طرابلس - مصطفي سالم
وقّعت الحكومتين اللّيبيّة والجزائريّة، الأحد، على جملة من الاتّفاقيات المشتركة بين البلدين في العاصمة الليبية طرابلس في أوّل زيارة رسميّة يقوم بها رئيس الحكومة الجزائرية لليبيا بعد ثورة السابع عشر من شباط/فبراير.
وخصّت الاتفاقية الأولى قطاع المحفوظات والإدارة، مضى عليها من الجانب الليبي مدير مركز المحفوظات محمد الجراري، وسفير الجزائر لدى ليبيا عبدالحميد الزاهر.
وتمحورت الاتّفاقية الثّانية عن المنفذ الحدودي غدامس،
ووقّع عليها وزير الخارجية محمد عبدالعزيز من الجانب الليبي ونظيره الجزائري رمطان العمامرة.
وتضمّنت الاتفاقية الثالثة جانب النقل الدولي للأشخاص والبضائع، ومضى عليها أيضاً كل من وزيري الخارجية للبلدين.
أما الاتفاقية الأخيرة عبارة عن ملخص لاجتماع الهيئة العليا المشتركة الليبية الجزائرية وقع عليها كل من رئيس الوزراء الليبي علي زيدان وعبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري.
وأكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عشية الأحد في العاصمة الليبية طرابلس في ختام أعمال اللجنة العليا الليبية الجزائرية المشتركة، أن التنسيق والتعاون الأمني بين ليبيا والجزائر لا زال قائما وسيستمر بين البلدين.
وأوضح زيدان أن التنسيق الأمني سيشمل تدريب وتأهيل الكوادر الأمنية والدفاعية الليبية ومراقبة الحدود المشتركة بين البلدين، وأضاف رئيس الحكومة الليبية أن التعاون بين الجيش الليبي والجيش الجزائري سيستمر، مؤكدا مواصلة تفعيل ما تم الاتفاق عليه من تفهمات في ملتقى مدينة غدامس أخيراً.
ونوّه زيدان بأهمية الزيارة التي يقوم بها رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال والوفد الرفيع المستوى لليبيا والتي ستعمل على مزيد توطيد وتوسيع علاقات التعاون الثنائي في المجالات كافة. وقال رئيس الحكومة إن علاقة الجزائر وليبيا بقدر ما هي علاقة جوار فهي علاقة أخوّة وعلاقة عبّدت بالدماء في عهد الثورة الجزائرية وما بعدها.
وأشار إلى ما حفلت به هذه الزّيارة من محادثات في مختلف أوجه التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني والعسكري وفي مجال المواصلات وتبادل الخبرات في المجالات كافة التي سيكون لها، وأن هذه الزيارة شملت زيارة ميدان الجزائر في طرابلس الذي له مكانة خاصة في نفوسنا منذ الثورة الجزائرية ضد الاستعمار .
وقال رئيس الحكومة الليبية إن هذه الزيارة هي زيارة تاريخية وسنعمل على ترسيخها وتهيئة الضمانات كافة بما يكفل استمرارها وتحقيق نتائجها وأن التعاون القطاعي بين مختلف الوزارات سيتم من خلال الزيارات المتبادلة، معرباً عن أمله في أن ينعقد اجتماع اللجنة المشتركة مرة أخرى في الجزائر في موعده.
ولفت إلى أن هذه الزيارة تعتبر ترسيخا لوحدة المغرب العربي وتدعيما وتطويرا له، معبراً عن الأمل في أن يتحقق في يوم من الأيام القريبة التئام اجتماع اتحاد المغرب العربي مكتملا ومعززا هذه العلاقة .
وأكد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال وقوف بلاده إلى جانب ليبيا فيما يتعلق بأمن الحدود وفي المحافل الدولية دفاعا عن مصالحها وحقوق شعبها.
وقال سلال، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده رفقة رئيس الحكومة الليبية، إن بلاده ستقف وقفة رجال بالنسبة لأمن حدود ليبيا كما هو معروف منذ زمان كما تقف إلى جانبها في المحافل الدولية لصيانة والدفاع عن حقوق إخواننا الليبيين.
وأضاف رئيس الوزراء الجزائري أن العلاقات الوطيدة التي تجمع البلدين التزمت بإقامة هذه الزيارة مبرزا أن الجزائر "أخت ليبيا أحب من أحب وكره من كره" مبرزا أن ذلك هو حقيقة التاريخ والجوار.
وأكد سلال في هذا الشأن وقوف الجزائر إلى جانب ليبيا وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإننا أكدنا وقوفنا بقوة إلى جانب ليبيا خاصة في هذا الظرف الصعب.
وتطرّق سلال إلى الوضع الذي تمرّ به ليبيا حاليا، مشيرا إلى أنها تعيش مشكلا أمنيا بالنظر إلى تدهور الوضع الأمني في كل منطقة الساحل ودول الجوار ناهيك عن اضطرابات تعيشها دول عربية وإسلامية.
ودعا رئيس الوزراء الجزائري الشعب الليبي إلى التمسك بوحدته الوطنية وأن بلاده تقف مع ليبيا في الدفاع عن وحدتها الوطنية إلى آخر لحظة.. كما حذر الشعب الليبي من مخاطر الانزلاقات الأمنية.
ونوّه سلال بأنه إذا اقتضت الضرورة سيعود لزيارة ليبيا في وقتاً لاحق، كما أكد أن وزراء ليبيّين سيزورون الجزائر مستقبلا لتجسيد مختلف أوجه التعاون
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر