عسكريين.
وبينما يبدي "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" دعمه لهذه المعركة، يرى عدد من المعارضين العلويين المقيمين داخل سورية، إضافة إلى هيئة التنسيق الوطنية، أن معركة الساحل قد تؤدي إلى اندلاع صراع طائفي على خلفية الاختلاط العلوي السني في ريف اللاذقية، وهو ما يبرر الأنباء عن طلب أعضاء من هيئة الأركان من الكتائب المقاتلة وقف معركة اللاذقية.
ولم يتردد المعترضون على معركة "تحرير الساحل" في مطالبة الجيش الحر بالانسحاب من القرى التي استولى عليها، في موازاة سعي مقاتلي المعارضة السورية لاقتحام قرية قمة النبي يونس في ريف اللاذقية الشمالي ذات الأهمية الاستراتيجية من أجل توسيع انتشارهم في قرى وبلدات ريف المدينة.
في المقابل، نفى المنسق الإعلامي والسياسي في الجيش الحر لؤي المقداد صحة المعلومات بشأن طلب أعضاء في هيئة الأركان إيقاف معركة الساحل، مؤكداً لـ"الشرق الأوسط" أن "هذه المعركة كان مخططاً لها منذ وقت مع المجالس العسكرية في ريف اللاذقية".
وأشار إلى أن "الأسلحة تصل إلى الجبهات حسب الأولويات ووفق أهمية المعركة المفتوحة مع القوات النظامية".
وأوضح المقداد أن "الأسرى الذين تم اعتقالهم خلال معارك الساحل اعتقلوا لأنهم يقاتلون مع النظام وليس لأنهم علويون"، مشدداً على أن المعارضة المتمثلة بكتائب الجيش الحر تلتزم بالاتفاقيات الدولية في التعامل معهم".
ويأتي موقف المقداد بشأن المعتقلين العلويين غداة نشر صفحات موالية للنظام، على مواقع التواصل الاجتماعي، أسماء أكثر من مائة علوي، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، قالت إنهم اعتقلوا أثناء اقتحام الجيش الحر لقراهم.
وكان "الجيش الحر" استبق توجيه الاتهامات إليه بشأن اعتقال مواطنين علويين بتعهده في بيان أصدره قبل يومين "بحماية جميع المدنيين في الساحل وكل من يطلب اللجوء لهم من عائلات"، لافتاً إلى أن عملياته العسكرية تستهدف النقاط الأمنية والمراصد الحربية والثكنات وكتائب الشبيحة ومراكز الجيش وليس لها شأن بالقرى والمدنيين".
وأكد الجيش الحر، في بيانه، استعداد مشافيه "لاستقبال الجرحى من أي فئة كانت، مدنيين وعسكريين، وتأمين وحماية كل مدني هناك وتوفير ملاذات آمنة لهم"، محذراً من وقوع أي أعمال خارج العمل العسكري وتجاوزات بحق الناس من أي كتيبة".
ولقي بيان الحر ترحيباً من "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية"، معتبراً إياه تجسيداً للقيم والمثل العليا التي يحملها ثوار سورية.
وشدد الائتلاف في بيان أصدره لهذه الغاية على "الالتزام بكل ما ورد في بيان الجيش الحر"، داعيا الجنود النظاميين إلى إلقاء السلاح.
وأكد في الوقت ذاته حرصه على وحدة التراب السوري وإقامة دولة الحق والعدل لجميع السوريين".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر