حدة الاحتقان الاجتماعي والشعبي تضع مجددًا تونس على أبواب ثورة جديدة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خبيران تونسيان يفندان سلبيات الأوضاع السياسيَّة والإقتصاديَّة التي تسود البلاد

حدة الاحتقان الاجتماعي والشعبي تضع مجددًا تونس على أبواب ثورة جديدة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - حدة الاحتقان الاجتماعي والشعبي تضع مجددًا تونس على أبواب ثورة جديدة

متظاهرون يحرقون مقر حركة "النهضة" الإسلامية
تونس - أسماء خليفة

تشهد تونس هذه الأيّام موجة من الاحتجاجات والإضرابات العامة في عدد من القطاعات المهنيّة وفي عدد من المحافظات احتجاجا على سياسات حكومة الإئتلاف الثلاثي التي يقودها حزب "النهضة الاسلامي" منذ ديسمبر/كانون الاول 2011. هذه الموجة الجديدة من الاحتجاجات تتزامن مع تواصل الأزمة السياسيّة ما بعد تعليق الحوار الوطني بداية الشهر الجاري وعدم التوصّل بعدُ الى توافق ينهي أزمة الحكومة. مجمل هذه المؤشرات قرأ فيها متابعون للشأن التونسي وضعا ينبئ بثورة جديدة خاصة بتزامن هذا الاحتقان الاجتماعي مع حلول شهري كانون الأول وكانون الثاني اللذين شهدا سابقا محطّات تاريخيّة كبرى في تاريخ تونس الحديث كان آخرها الانتفاضة ضدّ نظام حكم بن علي والتي انتهت بمغادرته للحكم في اتجاه منفاه في السعودية مساء الجمعة 14 يناير/ كانون الثاني 2011
وقال الخبير في القانون الدستوري والمحلل السياسي الأستاذ قيس سعيد ل"المغرب اليوم" إنّ ما تعيشه تونس اليوم من تعطّل سياسي واحتقان اجتماعي ينبئ بحراك ثوري قريب مؤكدا أنّه يصعب تحديد تاريخ لهذا الحراك وأنّ "الشعب وحده هو القادر على التقاط هذه اللحظة فالأوضاع مرشحة بالفعل لحراك ثوري جديد خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وتردي العلاقة بين الطبقة السياسيّة والشارع، مشيراً الى أن الصراع على السلطة محموم وأدى هذا الى اهتزاز الثقة في كل المؤسسات السياسية القائمة".
كما أوضح ل"العرب اليوم" أنّ الحراك الشعبي ضد بن علي بدأ بحرق محمد البوعزيزي لنفسه ولا احد كان يعتقد أن تلك العملية الانتحارية ستكون شرارة لكل هذا التغيير والمشهد اليوم يبدو مشابه للفترة التي سبقت ثورة 14 يناير.
وابرز المحلل السياسي الاستاذ قيس سعيد -والذي برز اسمه في آخر استطلاعات الرأي كمرشّح للسباق الرئاسي- أنه مطلوب اليوم من الطبقة السياسية التونسية الخروج من أزمتها فنتائج استطلاعات الرأي بدأت تبشّر بعزوف التونسيين عن التصويت مستقبلا وبالتالي تأكّدت القطيعة بين الشارع والمجتمع السياسي.
ولاحظ سعيد أنّ الانقسام في الشارع التونسي لا يتجاوز حدود الاختلاف في الرأي وهو قليل لكن الأزمة الحقيقية هي اهتزاز صورة الطبقة السياسية لدى الرأي العام التونسي.
ازمة اقتصادية
من جهته قرأ طارق بالحاج محمد استاذ علم الإجتماع بجامعة تونس خصوصيّة في الحراك الاجتماعي الذي بدأ يتزايد في تونس مع اقتراب حلول شهر كانون الأول وهي تزامن هذا الحراك مع الأزمة الإقتصاديّة والسياسيّة التي تمر بها البلاد.
وقال بالحاج محمد ل"المغرب اليوم" "الاحتجاجات التي شهدتها محافظات ڤفصة وڤابس وسليانة هذا الأسبوع ساهمت فيها شريحة واسعة من الطبقات الإجتماعيّة وتجاوزت الاحتجاجات المدن الكبرى نحو المدن الصغرى والقرى تغذّيها في ذلك أزمة إقتصاديّة طاحنة ومأزق سياسي متواصل مع رمزيّة للجهات الثائرة ورمزيّة تاريخية في علاقة بالتحركات والاحتجاجات الاجتماعية".
وفي الشأن الاقتصادي يقول بالحاج محمد، ان هناك ارتفاعاً نشط في أسعار المواد الغذائية وهناك انهيار في قيمة الدينار التونسي وازمة بطالة متواصلة واستمرار في أزمة التنمية غير العادلة وهناك قانون مالية جديدة سيضخّم من حجم الضرائب وبالتالي هناك وضع اقتصادي سيء ومشهده أخطر من مشهد ما قبل الثورة. كما لاحظ ان نجاح الإضرابات العامة في المحافظات الثلاث مؤشر على انخراط عديد الفئات الاجتماعية والمهنية في هذا الحراك نظرا لإحساسها بعمق الأزمة القائمة واستشعارها الخطر والدليل انخراط التاجر وصاحب المؤسسة في هذه الاضرابات.
السيناريوهات المحتملة
امّا سياسيًّا، فيقول بالحاج محمد الباحث في علم الاجتماع إنّ "التناحر والصراع والضبابيّة وغياب الأفق بقدر ما أفقد الثقة في الطبقة السياسية بقدر ما يجعل الشارع يأخذ بزمام الأمور في يده مجددا" اذ يمكن القول ان تواصل الأزمة السياسية التي أعقبت اغتيال النائب في المجلس التأسيسي وزعيم التيّار الشعبي محمد البراهمي يوم 25 يوليو الماضي أسهم في تأجيج حالة الإحتقان الإجتماعي في عدد من المحافظات.
وابرز المتحدث انّ تزامن الاحتقان الاجتماعي مع شهري كانون الاول وكانون الثاني يعطي قيمة مضافة ورمزية لهذا الحرام باعتبار الشهرين مثلا محطات نضاليّة اجتماعية ارتبطت بتاريخ تونس الحديث (انتفاضة الخبز 3 جانفي 1984 وأحداث النزاع المدني بين اتحاد الشغل والحكومة في 26 جانفي 1978) وحتى بتاريخ الثورة الأخيرة.
كل هذه المؤشرات تطرح سيناريوهات جديدة لأي حراك شعبي جديد في تونس اذ هناك سيناريو دعم انقلاب عسكري ضد مختلف مكونات الطبقة السياسية ما بعد اهتزاز صورة الساسة لدى الرأي العام وثبوت فشلها وهو ما أكدته استطلاعات الرأي وهناك سيناريو القبول بالتدخل الأجنبي لفرض طرف سياسي بعينه وهناك ايضا سيناريو التقاتل الاجتماعي بمعنى ضعف الدولة وليس بمعنى الحرب الأهلية لأنّ الحرب الأهلية مثل رقصة التانغو تتطلب طرفي نزاع وهو ما لا يتوفر في تونس على حد قول طارق بالحاج محمد.
واكد المتحدث ان ثورة جديدة مقبلة في الأفق التونسي ما لم يتم التعجيل بحل الأزمة السياسية ومن وراءها حل الأزمة الاقتصادية.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدة الاحتقان الاجتماعي والشعبي تضع مجددًا تونس على أبواب ثورة جديدة حدة الاحتقان الاجتماعي والشعبي تضع مجددًا تونس على أبواب ثورة جديدة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 04:36 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

انهيار امرأة إندونيسية أثناء تطبيق حُكم الجلد عليها بالعصا

GMT 11:45 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

تمويل "صندوق الكوارث" يثير غضب أصحاب المركبات في المملكة

GMT 15:37 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

الكرة الطائرة بطولة الأكابر الكلاسيكو يستقطب الاهتمام

GMT 17:16 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

البرازيلي أليسون أفضل حارس في استفتاء الكرة الذهبية 2019

GMT 09:21 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الوداد يعترض تقنيا على إشراك مالانغو

GMT 22:02 2019 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على مجوهرات المرأة الرومانسية والقوية لخريف 2019

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة إعداد فتة الحمص اللذيذة بأسلوب سهل

GMT 03:11 2019 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

6 علامات رئيسية يرتبط وجودها بفقر الدم الخبيث

GMT 01:10 2019 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

إطلالة مُثيرة لـ "سكارليت جوهانسون" بفستان أحمر

GMT 19:50 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

الكاس يجدد عقده مع نهضة بركان لموسمين
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya