رام الله ـ وليد ابوسرحان
سلَّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الثُّلاثاء، جثامين 3 شهداء، اغتالتهم قوَّة خاصَّة إسرائيليَّة شرق بلدة يطا (جنوب مدينة الخليل).
واغتالت الوحدة الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال المسماة "يمام" مساء الثلاثاء، موسى مخامرة فنشة (22 عاما)، ومحمود خالد النجار، ومحمد فؤاد نيروخ، قرب يطا جنوب الخليل، بحجة تخطيطهم لتنفيذ عملية ضد أهداف
إسرائيلية.
واتهمت قوات الاحتلال الفلسطينيين بتخطيطهم لتنفيذ عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية خلال الفترة المقبلة. فيما اتهمت مصادر احتلالية الشهداء الثلاثة بفتح نيران أسلحة كانوا يحملونها باتجاه قوات الاحتلال.
وادعى "الشاباك" الإسرائيلي، في بيان مقتضب، نقله موقع "هآرتس" الإلكتروني، أن "الشهداء الثلاثة ينتمون لما اسمته بشبكة "إرهابيَّة" سلفيَّة عملت في منطقة الخليل، وخططت لتنفيذ عملية عسكرية خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف "الشاباك" أنه "تم العثور على مسدس وعبوتين ناسفتين داخل سيارة الشهداء الثلاثة". وقال: عمليات اعتقال كثيرة سبقت اغتيالهم في منطقة الخليل ونابلس، واتضح من خلال التحقيق أن الخلية تخطط لتنفيذ سلسلة من العمليات ضد أهداف إسرائيلية وأخرى تابعة للسلطة الفلسطينية حسب ادعاء "الشاباك".
وقالت مصادر في ما يسمى بالمنطقة العسكرية الوسطى التابعة لقوات الاحتلال: إن عملية الاغتيال التي تمت تحت قيادة قائد لواء "يهودا" العقيد آفي بولط، جاءت بعد أسبوع من المراقبة والمتابعة والرصد، وتم العثور داخل سيارتهم على عبوتين ناسفتين وسلاحهم الشخصي، متهمة "الشهداء بالانتماء لمنظمة إسلامية متطرفة محلية التنظيم"، مدعية أن "القوة الخاصة حاولت اعتقالهم وأطلقت النار باتجاه أقدامهم، لكن الأمر تطور إلى تبادل لإطلاق النار انتهى بقتلهم".
وقالت مصادر الاحتلال، على لسان ضابط كبير شارك في عملية الاغتيال: إن الشهداء الثلاثة عملوا خلال الفترة الأخيرة على إقامة بنية تحتية "إرهابية"، مثل تحضير شقة سرية وشراء أسلحة وتصنيع مواد متفجرة، مؤكدا أن "الحديث يدور عن خلية محلية ذات توجهات إسلامية سلفية، وليس عن تنظيم كامل، لكن لا يعرف حتى اللحظة مدى انتشار هذه الخلية"
وأضاف الضابط الكبير أن "العملية جاءت بعد عملية استخبارية استمرت لأكثر من أسبوع، وأنه ورغم اغتيال الشبان الثلاثة، لا يمكن الإعلان حاليا عن نهاية العملية، لأن عدد من المساعدين موجودين حاليا في المنطقة، فيما تحاول قوات الاحتلال اعتقالهم دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل بشأن المقصود بكلمة "مساعدين".
وأكد الضابط أن "العملية استندت لمعلومات استخبارية دقيقة وأن قوات كبيرة من وحدة "يمام" وأفراد من الشاباك نصبوا كمينا للسيارة التي كانت معروفة مسبقا، وحين اقتربت نفذت القوة إطلاق نار باتجاه العجلات، لكن تبادلا لإطلاق النار اندلع في المكان وانتهى بمقتلهم".
وتسود حالة من الغضب الأراضي الفلسطينية، جراء جريمة اغتيال ثلاثة مواطنين بدم بارد إسرائيلي، بحيث أعلن مجلس اتحاد الطلبة في جامعات الخليل، عن تعليق الدوام الأربعاء، كما أعلن اتحاد المعلمين عن تعليق الدوام في مدارس بلدة يطا الأرببعاء، حدادا على الشهداء.
وأعلنت نقابة المحامين الفلسطينيين، الأربعاء "تعليق عمل المحامين أمام جميع المحاكم والنيابات والمؤسسات الرسمية، احتجاجا واستنكارا لجريمة اغتيال 3 شهداء فلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة يطا جنوب الخليل.
وقالت النقابة، في بيان صادر عنها: لا زال العدو الغاشم مستمرا بغطرسته وما زال يمارس سياسة القتل التي كان آخرها، الأربعاء. إن ما حدث من عملية اغتيال بدم بارد لمجموعة من أهل الأرض على يد الغزاة الغاصبين.
وأضاف البيان "استنكارا لهذه الجريمة النكراء وحدادا على أرواح الشهداء سيكون الأربعاء 27 تشرين الثاني/ أكتوبر 2013، يوم تعليق للعمل أمام جميع المحاكم والنيابات والمؤسسات الرسمية، راجين من المحامين المشاركة الفاعلة في جميع الفعاليات النضالية، التي ستقام تنديدا بجرم الاحتلال البشع بحق شعبنا الفلسطيني".
وأكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن "اغتيال جنود الاحتلال بدم بارد مواطنين في يطا جنوب الخليل، هو استباحة لدماء شعبنا الفلسطيني ومجزرة يندى لها جبين الإنسانية".
وأضاف البرغوثي أن "إسرائيل تنصب نفسها القاضي والجلاد وأن قتلها مواطنين بدم بارد ومع سبق الإصرار، هو بمثابة جريمة حرب ومخالفة لجميع الأعراف الدولية، ويجب محاسبة إسرائيل عليها". وقال: إن أبشع صور العنصرية تجلت في تلك الجريمة، وإنه آن الأوان لوقف المفاوضات ورفع الغطاء عن جرائم الاحتلال والاستيطان في ظل استخدام إسرائيل تلك المفاوضات غطاء لعدوانها واستيطانها".
وأكد البرغوثي أن "جرائم الاحتلال لا يمكن وقفها دون فرض العقوبات على إسرائيل التي تستبيح الدم الفلسطيني وتكرس نظام الأبارتهايد في أرضنا وتضرب عرض الحائط بأبسط الأعراف والمواثيق الدولية". وأشار إلى أن "تلك الجريمة التي ارتكبها الاحتلال في يطا ترفع عدد الشهداء إلى 21 شهيدا، منذ بدء المفاوضات، وأنه لا يمكن لأحد أن يصمت على تلك الجرائم".
واستؤنفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية في نهاية تموز/ يوليو الماضي، برعاية وزير الخارجية الأميركي جون كيري.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر