لندن ـ سليم كرم
لندن ـ سليم كرم
رحَّبت الكثير من دول العالم ومن بينها روسيا وتركيا ودول عربية عدّة على رأسها مصر والجزائر والعراق وقطر والإمارات والبحرين، الأحد، بالاتفاق الذي تم التوصّل إليه بين مجموعة الدول الكبرى "5+1" وإيران بشأن برنامج طهران النووي، معتبرة إيّاه خطوة في سبيل التوصّل إلى اتفاق دائم في هذا الشأن، فيما لقي الاتفاق "الموقتّ" ترحيب ومباركة أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون،
الذي طالب بـ"بذل ما أمكن لمواصلة هذه البداية المشجّعة".
ونقلت وسائل إعلام روسية عن الكرملين أن بوتين قال إن "الاتفاق هو لائحة متزنة من الإجراءات سيكون لها بالتأكيد تأثير إيجابي على تطور الوضع الدولي، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط".
ووصف بوتين الاتفاق الإيراني مع مجموعة (5+1) بأنه "اختراق"، لكنه أضاف أنه الخطوة الأولى على طريق طويل.
وأوضح "نحن مستعدون مع شركائنا، لمواصلة السعي بصبر إلى حل شامل أوسع ومقبول من الطرفين لضمان حق إيران الثابت بتطوير برنامج نووي سلمي تحت مراقبة المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وأمن بلدان الشرق الأوسط، بما فيها إسرائيل".
وذكر أن الاتفاق مع إيران أفضى إلى الاقتراب من حل إحدى أصعب العقد في السياسة العالمية.
وأعلن الرئيس التركي عبد الله غول، في تغريدة له، الأحد، على موقع (تويتر)، ترحيبه بالاتفاق الذي توصّلت إليه دول "5+1" مع إيران حول برنامج طهران النووي.
وتابع غول في التغريدة الثانية، أنه لطالما دعا إلى "حل بالطرق الدبلوماسية"، مذكراً أن تركيا كانت تستضيف العديد من الدبلوماسيين لبذل الجهود لحل هذه الأزمة.
ورأى غول أن "هذه خطوة كبيرة إلى الأمام"، مهنئاً جميع الأطراف على "مشاركتها البنّاءة".
بدوره، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، أن بلاده ترحّب بالنتائج الايجابية للمفاوضات التي حصلت في جنيف حول برنامج النووي الإيراني، في ختام الجولة الثالثة، مهنئًا إيران ومجموعة 5+1 على الجهود البنّاءة للتوصّل إلى اتفاق.
وأعلن الناطق الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، في تصريح إلى الصحافيين مساء، الأحد، أن القاهرة "ترحِّب بالاتفاق المرحلي الذي تم التوصّل إليه بين مجموعة الدول الكبرى وإيران المعروف بمفاوضات (5+1)، كخطوة في سبيل التوصّل إلى اتفاق دائم في هذا الشأن يأخذ في الاعتبار الشواغل الأمنية لجميع دول المنطقة استنادًا إلى مبدأ الأمن المتساوي للجميع، وذلك وفقًا لما طرحته مصر نحو إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وكل أسلحة الدمار الشامل، بطريقة جادّة وفعّالة، وبعيدة عن المعايير المزدوجة أو الاستثناءات".
وأوضح عبد العاطي أن وزير الخارجية نبيل فهمي أكَّد على ذلك في بيان مصر أمام الدورة العادية الـ 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة، معربًا عن تطلع مصر إلى أن "يمثِّل ما نشهده من تغيرات بعد انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني مؤشرًا مستقرًا نحو علاقات حُسن الجوار بين إيران وجيرانها في الخليج العربي".
وأعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية أن "الجزائر تحيي كل الإرادات الحسنة التي تظافرت لتحقيق هذا الاختراق المنشود"، وهي "ترحّب بهذا التطور وتنوّه بروح التعاون التي سمحت بتحقيق هذا الاتفاق بفضل الحوار والتفاوض اللذين يبقيان الوسائل الأكثر نجاعة لحل الخلافات الدولية".
واعتبر البيان "هذه النتيجة المفرحة تضع في الواجهة أهمية مبادئ السلم والتعاون والاحترام المتبادل".
وأكَّد البيان أن "الجزائر التي تدافع من أجل إلى نزع الأسلحة النووية وعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل دعت دائما إلى حل القضية النووية بطرق سلمية بحتة".
وأوضح البيان "تمسّك الجزائر بالحقوق غير القابلة للنقاش المضمونة في البند الرابع المتعلّق بعدم انتشار الأسلحة النووية من أجل الاستعمال السلمي للذرة بالنسبة الدول النامية".
ودعت الجزائر "كل الأطراف إلى تطبيق خطة التحرك بحسن نيّة مع الحرص على الحفاظ على كل فرص نجاح الإتفاق الذي تم التوصّل إليه في جنيف، والذي لا يمكن إنكار فوائده الإقليمية والدولية وقيمتها".
وأكَّدَت وزارة الخارجية العراقية في بيان أن "الدول الكبرى الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إضافة الى ألمانيا توصّلت الى اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحديد المشروع النووي مقابل وقف جزئي وتدريجي للعقوبات الدولية المفروضة على إيران".
وأوضح البيان أنه "في الوقت الذي ترحّب حكومة العراق بتوصّل الأطراف إلى هذا الاتفاق المهم الذي من شأنه أن يخفف التوتر في المنطقة ويدعم عملية البناء والأمن والاستقرار لجميع شعوبها، فإنها تهيب بكل الأطراف للبناء على هذا الانفراج الكبير لمعالجة الملف النووي الإيراني وفق معايير العدالة والقانون الدولي".
وأشارت الخارجية العراقية الى أن "العراق ساهم في هذا المجهود الدولي من خلال حثّ كل الأطراف على التوصّل الى تسوية تفاوضية مرضية، واستضاف أحد اجتماعات مجموعة الخمسة زائد واحد مع إيران في بغداد خلال شهر أيار/ مايو 2012، كما نشطت الدبلوماسية العراقية لنقل الرسائل والأفكار بين مفاوضي الطرفين في فترات متعاقبة".
ونقلت وكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، مساء الأحد، عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية الترحيب بالاتفاق الذي تمّ التوصل إليه، فجر الأحد، خلال اجتماعات جنيف بين مجموعة (5 + 1) وإيران.
واعتبر الاتفاق بأنه "يشكّل خطوة مهمّة نحو حماية السلام والاستقرار في المنطقة".
وأعلن أن "دولة قطر تدعو لجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي".
وأكَّد "حرص دولة قطر على استقرار وآمن المنطقة"، مشيرًا الى أن هذا الاتفاق "ينسجم مع موقف قطر الدائم الداعم لحل مشكلة الملف النووي بالتفاوض والطرق السلمية".
ونقلت وسائل إعلام إماراتية ترحيب مجلس الوزراء الإماراتي في جلسته، الأحد، "بالاتفاق التمهيدي حول الملف النووي الإيراني".
وأعرب المجلس عن تطلعه بان يمثل ذلك خطوة نحو اتفاق دائم يحفظ استقرار المنطقة ويقيها التوتر وخطر الانتشار النووي.
وأعلنت وكالة الأنباء البحرينية (بنا)، ترحيب المملكة بـ"الاتفاق المبدئي الذي تم التوصّل إليه في مفاوضات مجموعة 5+1 مع الجمهورية الإيرانية في جنيف".
وذكرت أن الاتفاق "يتماشى مع مواقف مملكة البحرين وسياستها الثابتة بأن الحلول الدبلوماسية هي الطريق الصحيح لضمان الاستقرار وتحقيق السلام والأمن الدوليين وجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية مما يتوافق مع معاهدة منع الانتشار النووي والأهداف والمبادئ التي كرستها المواثيق وقرارات الأمم المتحدة والمؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية.
ومن جهته، أوضح المتحدث باسم بان في بيان أن "الأمين العام يرحّب بحرارة بالاتفاق الموقت الذي تم التوصّل إليه في جنيف في ما يتعلّق بالبرنامج النووي لإيران".
وهنّأ بان المفاوضين على التقدّم الذي أُحرز "في ما قد يتحوّل ليصبح بدايات اتفاق تاريخي لشعوب ودول منطقة الشرق الأوسط وخارجها".
ودعا الحكومات المعنية الى "بذل ما أمكن للبناء على هذه البداية المشجّعة، وخلق الثقة المتبادلة والسماح لتواصل المفاوضات من أجل توسيع نطاق هذا الاتفاق المبدئي".
وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة تأكيده على التزامه الوفي بتعزيز نظام نزع السلاح النووي ونظام عدم الانتشار.
ودعا كل أفراد المجتمع الدولي لدعم هذه العملية، "التي إن سُمح بنجاحها، يرجّح أن تعود بالفائدة طويلة الأمد على كل الأطراف".
وكانت إيران ومجموعة الدول الست الكبرى (الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، توصّلت، فجر الأحد، في جنيف، وبعد مفاوضات دامت أيامًا عدّة، إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، يحقق مصلحة الطرفين، وتحتفظ بموجبه إيران بحقها في التخصيب، وستعلّق تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%، لمدة 6 أشهر، كما سيستمر العمل في مفاعلي آراك، وناتنز النوويين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر