بيروت - رياض شومان
ندَّد مجلس الأمن الدولي بشدة بـ"الهجوم الإرهابي" الجديد في الضاحية الجنوبية لبيروت الثلاثاء والذي أوقع أربعة قتلى و أكثر من أربعين جريحاً. ودعا كل الأطراف اللبنانيين الى "الإمتناع عن أي تورط" في الأزمة السورية، فيما حض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون اللبنانيين على "الوحدة من أجل حماية الإستقرار"
و"مواجهة الإرهاب" في بلدهم.
وجاء في بيان أصدره أعضاء مجلس الأمن ليل الثلاثاء انهم كرروا فيه أن "الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره يشكل واحداً من أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين". وإذ ركزوا على "ضرورة جلب المرتكبين الى العدالة"، ذكروا بـ"البيان الرئاسي الذي صدر في 10 تموز 2013"، وناشدوا "جميع اللبنانيين صون الوحدة الوطنية في مواجهة محاولات تقويض استقرار البلاد"، مشددين على "أهمية أن يحترم كل الأطراف اللبنانيين سياسة لبنان النأي بالنفس والامتناع عن أي تورط في الأزمة السورية، طبقاً لالتزامهم في اعلان بعبدا".
وماريا حسين الجوهري احدى ضحايا الانفجار كتبت في 2 كانون الثاني/يناير تعليقاً على انفجار سابق نجت منه : "هيدا ثالث انفجار بزمط منو... ما بعرف اذا الرابع بروح فيه... انني حزينة". وصدق حدسها اذ تكرر الانفجار في الشارع العريض في حارة حريك بعد 19 يوماً من الانفجار الاول، وأودى بحياة ماريا مع ثلاثة آخرين وأوقع نحو 40 جريحاً.
المشهد تكرر أمس الثلاثاء، انتحاري بسيارة مسروقة. لكن اللافت في الامر انه فجر ثلاث قذائف من عيار 120 و 130 ملم قدرت قوتها بنحو 15 كيلوغراماً من المواد الشديدة الانفجار، مما يعني استناداً الى المحققين ان الجهة المنفذة اتخذت قرارها على عجل ولم تملك الوقت الكافي لتجهيز السيارة، بدليل ان القذائف الموصولة بصواعق لم تنفجر كلها، وكذلك الحزام الناسف الذي كان يلف الانتحاري.
ولكن انجازاً امنياً، ولو محدود النتائج، سُجل بالتزامن مع رفع الانقاض، اذ كُشف عن اعترافات ادلى بها الموقوف نبيل احمد الموسوي بمسؤوليته عن سرقة عدد من سيارات "كيا" ومنها تلك التي انفجرت في حارة حريك وقبلها في الهرمل.
ونقل "تلفزيون المستقبل" عن "مصادر موثوق بها" ان الموسوي الموقوف لدى الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي إعترف بسرقة السيارات المفخخة والتي كان يسلمها الى ماهر طليس الذي يرسلها بدوره الى سوريا لتجهيزها بالمتفجرات.
هذا وتبنّت "جبهة النصرة" العملية وقالت إنها رد على مجازر حزب ايران في حق اطفال سوريا وقصف عرسال . لكن اهالي عرسال الذين اجتمع عدد منهم في البلدية ردوا على البيان: "سبق لنا أن تعهدنا في بيان سابق إثر قصف عرسال واستشهاد أبنائنا يوم الجمعة الفائت محاسبة المسؤول عن ذلك ولو بعد حين، ولكن نذكر أننا تعهدنا محاسبة القاتل وليس قتل الابرياء، وإننا ندين هذا النوع من الاعمال الارهابية وتاريخنا يعرفه الجميع وثقافتنا الدينية والوطنية والسياسية وحتى المقاومتية لم ولن تقبل هذا النوع من الاعمال وغيره من أعمال قتل المدنيين...".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر