رام الله، غزة – نهاد الطويل/محمد حبيب
رام الله، غزة – نهاد الطويل/محمد حبيب
انطلقت مسيرة القدس العالمية الرابعة، بعد صلاة الجمعة، من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ومصر والأردن وماليزيا وإندونيسا، ودول أوروبية، وذلك للتجمع في أقرب نقطة للقدس المحتلة، حيث انتفضت الجماهير الفلسطينية من مساجد قطاع غزة كافة، في مسيرات حاشدة تجاه أقرب نقطة مع الاحتلال الإسرائيلي شمال القطاع، بالقرب من معبر "إيرز"،
نصرة للمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض بشكل يومي للاعتداءات والانتهاكات الصهيونية، فيما أكدت فصائل المقاومة أن المسيرة التمثّل العالمية "يوم نذير" للاحتلال، بأن الشعوب الاسلامية لن تنسى حقها في المدينة المقدسة.
وأعلنت اللجنة الدولية لمسيرة القدس العالمية، عن استكمال استعداداتها في العشرات من دول العالم، لتنظيم مسيرات شعبية ومهرجانات جماهيرية واعتصامات احتجاجية وفعاليات ثقافية وإعلامية وسياسية، الجمعة، للتعبير عن التضامن الشعبي العالمي مع القدس والمقدسات، وللمطالبة بوقف الإجراءات الإسرائيلية العنصرية والتهويدية بحق المدينة المقدسة وأهلها، وللمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
واعتبر رئيس "لجنة القدس" في المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أحمد أبو حلبية، مسيرة القدس التي ستنطلق الجمعة، "بداية تحرير القدس من المحتل"، مؤكدًا حرصهم على ضبط المسيرات، ومنع اقترابها من مناطق التماس مع الاحتلال، وقال "لا نريد أن يفرض الاحتلال علينا أجندات نحن في غنى عنها، وإن المسيرة التي تصادف الذكرى السادسة والأربعين لاحتلال شرق القدس، سيشارك فيها 20 وفدًا عربيًا وإسلاميًا تصل القطاع خلال أيام"، منوهًا إلى أن المسيرة ستنطلق من كل محافظات القطاع، وستتجمع عند المدخل الجنوبي لمدينة بيت حانون، وأنه سيجري تنظيم مهرجان عند مدخل بيت حانون في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر. الجمعة
وأكدت الفصائل الفلسطينية، أن مسيرة القدس العالمية، تمثّل يومًا نذيرًا للاحتلال الإسرائيلي، بأن الشعوب الاسلامية لن تنسى حقها في المدينة المقدسة، مشددة على أنه لا مستقبل للاحتلال في فلسطين، فيما حذرت الفصائل في بيانات منفصلة، الاحتلال الاسرائيلي من مغبة استهداف المسيرات السلمية، لافتة إلى أن جميع محاولات الاحتلال لطمس "إسلامية القدس" باءت بالفشل.
وقال منسق مسيرة القدس العالمية زاهر البيراوي، أن هدف مسيرة القدس هو تشكيل حالة من الضغط الشعبي العالمي على الاحتلال، لوقف تهويد مدينة القدس المحتلة، وأن الهدف الرئيس من فكرة المسيرة هو القيام بخطوات عملية مستقبلاً لتحرير كامل تراب فلسطين من دنس الاحتلال، وأن المسيرة عبارة عن حراك شعبي عالمي، سلمي وسياسي وإعلامي، لتحشيد طاقات الأمة العربية والإسلامية، لإعادة قضية مدينة القدس إلى سلم أولويات الشعوب الإسلامية، وأن الأمة الإسلامية لن تبقى صامته على جرائم الاحتلال تجاه الشعائر الإسلامية المقدسة، محذرًا الاحتلال من مغبة استهداف تلك المسيرات.
وأوضح البيراوي، أن العديد من البلدان العربية والاسلامية ستشارك في المسيرة، تضم كلا من مصر، والأردن، وتونس، والجزائر والمغرب، وتركيا، و15 دولة أوروبية، بالإضافة إلى قطاع غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني، ومدينة القدس المحتلة، وسيتظاهر المشاركون في المسيرة العالمية أمام السفارات الإسرائيلية، لهدف إبلاغ العالم أن الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأحرار العالم لن يقبلوا بتهويد المدينة المقدسة، وأنهم لن يبقوا صامتين أمام الجرائم الصهيونية ضد القدس وأهلها.
ورأى القيادي في حركة "حماس" مشير المصري، أن مسيرة القدس العالمية هي يوم نذير للاحتلال، ورسالتها ألا مستقبل لك فوق أرضنا الفلسطينية، وأن مرحلة العلو الإسرائيلي قد انتهت بيقظة الأمة وصحوتها، مضيفًا "إنه يوم النفير نحو القدس والأقصى، وهبة الأمة والأحرار، ومرحلة السقوط والانحسار للمشروع الصهيوني في المنطقة، وهذا الحراك جاء ثمرة للربيع العربي، وهذا اليوم يجسد ربيع القدس، ويؤكد من خلال هذا النفير التاريخي دعم لخيار الصمود والمقاومة والثبات ولمشروع الجهاد والمقاومة".
وحذر القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" أحمد المدلل، الاحتلال من استهداف مسيرة القدس، مشددًا على أن المقاومة الفلسطينية لن تسمح بالاعتداء على الشعب الفلسطيني، وأن الفعاليات ستنطلق بمشاركة أطياف المجتمع الفلسطيني كافة، لتحرير مدينة القدس المحتلة التي تتعرض لعمليات التهويد الإسرائيلية بشكل متواصل، وأن الأجيال الفلسطينية لن تنسى حقها في الماضي والحاضر والمستقبل، وأن محاولات الاحتلال لطمس (إسلامية القدس) ستبوء بالفشل، وأن المقاومة الفلسطينية ستقف بوجه الاحتلال، ولن تسمح بالاعتداء على الشعب الفلسطيني الذي سينتفض لتحرير المقدسات".
وأكد القيادي في "الحركة الإسلامية" ونائب رئيسها في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 كمال الخطيب، أن انطلاق المسيرة العالمية المزمع الجمعة، تأتي بالتزامن مع الذكرى الـ46 للنكسة، لتشكل خطوة وبارقة أمل جديدة على طريق تحرير القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وأضاف الخطيب، في تصريحات لـ"المغرب اليوم"، أن الاحتلال بات يدرك واقع الشعوب العربية في أعقاب ثورات "الربيع العربي"، مما يضعه في أزمة حقيقية وحيرة من أمره، وستخرج الجماهير الفلسطينية بعد صلاة الجمعة من مساجد القطاع كافة في مسيرة واحدة، تحت العلم الفلسطيني.
وتوقع الناطق الإعلامي باسم المسيرة ماجد الزيدة، مشاركة الآلاف في المسيرة، بمشاركة 33 متضامنًا من 8 دول عربية وأوروبية منها بريطانيا وأميركا ماليزيا وتركيا وليبيا، فيما دعت "مؤسسة القدس الدولية" جماهير الأمة العربية والإسلامية إلى التضامن مع القدس وفلسطين في الذكرى الـ 46 لاحتلال القدس كاملة.
وحثّت المدير العام لمؤسسة القدس الدولية ياسين حمود، جميع الأفراد والمؤسسات والهيئات الأهلية والأحزاب الفاعلة، على المشاركة في المسيرة العالمية، التي ستنطلق الجمعة، على أوسع نطاق ممكن، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني، وللدفاع عن مدينة القدس في ظل ما تتعرض له من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وتنطلق مسيرات سلمية احتجاجية لدعم القدس، بمشاركة أكثر من 60 دولة في العالم باتجاه أقرب نقطة حدودية مع القدس، تحت شعار "شعوب العالم تريد تحرير القدس.. القدس نحميها معًا.. نحررها معًا"، تعبيرًا عن الانتصار للقدس وفلسطين، وعن ضرورة وحتمية التحرك الشعبي لتحريرهما من الاحتلال الصهيوني العنصري، ورفضًا لكل الممارسات والاعتداءات والجرائم الصهيونية الواقعة على المدينة المقدسة وأهلها.
وأكدت منظمات دولية، ضرورة تنظيم مسيرات واعتصامات في عواصم الدول التي تعمل فيها وذلك نصرة للقدس واحتجاجًا على الاعتدءات اليهودية على المسجد الأقصى، بينما يسعى نشطاء ومتضامنون روس إلى تنظيم اعتصام أمام السفارة الإسرائيلية في موسكو، وفي أوروبا تعتزم منظمات ألمانية تنظيم تظاهرات في مدينتي شتوتغارت وآخن وفعاليات ثقافية في برلين، بينما قررت منظمات تضامنية في النرويج المشاركة بفعاليات المسيرة العالمية للقدس، بنصب خيمة تضامنية وإعلامية أمام البرلمان النرويجي، الجمعة المقبلة.
وبالتزامن مع الدعوات للمشاركة في المسيرة، أطلق القائمون على هذه المسيرات صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوسيع نطاق التضامن مع القدس والمسجد الأقصى، كما افتتحوا موقعًا إلكترونيًا يضم تفاصيل كل الفعاليات وتوقيتها والقائمين عليها في الدول المشاركة في المسيرة العالمية إلى القدس.
جدير بالذكر أن إسرائيل وجهت تحذيرًا صريحًا إلى الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة، من السماح بتنظيم مسيرة القدس العالمية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر