جنيف - رياض أحمد
سادت اجواء التفاؤل الجولة الثالثة من المفاوضات النووية بين ايران و مجموعة الدول (5+1) التي بدأت مساء الاربعاء في جنيف في ضوء تبدل ايجابي في الموقف الفرنسي اعقب اتصالا جرى امس بين الرئيسين الايراني حسن روحاني و الفرنسي فرنسوا هولاند.
وتوقعت مصادر متابعة أن تنتهي الجولة غداً الجمعة بإحراز تقدم ما، ما لم تحصل مفاجأة تعيد النقاش الى نقطة الانطلاق.
ومن المرجح أن يتوصل المفاوضون الى اتفاق مبدئي على الخطوات الأولى،
او ما سماه مصدر أميركي رفيع المستوى"اتفاق إطار"، والمقصود به خريطة طريق لادارة المحادثات بدءاً من الخطوة الأولى، خطوة بناء الثقة بين الطرفين بتقديم تنازلات متلازمة ومتوازية وصولاً الى المرحلة النهائية.
وتحدث المصدر الاميركي عن مسار عملية التفاوض وفيه الكثير من التلميحات الى قرب توقيع اتفاق مع ايران. وقال: "إن الوثيقة التي تم التوصل اليها في الجولة السابقة من المحادثات تصلح للبناء عليها من اجل التوصل الى اتفاق مبدئي مع الايرانيين".
وكشفت مصادر في جنيف عن مسودة الاتفاق التي تحدث عنها المصدر الاميركي، والتي تم التوصل اليها سابقاً، استناداً الى التسريبات على الآتي : توقف ايران تخصيب الاورانيوم بنسبة 20 في المئة وتحول مخزونها المخصب بهذه النسبة الى مواد غير ضارة، تواصل ايران التخصيب بنسبة 3٫5% أو 5% (النسبة لا تزال موضع خلاف بين الطرفين)، الحد من عدد اجهزة الطرد المركزي، توقيف العمل في تجهيز منشأة أراك مدة ستة اشهر. ويذكر أن هذه المنشأة هي قيد التجهيزوهي في حاجة الى فترة لا تقل عن ثلاث سنوات كي تصير عملانية.
وفي المقابل، يرفع الحظر الاقتصادي عن ايران جزئياً، في القطاعات الآتية: البتروكيميائيات، تجارة المعادن الثمينة، بيع ايران قطع غيار لأسطوليها الجوي والبحري، وللقطاع الصحي، استرداد جزء من الاموال الايرانية المجمدة في الولايات المتحدة منذ ثلاثة عقود. وتشير التقديرات الى مبلغ 40 مليار دولار (الثروة الايرانية المجمدة تقدر بـ180 مليار)، والى هذه البنود يجري الحديث عن رفع الحصار عن التحويلات المالية.
وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الاميركي جون كيري اننا "لن نسمح بان يتيح هذا الاتفاق، في حال التوصل اليه، لايران كسب الوقت، او ان يتيح الموافقة على ما لا يبدد فعلاً مخاوفنا الاساسية". وقال ان مسألة ما اذا كانت ايران سيسمح لها في نهاية الامر بتخصيب الأورانيوم لن تتقرر في الاتفاق الموقت. وأوضح أن "ما يقرر بلد او لا يقرر أن يفعله او يسمح له بأن يفعله بموجب القواعد يعتمد على التفاوض.
وعزت مصادر ديبلوماسية في جنيف التغيير في الموقف الفرنسي الى عاملين، الأول هو أن فرنسا وصلت في الجولة السابقة في تصعيدها الى الحدود القصوى، وان استمرار هذا التصعيد سيحرج حلفاءها الغربيين والاوروبيين تحديداً. أما العامل الثاني، فيتصل بالعلاقة بين اسرائيل وفرنسا.
لكن هولاند صرح في مؤتمر صحافي في روما في ختام القمة الفرنسية - الايطالية امس : "صحيح ان اقتراحات (المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي) خامنئي لا يمكن ان تسلك منحى التهدئة والتفهم. اذاً، على ايران ان تقدم ردودا وليس استفزازات".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر