دمشق - جورج الشامي
أكّدت القيادة المشتركة للجيش السوري "الحر"، وقوى الحراك الثوري، أنه لن يكون هناك حل للأزمة في سورية دون إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد، و52 شخصية معه، من الذين أعطوا أوامر القتل والتدمير، فضلاً عن تقديمهم للقضاء.وجاء في بيان القيادة، الذي وزعته الإدارة الإعلامية، في مقرها في باريس،
الأربعاء ، أنّه "بعد تفاقم الأزمة في سورية، التي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا للأمن الداخلي والقومي لكل دول منطقة الشرق الأوسط، والخليج العربي، وأوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، ومصالحها، ومع استحالة رحيل الأسد ومن معه طواعية عن السلطة، فإننا ننبه لوجود أربعة سيناريوهات لمستقبل سورية، وأن القاسم المشترك بين كل هذه السيناريوهات هو أنَّ الأسد لن يخرج حيًا من سورية، وسيكون محظوظاً لو لاقى مصير القذافي".
وتابعت "الأسد ومن معه لا يفهمون سوى لغة القوة، ومثل هذه الأنظمة لا ترحل طواعية بل تقتلع اقتلاعًا"، موضحة أنَّ "السيناريو الأول، وهو الأفضل، سيوفر على السوريين بحور من الدماء والكثير من الدمار والخراب، وسيكون بداية الحل السياسي والمصالحة الوطنية، ومدخلاً للحفاظ على الوحدة الوطنية والترابية لسورية، ومنع سقوط ما تبقى من مؤسسات الدولة، الأمر الذي سيقود بدوره إلى التكاتف لإخراج التنظيمات المسلحة غير السورية، والحرب على الإرهاب والتطرف، ويمنع الحرب الأهلية وعمليات الانتقام"، دون مزيد من التفاصيل.
ويتضمن السيناريو الثاني "إنشاء قيادة عسكرية مركزية لقوى المعارضة، وتمكين قادة عسكريين منشقين، بالتعاون مع قادة عسكريين من الحكومة، لم تتلطخ أياديهم بالدماء، ومنحهم الدعم والثقة والإمكانات اللازمة لقلب المعادلة، والإطاحة بالأسد والدائرة المصغرة المحيطة به"،
ويشمل السيناريو الثالث، حسب البيان، تدخل عسكري دولي من خارج مجلس الأمن، يطيح بالأسد، ويضرب المنظمات الإرهابية والمتطرفة، ويسيطر على ترسانة الأسلحة الكيميائية، والجرثومية، والاستراتيجية، التي تمتلكها الحكومة.
وفي هذا الشأن أشارت القيادة إلى أنّ "هذا السيناريو لن يتمكن من منع عمليات الانتقام، حتى لو دخلت قوّات حفظ سلام دولية".
ووصفت السيناريو الرابع والأخير بأنه "الأسواء والأكثر خطورة على الإطلاق"، ويرتكز على استمرار الوضع الراهن على ما هو عليه، لا غالب ولا مغلوب، مع استمرار استثمار استنزاف قوى كل الأطراف المتصارعة السورية، والخارجية الدخيلة.
وأكّدت القيادة أنّ "السيناريو الرابع يعني أنّ سورية على موعد قريب مع الفوضى العارمة، بعد انهيار ما تبقى من المؤسسة العسكرية، خلال الأشهر المقبلة، وما يتبعه من سقوط حتمي للحكومة، وما تبقى من مؤسسات الدولة، وانتشار الفوضى والإرهاب، ليس ضمن جغرافية سورية فقط، بل سيمتد إلى كل دول الجوار، دون أيّ استثناء، وكذلك الخليج العربي، وأوروبا، وربما الولايات المتحدة".
وأوضحت القيادة أنّ "الجميع سيدفع الثمن باهظاً، دون استثناء، مقابل إعادة الأمن والاستقرار إلى سورية"، وحذّرت من أن "مشروع البلقنة سيكون حاضراً لتقسيم سورية، على أسس قومية وطائفية، بدءاً بإقامة دويلة الساحل وعاصمتها حمص".
واستطردت القيادة "وفي سياق هذا السيناريو، نذكر بأن الحكومة السورية، ومنذ الأشهر الأولى للثورة، نقلت أسلحتها الاستراتيجية إلى الساحل السوري"، مشيرة إلى "تطرق حافظ الأسد، منذ السبعينات من القرن الماضي، لمسألة نقل العاصمة السياسية إلى حمص، أكثر من مرة، فضلاً عن عملية التلاعب بالتركيبة الديموغرافية لسكان حمص، على أسس طائفية، منذ تسلم حافظ الأسد للسلطة".
واعتبرت أنّ "هذا السيناريو الأخطر سيشهد انقساماً بين صفوف الضباط العلويين، فبعضهم سينضم للثورة، وبعضهم سيلوذ بالفرار، والبعض الآخر سيتحول لقادة ميليشيات طائفية، تقاتل للحفاظ على مكتسباتها الشخصية، وعلى مناطق نفوذها، في دويلة الساحل، بدعم روسي وإيراني، وهو ما سيستدعي بالضرورة تدخلاً عسكرياً دولياً واسع النطاق، بغية السيطرة على السلاح الكيميائي، والجرثومي، والاستراتيجي، وضرب الجماعات الإرهابية المسلحة في الوقت نفسه".
من جانبه، أكّد المتحدث الإعلامي للقيادة المشتركة للسوري "الحر" فهد المصري، في البيان، أنّ "القيادة، وبالتعاون مع شرفاء ومخلصين لسورية الوطن، تسعى إلى إنجاح السيناريو الأول أو الثاني، حتى لا يكون الاحتمال الأسوء هو الأرجح، كما هو عليه الآن، وعلى أمل أن تحصل انتفاضة واسعة في صفوف الطائفة العلوية، التي ورطتها الحكومة، وجعلت من أبنائها وقوداً في حرب مدمرة، لتأخذ مكانها الطبيعي بين صفوف الشعب، وللمشاركة في محاكمة المجرمين والقتلة، وإنقاذ وحدة البلاد، والتعايش الأهلي".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر