الجزائر – نورالدين رحماني
الجزائر – نورالدين رحماني
تَلَقَّت الأحزاب السياسية في الجزائر بتباين كبير رسالة الرئيس بوتفليقة الأخيرة، التي بعثها لمناسبة اليوم الوطني للشهيد في الجزائر المصادف لـ 18 شباط/ فبراير، ودعا فيها إلى إبعاد الجيش الجزائري عن الصراعات السياسية، وجدد تأكيده على وحدة مؤسسات الدولة الجزائرية ممثلة في الرئاسة وقيادة المخابرات، حيث اعتبرتها أحزاب المساندة للرئيس ولعهدته الرئاسية الرابعة بمثابة البلسم
والدواء الذي سيبعث الراحة والطمأنينة في الشعب الجزائري، بما أنها تضمّنت ما يتفق عليه الجميع من حيث الحفاظ على أمن واستقرار الجزائر، في حين اعتبرتها الأحزاب والأوساط المعارضة له بأنها البداية الحقيقية لسباق العهدة الرابعة ليس إلا، وتساءلت كيف برئيس يقود شعبًا بحجم شعب الجزائر لا يخاطبه مباشرة ويكتفي بإرسال الرسائل له.
وفي هذا الصدد أشاد بيان وزعه "التجمع الوطني الديموقراطي" بـ "رسالة الرئيس بوتفليقة"، ودعا إلى "الحرص على ضرورة الاستيعاب الأمثل لمغزى وأبعاد هذه الرسالة”، موضحًا في السياق ذاته، أن التجمع الوطني الديمقراطي يدعو مناضليه في هذه المرحلة إلى أن "يتجندوا لترسيخ الوعي والدراية كما جاء في رسالة رئيس بوتفليقة"، كما رحبت "جبهة التحرير الوطني" بخطاب بوتفليقة على لسان الناطق باسم الحزب سعيد بوحجة، واعتبرته تفنيدًا للإشاعة التي تزعم وجود صراع بين الرئاسة والمخابرات العسكرية في الجزائر، ودعوة للحفاظ على المؤسسات الجمهورية ومكاسب الوطن.
بدوره، رحّب حزب "العمال" على لسان أمينته العامة لويزة حنون بـ"دعوة الرئيس بوتفليقة للحفاظ على استقرار الوطن، وإبعاد الجيش الجزائري عن الصراعات السياسية".
وفي الجهة المقابلة، اعتبر رئيس حزب "الفجر الجديد" الطاهر بن بعيبش ان "بوتفليقة يريد من خلاله رسالته والتطيمنات التي حملتها يريد كسب مساندة المؤسسة العسكرية للترشح لعهدة رابعة". وأعلن "بوتفليقة أراد من خلال هذه الرسالة تحقيق هدفين أولهما طمأنة الرأي العام من خلال التأكيد على عدم وجود أي سوء تفاهم بين مكونات منظومة الحكم، وثانيهما يتمثل في رغبة الرئيس في كسب مساندة المؤسسة العسكرية للترشح لعهدة رابعة، خاصة وأن رسالته تزامنت مع تصريحات رئيس الحكومة سابقًا مولود حمروش، وربما أدرك بوتفليقة بأن الوقت ضيق وعليه أن يوضح الرؤية أكثر".
وبدوره، اعتبر رئيس حزب "الجبهة الوطنية الجزائرية" موسى تواتي أن بوتفليقة يتحدث في الوقت الضائع، وأوضح في تصريحات على موقع الحزب الرسمي "كان يجدر ببوتفليقة أن يتحدث قبل انفلات الأمور، أما الآن وبعد أن خرج الصراع بين الرئاسة ومحيطه ومؤسسة الجيش ممثلة في قائد المخابرات فنقول له إن الوقت قد فات ولا يجدر به سوى أن يترك المجال لغيره لحكم الجزائر قبل فوات الأوان".
وأعلن أن "رسالة رئيس الجمهورية التي تتزامن مع ذكرى يوم الشهيد لا تهمني، كان يفترض به أن يتحدث قبل انفلات الأمور نحن حزب معارض ومبدؤنا لا يسمح لنا بتتبع ما يصرح به، كما أن الخطأ لا يمكن تصحيحه بكلمة أو خطاب”.
أما الأمين العام لحركة "النهضة" محمد ذويبي فاعتبر أن تعامل بوتفليقة مع الشعب الجزائري عبر الرسائل بات يثير الاستغراب"، و أكّد "نتفاجأ في كل ظرف إنساني وتاريخي وطني بإقحام رئيس الجمهورية للخلافات السياسية في رسائله، ففي المرة الأولى استغل رسالة التعزية الموجهة لوزارة الدفاع وعائلات الضحايا إثر حادثة تحطم الطائرة العسكرية، ولم يفوت الفرصة هذه المرة في مناسبة ذكرى يوم الشهيد، على الرغم من أن الأحداث التي وقعت قبل ذلك كانت أقوى من هذه الأحداث، هذا ما يعكس لنا حالة اللااستقرار التي تعيشها الجزائر، لأن الاستقرار المزعوم الذي تغنت به السلطة لم يتحقق وكان عبارة عن وهم، نظرًا إلى غياب ثقافة تسيير (إدارة) الدولة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر