الجزائر – نور الدين رحماني
الجزائر – نور الدين رحماني
تُوفِّي، اليوم الأربعاء، الجنرال بول أوساريس، 95 سنة، المسؤول عن المخابرات الحربية في الجزائر منذ 1957، وأشهر وأكبر قاتل فرنسي وأحد سفاحي فرنسا في حرب التحرير الجزائرية، كما أنّه أحد المدافعين عن عمليات التعذيب في الجزائر، وفق ما أعلنت جمعية قُدامَى المظليين في فرنسا، وعن مسيرته العملية الدموية، كان أوساريس قد تباهى في كتاب شهير كتبه في 2001 تحت عنوان "العمليات الخاصة في الجزائر 1955-1957"،
بعمليات التعذيب التي كانت تقوم بها القوات الخاصة الفرنسية في الجزائر، والتي شارك فيها هو بنفسه، كما اعترف بشنق أحد رموز الثورة الجزائرية الشهيد العربي بن مهيدي، وأمره أحد الجنود باغتيال علي بومنجل.
كما كشف أوساريس في الكتاب ذاته عن الأسماء والأماكن، وعن كيفية تعامل الفرنسيين مع المناضلين والمقاومين الجزائريين، وأعلن في تصريحات شهيرة معروفة إلى اليوم بقوله "لا ندم ولم ولا أطلب عفوًا"، معتبرًا أن ما قام به كان واجبًا وطنيًا.
وتم تكليف بول أوساريس ع في العام 1957 بإعادة الأمن في الجزائر العاصمة، حيث توجَّه على رأس ما أُطلق عليه "سرب الموت"، الذي كان مسؤولًا عن القيام بعمليات اعتقال ليلية تعقبها عمليات تعذيب، مع إعدام بعض المعتقلين الجزائرين من دون محاكمات.
ثمّ توجَّه الجنرال أوساريس بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأميركية ليقوم بتدريس "تقنيات معركة الجزائر"، في ما يتعلق بالتعذيب بصفة خاصة، في ولاية "نورث كارولينا".
وفي بداية الألفية الثانية، أكَّد بول أوساريس: "هل التعذيب تسبب لي في مشاكل؟ يجب أن أقول لا. لقد تعودت على ذلك". وكان أوساريس يؤكد دائمًا أن أفعاله تمت بموافقة رؤسائه والسلطة السياسية.
وأُدين الجنرال بول أوساريس في العام 2004، بتهمة التغاضي عن التعذيب، وتم سحب وسام جوقة الشرف منه، حيث كان أوساريس مسؤول في أجهزة المخابرات في الجزائر العاصمة خلال حرب الجزائر.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر