الدار البيضاء - جميلة عمر
الدار البيضاء - جميلة عمر
اكتشفّت "منظمة الشفافية العالمية"، فرع المغرب حضورًا قوًيًا للقوى المستفيدة من الفساد ومن اقتصاد الريع والامتيازات داخل مراكز القرار، وهي القوى الرافضة لأي إصلاح أو محاولة لإقرار مجتمع تسوده قيم النزاهة والمساواة في مقابل الصلاحيات التي منحها دستور 2011 للحكومة، ولم تقف المنظمة على الفساد الاستبداد من طرف حكومة بنكيران فقط، بل لاحظت رفع الأسعار في المواد
الاستهلاكية ، وعدم الاكتراث للفقراء الذين يموتون جوعًا ، حيث ظهر انحياز حكومة الإسلاميين إلى الطبقة البورجوازية، برفض وزيرها في الموازنة التعديلات التي اقترحتها المعارضة للرفع من قيمة الضريبة المفروضة على " الويسكي والشامبانيا ".
و لاحظت منظمة محاربة الرشوة الإطناب في التصريحات والتباهي بالإنجازات والمشاريع القانونية، في غياب التزام حكومي واضح في إطار خطة وطنية تجمع بين القانوني والسياسي والإجرائي وبين الوقاية والزجر، أكبر حليف للفساد.
بينما لم تقف عند حماية أهل الفساد الاستبداد من طرف حكومة بنكيران ، بل رفع الأسعار في المواد الاستهلاكية ، وعدم الاكتراث للفقراء الذين يموتون جوعا ، نجد حكومة الإسلاميين تنحاز إلى الطبقة البورجوازية برفض وزيرها في الميزانية السيد " الأزمي" التعديلات التي اقترحتها المعارضة للرفع من قيمة الضريبة المفروضة على " الويسكي والشامبانيا "، لأنهما تستهلكها الطبقات الميسورة، كيف غير جلبابه ، فبعدما كان قبل وصوله إلى رآسة الحكومة ، أيام كان في المعارضة يصرخ بأعلى صوت بضرورة الرفع من قيمة الضريبة على المواد الكحولية، وعندما ولوجه سراديب الحكومة ، يصبح سخيا جدا مع ذوي النفوذ بإعفائهم من أي مراقبة جبائية ، وخفض الضريبة على شركاتهم ، وتحاشي فرض أي ضريبة على ثرواتهم ورساميهم ومواريثهم. وحتى لا ينكشف أمر تحيزها ، قامت الحكومة برفع الزيادة في الضريبة على أصناف الخمور الرخيصة التي يستهلكها صعاليك الطبقة الوسطى ببلاده ، وبورجوازيتها الصغرى ، من جعة ونبيذ أحمر.
يذكر أن قبل وصولهم إلى الحكومة ، وقبل أيام قليلة من انتخابات 2011 خرج "العدالة والتنمية"، حاملة مشعل محاربة الفساد والاستبداد والقضاء على المحرمات كالخمور التي باتت تباع بالأحياء الشعبية بدون ترخيص ، كما نظمت وقفات ضد عدة متاجر كبرى يباع فيها الخمور كمتاجر أسيما بسلا وبالدار البيضاء بحي السلامة ، فتمكن الحزب من خلال شعار "الشعب يريد إسقاط الفساد، الشعب يريد إسقاط الاستبداد"، أن تكسب عطب المغاربة الذين رحبوا بفكرة إسقاط الفساد والاستبداد، وبناء مغرب نقي يسعى لتنمية اقتصادية واجتماعية وسياسية محضة .
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر