فيينا - أحمد نصَّار
انتهى اليوم الثاني من مفاوضات فيينا النووية بتشكيك ايراني في امكانية التوصل الى اتفاق نهائي مع الدول الست.
فقد أشاعت إيران مساء أمس الاربعاء، أجواء تشاؤمية في ختام اليوم الثاني من مفاوضاتها في فيينا مع الدول الست المعنية بملفها النووي، إذ رجّح "الحرس الثوري" حدوث مشكلات ما لم يُقر العالم بحق
ايران في برنامجها النووي"، داعياً إلى وجوب الحفاظ على "الخطوط الحمر للنظام، بحيث لا تتضرّر الكرامة الوطنية الايرانية".
وكانت جولة المفاوضات الثالثة عُقدت برئاسة عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني، وهيلغا شميد مساعدة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وشارك ديبلوماسيون بارزون من الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا).
وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن عراقجي وشميد أبلغا آشتون ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف اللذين التقيا أمس، نتائج الجلسة. وأضافت أن ظريف وآشتون ناقشا كيفية مواصلة المفاوضات، وقوّما المسائل المطروحة وهل هناك حاجة إلى جولة مفاوضات أخرى، أم أن الطرفين قادران على الاتفاق في شأن جدول أعمال المحادثات.
وتحدث مايكل مان، الناطق باسم آشتون، عن إنجاز عملٍ جيدٍ ، معتبراً أن المحادثات جوهرية ومفيدة، وبدّد ديبلوماسي غربي بارز أجواء تشاؤم أشاعها الإيرانيون، معرباً عن دهشته لأن المحادثات تسير في شكل جيد، ولفت إلى أن الوفود المشاركة لم تواجه بعد أي مشكلات جدية.
أما ظريف، فأعرب عن أمله بأن تسفر المفاوضات عن اتفاق نهائي خلال ستة أشهر بعد تطبيق اتفاق جنيف المبرم بين إيران والدول الست في تشرين الثاني/نوفمبر) الماضي.
وانتقد خلال مناقشة عبر الإنترنت نظمها مركز الدراسات حول الشرق الأوسط، السياسة التي انتهجتها الولايات المتحدة بعد إبرام اتفاق جنيف، مشيراً إلى أن تصريحات مسؤولين أميركيين أثارت شكوكاً ومخاوف جدية لدى طهران، إزاء جدية الولايات المتحدة في المفاوضات. وأضاف أن "استخدام القوة يوسّع فجوة عدم الثقة، ولا يمكن استخدام آليات التهديد والرعب في عصر العولمة. المفاوضات هي السبيل الوحيد لتسوية الملف".
في غضون ذلك، نبّه قائد "الحرس الثوري" الجنرال محمد علي جعفري الوفد المفاوض إلى وجوب الحفاظ على الخطوط الحمر للنظام، بحيث لا تتضرّر الكرامة الوطنية. واستدرك قائلا: "لا يمكننا أن نكون متفائلين في شأن الولايات المتحدة، ويبدو أن المفاوضات ستواجه مشكلات".
إلى ذلك، أعلن النائب علي رضا زاكاني عزل علماء نوويين إيرانيين في منشأة "ناتانز" للتخصيب، وتعيين آخرين مكانهم. ووضع الأمر في إطار انتقامٍ، معرباً عن ثقته بأن المسألة مرتبطة بأجهزة استخبارات أجنبية.
وفي السياق ذاته، أعلن رئيس دائرة الهندسة النووية في جامعة شيراز محمد رضا نعمت اللهي، إنشاء مفاعل نووي للبحوث فيها قريباً، بالتنسيق مع المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر