كييف - المغرب اليوم
ووقَّع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش ومسؤولو المعارضة في حضور وسطاء أوروبيين، الجمعة، اتفاقًا لإخراج البلاد من أزمة هي الأسوأ منذ استقلالها، بعد ثلاثة أيام من أعمال عنف خلّفت حوالي 100 قتيل، وتحوّل وسط كييف إلى ما يشبه ساحة حرب، فيما رحب البيت الأبيض بالتوقيع على الاتفاق بين السلطة والمعارضة في أوكرانيا لإخراج البلاد من أزمتها، معربًا عن أمله في أن يتم تطبيقه فورًا.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "ندعم جهود جميع الذين فاوضوا على هذا الاتفاق، ونشيد بشجاعة قادة المعارضة الذين اقروا بضرورة القيام بتنازلات"، مشيرًا الى أن واشنطن ستراقب "عن كثب" تطبيق الاتفاق.
وينص الاتفاق على تقديم تنازلات كبيرة للمعارضة بينها انتخابات رئاسية مبكرة، وتأليف حكومة ائتلافية، وإجراء تعديلات دستورية.
ويُلبّي الاتفاق المطالب التي حددتها المعارضة في بداية الاحتجاجات، وهي إعادة صلاحيات سياسية إلى البرلمان كما كان الوضع قبل تولي يانوكوفيتش الرئاسة في 2010، وقاد الدولة البالغ سكانها 46 مليونًا في اتجاه روسيا بدلاً من الغرب.
ويقضي الاتفاق بتأليف حكومة مع المعارضة تتمتع بسلطة إلغاء القرار الذي اتخذه يانوكوفيتش في تشرين الثاني/ نوفمبر للتخلي عن الاتفاق التاريخي الذي كان يضع أوكرانيا على طريق الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، والذي يعتبره الأوكرانيون خلاصًا لهم من قرون من الهيمنة الروسية.
وصَوّت البرلمان الأوكراني عقِب التوقيع على الاتفاق لصالح العودة للعمل بدستور 2004، الذي يحد من سلطات الرئيس، ويمنح البرلمان الحق في تعيين وزراء رئيسيين في الحكومة.
وأقرّ البرلمان المؤلف من 450 مقعدًا هذا التغيير الدستوري بغالبية 386 صوتًا.
وأقال البرلمان وزير الداخلية بسبب "لجوء الشرطة للعنف" ضد المتظاهرين.
كذلك، صوّت على قانون يُلغي مادة في قانون العقوبات ما يفتح الباب نظريًا أمام اطلاق سراح رئيسة الوزراء السابقة المعارضة يوليا تيموشنكو، بعد أن كان حكم عليها بالسجن سبع سنوات العام 2011، بعد ادانتها بسوء استخدام السلطة، وصادق أيضًا على العفو عن المتظاهرين المتورطين في أعمال العنف.
واستقبلت تنازلات يانوكوفيتش بتشكك من عشرات الآلاف من المتظاهرين في الساحة الرئيسية في كييف، في إطار الاحتجاجات التي بدأت قبل ثلاثة اشهر تحديدًا.
وجَرَى التوقيع على الاتفاق في القاعة الزرقاء في القصر الرئاسي في حضور مبعوثين اوروبيين، ووقّع عليه الرئيس يانوكوفيتش وثلاثة من كبار زعماء المعارضة، من بينهم النائب والمصارع السابق فيتالي كلتشكو.
غير أن ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعمّد عدم حضور مراسم التوقيع، وجرى رفع اسمه عن الطاولة التي تجمّع حولها القادة للتوقيع.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر