الدار البيضاء - المغرب اليوم
ما أن يحل شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل عام حتى تعود المخاوف إلى قلوب ساكنة المناطق الجبلية النائية المعزولة، خاصة بعد انخفاض درجة الحرارة تحت حاجز الصفر، وأمام هذه المأساة وخوفاً لما وقع خلال السنوات الأخيرة تجند مجموعة من الشباب المغربي، ويطلقون حملات للتضامن مع سكان
هذه المناطق تحت شعار "لننعم جميعاً بالدفء"، الغاية من هذه الحملة إخراج هذه المناطق ولو حتى من العزلة.لازالت بعض المناطق في المغرب خاصة سلسلة جبال الأطلس تعيش في عزلة عن العالم، فهي تعاني أوضاع حياتية صعبة تتسم بالقساوة بسبب رداءة أحوال الطقس، وضعف البنية التحتية، فضلاً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة، تعتمد في عيشها على ما تجود به الطبيعة عليهم، ما إن يحل فصل الخريف حتى تكاد تنعدم الحياة عندهم لمحاصرتهم بالثلوج، وتصبح ساكنتها تعيش تحت رحمة الطقس.ساكنة تقتات من مخزونهم المحدود من المواد الغذائية وحطب التدفئة مما يرشح الوضع إلى المزيد من التأزيم، وينذر بوقوع مآسي جديدة تعيد إلى الأذهان صور فاجعة منطقة أنفكو قبل خمس سنوات التي سقط خلالها عدة ضحايا من رضّع وأطفال الدوار، متأثرين بالبرودة الاستثنائية وغياب سبل التنقل إلى المراكز العلاجية العمومية.
ومن أجل تخطي هذه المآسي، والتفكير في هؤلاء الأشخاص المتضررين من قساوة الطبيعة، وانعدام الاهتمام بهم من طرف الدولة، أطلقت العديد من الجمعيات والمبادرات الشبابية حملتها التضامنية لتجميع الأغطية والملابس والأغطية والأحذية والمواد الغذائية ولعب وحلويات الأطفال، وجمع المساعدات والإعانات من مختلف المناطق في البلاد، من أجل إيصالها إلى أطفال وسكان المناطق الجبلية النائية، من خلال أنشطة جماعية أو فردية يسهر عليها شباب متطوع، مقابل اهتمام رسمي يتمثل في مبادرات مؤسسة محمد الخامس للتضامن.وحسب جلال اعويطة، أحد مؤسسي مؤسسة "عطاء" الخيرية، في تصريح صحافي، إن الشباب المتطوع يقومون بنقل وتقديم هذه المعونات إلى من يحتاجونها في المناطق الجبلية، التي تعرف مناخاً صعباً في فصل الشتاء، مضيفاً أن حملة التضامن هذه هي جسر للتواصل بين المحسنين والمحتاجين في المناطق الجبلية النائية، ونقل الصورة الحقيقية للمناطق المهمشة، والإسهام في وضع خارطة لها لتسهيل الأمر على الجهات الخيرية.وبخصوص الوسائل التي يستخدمها الشباب الناشط في مجال التضامن مع سكان الجبال، أفاد اعويطة أن مجموعة من الشباب الخّيٍر، ذكورا ًوإناثاً، يعملون بجد وتفان من أجل إنجاح العمل الذي ينطلق من خلال إعلانات دعائية لجمع المساعدات والتبرعات لمستحقيها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر