بيروت - رياض شومان
تبنَّى مسؤول في الاستخبارات الاسرائيلية عملية اغتيال القائد في حزب الله حسان اللقيس فجر الثلاثاء الماضي على مدخل الضاحية الجنوبية الشرقي لبيروت، في وقت كشفت التحقيقات الجارية في عملية الاغتيال عن استخدام سيارة سياحية مُستأجرة في رصد تحركات اللقيس وعودته الى منزله.
فقد نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية مقالاً للصحافي رونين بيرغمان
صاحب كتاب "حربنا السرية ضد إيران"، نقل فيه معلومات عن أحد مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يتضمّن اعترافاً مباشراً بمسؤولية إسرائيل عن اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس. وأورد المقال لائحة اغتيالات نفذتها إسرائيل بدءاً من عماد مغنية القائد العسكري الكبير في الحزب، وصولاً إلى اللواء محمد سليمان، المسؤول الرفيع المقرّب من الرئيس السوري بشار الأسد، إلى مسؤول تطوير الصواريخ في "الحرس الثوري" الإيراني حسن طهراني مقدّم، والمسؤول في حركة "حماس" محمد المبحوح.
وأشار المقال إلى أن هذه الأسماء كانت من ضمن لائحة أعدّتها إسرائيل بهدف التخلّص من "أعدائها" الواحد تلو الآخر عبر الاغتيال، لكن الكاتب اعتبر أن نجاح هذه العمليات هو "نجاح تكتيكي موضعي"، ولا يمكن استثماره على الساحة السياسة الأكبر في الشرق الأوسط.
في غضون ذلك أفادت معلومات أمنية لبنانية، ان خيوطاً بدأت تتجمع للكشف عن بعض التفاصيل المتعلقة بعملية اغتيال القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس ومنها ان احدى الكاميرات التقطت صوراً لسيارة اللقيس لدى عودته الى منزله وان سيارة تحمل لوحة ايجار كانت في المكان لدى دخول سيارة اللقيس المؤدي الى المبنى الذي يسكن فيه وانصرفت بعد اغتياله.
ورجحت المعلومات ان من في السيارة كانت مهمته ابلاغ منفذي الجريمة وصول الهدف الى المكان المحدد، علماً ان الفترة الزمنية التي يحتاج اليها اللقيس للوصول الى المرأب وركن سيارته فيه هي قرابة دقيقة بما فيها فتح البوابة الالكترونية للمرأب وهذه السيارة التفّت الى الطريق المؤدية الى البستان الذي عبر منه منفذو عملية الاغتيال وانتظرتهما لتقلّهما الى جهة مجهولة.
وأضافت المعلومات الأمنية ان بعض الآثار وصور الكاميرا والبصمات ستؤدي الى كشف تفاصيل قد تمكن الاجهزة الأمنية من معرفة هوية منفذي الاغتيال. وبرز تطور لافت مع اصدار الجيش بيانا امس جاء فيه ان سيارة تحمل لوحة مكتب تأجير "أقدمت على تنفيذ عمل ارهابي معاد على الاراضي اللبنانية ليل 3 كانون الاول الجاري" في اشارة واضحة الى حادث الاغتيال. ودعا البيان أصحاب مكاتب تأجير السيارات الى الابلاغ الفوري عن كل سيارة استؤجرت اخيرا وفقد الاتصال بمستأجرها او أعيدت وفي داخلها بقايا أتربة ووحول.
وقالت مصادر عسكرية ان التحقيق الذي تجريه مديرية المخابرات في الجيش أمسك رأس خيط قد يدل التحقيق الى الجناة وان ثمة معطيات توافرت للتحقيق واشارت الى انه سيطلب من المواطنين مساعدة التحقيق بنشر بعض الصور تباعا التي تعود الى السيارة التي استعملت في الحادث.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر