جنيف - رياض أحمد
فشل اجتماع جنيف النووي من التوصل الى اتفاق بين الدول الغربية الست وايران على معالجة ملفها النووي إن لجهة منعها من الحصول على اسلحة نووية أو لجهة وقف العقوبات الدولية عليها، وهذا يعني أن هناك جولة جديدة من المفاوضات سيحدد موعدها لاحقاً. وزير الخارجية الاميركية جون كيري لفت فجر اليوم الاحد الى "تقدم تحقق" في المفاوضات حول الملف النووي الايراني، موضحاً "اننا الآن قريبون جدا
من اتفاق". وجدد التأكيد خلال مؤتمر صحافي على أن "الولايات المتحدة عازمة على منع ايران من امتلاك اسلحة نووية".
وفي اشارة الى عدم التوصل الى اتفاق بالرغم من ثلاثة ايام من المفاوضات المكثفة، ذكر كيري بأن "اقامة الثقة بين الدول المتنازعة لوقت طويل تتطلب وقتا".
وردا على سؤال عن وجود خلافات محتملة بين الولايات المتحدة وفرنسا في المفاوضات حول اتفاق يهدف الى ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني، قال كيري "نحن موحدون لاننا بحاجة للغة توضح الاشياء".
وطلبت فرنسا خصوصا التزاما اوضح من ايران حول بعض المسارات الخلافية في برنامجها النووي.
وكان وزراء خارجية الدول الست جهدوا في جنيف لرفع العقبات من اجل التوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني وحتى ساعة متاخرة من الليل لم تحسم المفاوضات بين القوى الغربية الكبرى وطهران بعدما برزت خلافات بين الغربيين في اعقاب تعبير فرنسا عن تحفظات قوية.
ولفتت ايران الى ان النقاشات سترجأ إلى جولة جديدة ولن تتواصل المفاوضات اليوم. وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قبل انتهاء الجولة الجديدة :"اذا لم يتم التوصل الى اتفاق هذا المساء (امس) ، فإن المفاوضات ستعاود بعد اسبوع او عشرة ايام".
ودعا الرئيس الايراني حسن روحاني القوى الكبرى الى عدم تفويت "الفرصة الاستثنائية" المطروحة حاليا للتوصل الى اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني لطهران خلال المفاوضات المستمرة في جنيف.
وقال روحاني في تصريحات اوردتها وكالة الجمهورية الاسلامية للانباء "ارنا" الايرانية "آمل ان تغتنم القوى التي تفاوض ايران ضمن مجموعة 5+1 الفرصة الاستثنائية التي وفرتها الامة الايرانية للتوصل الى نتيجة ايجابية خلال مدة معقولة".
واعتبر ان "طلبات تعليق البرنامج النووي والعقوبات لم تحل المشاكل، لا بل عقدتها"، مشيرا الى ان "الحل الوحيد هو التفاوض في اطار الاحترام والثقة المتبادلة".
وادى اصرار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على طلب التزام اقوى من ايران حول بعض اوجه برنامجها النووي التي يمكن يكون لها استخدام عسكري الى اثارة انتقادات واضحة من مفاوضين غربيين اخرين.
وكرر وزير الخارجية الفرنسي انه ما زالت هناك "مسائل مهمة" عالقة في المفاوضات حول الملف النووي الايراني عقب لقاء على انفراد مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف في جنيف. وقال:"نود التوصل الى اتفاق لكن مسائل هامة ما زالت عالقة تتعلق خصوصا بمفاعل اراك وبمخزون وتخصيب الاورانيوم".
وفي طهران انتقد نواب ايرانيون تصلب فرنسا في المفاوضات حول الملف النووي الايراني في جنيف متهمين وزير الخارجية الفرنسي بالدفاع عن "مواقف" اسرائيل التي تندد بالاتفاق الذي يجري بحثه.
وصرح الناطق باسم لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي حسين تقوي ان "موقف ممثل فرنسا يثبت ان هذا البلد يمارس الابتزاز". واضاف "فيما يريد الشعب الفرنسي تحسين العلاقات بين باريس وطهران، تفضل الحكومة الفرنسية مع الاسف الدفاع عن موقف النظام الصهيوني".
واعرب النائب المحافظ الاخر اسماعيل قصاري ان تعرب فرنسا "عن مواقف النظام الصهيوني، ما يثير تشاؤم ايران بخصوص المفاوضات".
أما وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ فقد اعتبر انه "علينا ان نفعل ما بوسعنا لانتهاز اللحظة والفرصة للتوصل الى اتفاق لم ينجح العالم في التوصل اليه منذ فترة طويلة"، حيث بدا مصمما على تقريب وجهات النظر بين الغربيين. غير انه ابدى حذرا مؤكدا انه حاليا من المستحيل التأكيد "على حصول اتفاق هذا المساء". واضاف:"لكن وان لم يحدث فعلينا الاستمرار في الاسابيع المقبلة بالبناء على التقدم المحرز".
وبحسب الاقتراح المقدم من الدول الغربية لايران فإنه يشمل فترة تجربة من ستة اشهر ، توافق ايران مقابل تخفيف العقوبات على تعليق كلي او جزئي لتخصيب الاورانيوم الذي يجري حاليا بنسبتي 3,5 بالمئة و20 بالمئة، ويمكن ان يسمح بانتاج سلاح ذري اذا بلغت نسبة التخصيب 90 بالمئة.
ويدخل مفاعل المياه الثقيلة في اراك (الفرع الثاني في الية انتاج سلاح نووي باستخدام البلوتونيوم) الذي تحدث عنه فابيوس في الخدمة في الصيف المقبل. وبعد تشغيله سيكون من الصعب جدا وقفه بحسب الخبراء.
ومن المسائل الاخرى التي ينبغي حلها مصير مخزون الاورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لدى ايران. وافادت وسائل اعلام ان طهران قد توافق على تجميد انشطة الات الطرد المركزي الاكثر تطورا لديها طال ستة اشهر كبادرة حسن نية. وعرضت القوى العالمية على إيران الحصول على أموالها المجمدة بالخارج منذ عدة أعوام لكنها استبعدت أي تخفيف ملموس للعقوبات في المراحل الأولى لأي اتفاق. اما اسرائيل فحذرت بقوة من الاتفاق مع ايران الذي لا يؤدي الى تفكيك برنامجها النووي. وصرح مسؤول اسرائيلي كبير :"مع كل تفاصيل اضافية تجمعها اسرائيل حول الاتفاق الذي يصاغ في جنيف يتفاقم اضطرابها حيال الاستعجال في توقيع اتفاق على هذه الدرجة من السوء للعالم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر