جنيف - رياض أحمد
جنيف - رياض أحمد
انتهت الجولة الثانية من مفاوضات جنيف بين وفدي الحكومة و المعارضة السورييين أمس الجمعة، الى طريق مسدود من دون الاعلان عن تحديد موعد للجولة الثالثة، وذلك بسبب تمسك كل من الفريقين بموقفه لجهة أولية البحث و الافاق، فوفد الحكومة مدعوماً من موسكو يصر على معالجة بند الارهاب أولا،
ووفد المعارضة يريد تشكيل الهيئة الانتقالية للحكم أولا مدعوماً من واشنطن ومعظم الدول العربية وتركيا، ما حمل الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الابرهيمي على التحول فجأة من وسيط بين طرفين سوريين الى مهدئ للنفوس بين الاميركيين والروس في آخر لقاء للثلاثية في جنيف.
وقد تباعدت وجهات النظر بين كل محور الى درجة يصعب معها التكهن بمصير الجولة الثالثة التي باتت مرتبطة بمساعي الابرهيمي في الامم المتحدة وربما في مجلس الأمن. وسيعقد الابرهيمي اليوم لقاء قصيراً مع الوفدين المفاوضين، على ان يدلي ببيان عن استنتاجاته من الجولة الثانية من المفاوضات.
وقبل مغادرته جنيف، جدد نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف موقف بلاده من المفاوضات التي "يجب ان تبدأ بمكافحة الإرهاب والارهابيين، ذلك ان هناك عشرات الآلاف منهم في سوريا"، وأن كل الملفات الأخرى يمكن البحث فيها حتى ملف تشكيل الهيئة الانتقالية ولكن "بعد مكافحة الإرهاب".
الى ذلك، وبعد انتهاء الجلسة المنفصلة أمس بين الإبرهيمي والطرفين السوريين، اجتمع السفير الاميركي في سوريا روبرت فورد ووفد الائتلاف المعارض. وأفادت مصادر مقربة من الائتلاف السوري أن فورد "نصح المعارضة السورية بتحريك الميدان وخصوصاً على الجبهة الجنوبية وفي محيط مدينة درعا حيث الوجود الأكبر لمجموعات عسكرية تابعة للجيش السوري الحر ولتنظيمات مقربة من الائتلاف"، وأن مجموعات عسكرية دربت أخيراً بواسطة المخابرات الاردنية جاهزة لدخول هذه المعركة "من أجل تحسين الموقف التفاوضي قبل الجولة المقبلة من المفاوضات أولاً، وثانياً من أجل الرد على معركة القلمون على الحدود مع لبنان التي بدأها النظام السوري قبل أيام".
لكن أوساطاً غربية رفيعة المستوى ذات علاقة مباشرة بالمفاوضات قالت إن الولايات المتحدة تراهن على الحل السياسي و"في جعبتها خيارات ديبلوماسية كثيرة وأن لا رابح في الحل العسكري". وتوقعت أن تكون الجولة الثالثة بعيدة، "خصوصاً أن الطرفين السوريين في حاجة الى تقويم المرحلتين الأولى والثانية من المفاوضات".
وفي انتظار نتائج زيارة الإبرهيمي للامم المتحدة، رأت أوساط ديبلوماسية أن المحاولة التي يقوم بها رئيس مجلس الامن لجمع مشروع القرار الذي قدمه حلفاء المعارضة السورية حول الملف الانساني والمشروع المعارض الذي قدمته روسيا قد يشكل انجازاً في حال التفاهم عليه، تستند اليه الأمم المتحدة لدفع عملية التفاوض وتحديد موعد للجولة المقبلة.
وسط ذلك أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن سفن الولايات المتحدة وطائراتها لا تزال في البحر المتوسط، وأنها متاحة للرئيس الأميركي باراك أوباما إذا احتاج إلى الخيار العسكري في سوريا.
وجاء تصريح البنتاغون تزامناً مع إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن أوباما طلب مجدداً بحث خيارات السياسات الأميركية في سوريا نظراً إلى تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، مع فرار مئات العائلات من أهالي يبرود في ريف دمشق إلى مدينة عرسال تخوفاً من هجوم كبير، ووصول الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2 بين وفدي النظام والمعارضة الى طريق مسدود.
فقد صرح وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن الرئيس أوباما طلب مجدداً بحث خيارات السياسات الأميركية في سوريا نظراً لتدهور الوضع الإنساني هناك. وقال كيري للصحافيين إن أوباما قلق بسبب تدهور الوضع الإنساني في سوريا، وكذلك نظراً لأن محادثات السلام بين المعارضة والحكومة لم تؤدِ إلى بحث تشكيل هيئة حكم انتقالي كما كان مقرراً.
وتابع أن "أوباما نتيجة لذلك طلب منا جميعاً أن نفكر في خيارات عدة قد توجد وقد لا توجد"، وأضاف "حين تتضج هذه الخيارات وحين يطلبها الرئيس ستجري بالقطع مناقشات حولها".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر