عمَّان - أحمد نصَّار
لفت العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في لقاء عقده الاحد مع كبار المسؤولين الاردنيين، الى "أنه كلما كان هناك جهد جدي في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يعود الحديث عن وهم ما يسمى بالوطن البديل"، مشددا على أن "الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين ولا شيء غير ذلك".
وجاءت هذه التصريحات
قبل توجه الملك عبد الله مساء أمس الاحد إلى سنغافورة وإندونيسيا في جولة يجري خلالها مباحثات مع كبار المسؤولين في البلدين، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصا الاقتصادية منها، إضافة إلى الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط والعالم. وأكد الملك عبد الله أنه كان يرغب في مناقشة هذا الموضوع قبل مغادرته في زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، غير أنه آثر طرحه بعد عودته حتى لا يقول أحد بأنه بعد زيارتي لأميركا تغيرت الأمور وحدث أمر جديد. وقال: قررت فتح هذا الموضوع بعد زيارتي. وتابع: "للأسف، كما تلاحظون فإنه كلما كان هناك جهد جدي في عملية السلام، يعود الحديث عن وهم الوطن البديل، وكأنه السلام على حساب الأردن. موقفنا واضح وهو أن حديثنا سريا أو أمام العالم، هو نفس الكلام".
وحول ما يروجه البعض لما يسمى بالوطن البديل، قال الملك الاردني نحن نعلم كيف يحدث الموضوع منذ 15 سنة، أو أكثر، حيث تبدأ الأمور في فصل الربيع من خلال نفس المجموعة، الذين يشحنون المجتمع الأردني، وبحلول الصيف، يشعر الناس بالخوف. ما يضطرني إلى تطمينهم بخطاب أو بمقابلة صحافية، ولكن هذا العام، وللأسف، بدأ الحديث عما يسمى بالوطن البديل مبكرا.
ووصف العاهل الأردني ما تقوم به هذه المجموعة بالفتنة، مشددا على أن هناك قضايا أهم بالنسبة للأردن، يجب أن نركّز عليها، خصوصا في ما يتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي وما يجب أن نقوم به هو العمل بروح الفريق حتى نحل مشاكلنا الداخلية.
وأكد خلال اللقاء أن الأهم دوما خدمة المواطن الأردني فالحديث عن الوطن البديل تشويش لا غير، وما يحدث أن هناك عددا قليلا يسعون إلى تمييز أنفسهم في الشارع الأردني.
وفي موازاة ذلك، أكد العاهل الأردني أن موقف بلاده قوي جدا ومطلع على كل التطورات المتصلة بالمباحثات الفلسطينية - الإسرائيلية وما يخص مستقبل فلسطين.
واستغرب الملك عبد الله الثاني من يربط المساعدات المقدمة للأردن بالضغط عليه مقابل تنازلات. وشدد على أنه لو جاء من جاء وقال سنقدم 100 مليار دولار للأردن على حساب مصالحه، سنقول له مع السلامة، لن نقبل ولا فلسا، إذا كان سيمس مستقبل شعبنا ووطننا.
ومساء الاحد صدر بيان عن الديوان الملكي الأردني حول جولة الملك عبد الله جاء فيه " إن أهداف الجولة الملكية تتصدر سبل تعزيز التنسيق والتشاور مع سنغافورة وإندونيسيا، وبناء مواقف مشتركة حيال القضايا الرئيسية الإقليمية والعالمية، خصوصا والأردن يشغل مقعد مجلس الأمن الدولي عن منطقة آسيا العربية والشرق الأقصى".
كما تهدف الجولة إلى "تمتين آفاق العلاقات الاقتصادية مع سنغافورة وإندونيسيا، واستكشاف فرص جديدة للتعاون الاقتصادي، بما يكفل فتح أسواق جديدة للصادرات الأردنية في الأسواق الآسيوية، وتقوية حركة التبادل التجاري، إضافة إلى تعزيز السياحة الآسيوية إلى الأردن، خصوصا في مجال السياحة الدينية".
ويجري الملك عبد الله الثاني في العاصمة السنغافورية مباحثات مع رئيس الجمهورية توني تان كينغ يام، ورئيس الوزراء لي هسين لونغ، تتناول العلاقات الثنائية وآليات النهوض بها في شتى المجالات، لا سيما الاقتصادية منها.
ومن سنغافورة، يتوجه العاهل الأردني إلى العاصمة الإندونيسية جاكرتا، حيث يبحث ورئيس الجمهورية الإندونيسية الدكتور الحاج سوسيلو بامبانق يودويونو، مختلف جوانب العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز مجالات التعاون المشتركة.
كما يلتقي بنخبة من الفعاليات الاقتصادية الإندونيسية لبحث آفاق تعزيز سبل الشراكة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين مختلف القطاعات في البلدين.
ويلقي خلال الزيارة كلمة في المؤتمر الدولي «نهضة الأمة: حوار الأديان، والإسلام من أجل السلام والحضارة»، يستعرض فيها دور الإسلام في تحقيق نهضة الشعوب أمام ما تواجهه الأمة الإسلامية من تحديات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر