المذكّرات المسرَّبَة تكشف جهود المخابرات البريطانيَّة للحفاظ على سريَّة المراقبة
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

خشية اتخاذ الأدلَّة المأخوذة من خلالها كوثائق مقبولة في المحاكمات الجنائيَّة

المذكّرات المسرَّبَة تكشف جهود المخابرات البريطانيَّة للحفاظ على سريَّة المراقبة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المذكّرات المسرَّبَة تكشف جهود المخابرات البريطانيَّة للحفاظ على سريَّة المراقبة

وكالة استخبارات المملكة المتحدة "GCHQ"
 لندن ـ سليم كرم

 لندن ـ سليم كرم حذَّرَت وكالة استخبارات المملكة المتحدة "جي سي اتش كيو" مرارًا من تَخَوُّفها من خطورة النقاش العام لأنشطتها، لأن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى تحديات قانونية ضد برامجها الشاملة للمراقبة، أو الكشف عن وثائق داخلية سريَّة، قد يتم اتخاذ الأدلَّة المأخوذة من خلالها كوثائق مقبولة في المحاكمات الجنائيَّة .وتحوي المذكرات التي كشف عنها الواشي الأميركي إدوارد سنودن، تفاصيل معركة طويلة خاضتها الوكالة لعدم اتخاذ الأدلة المأخوذة من خلال المراقبة كأدلة مقبولة ومسموح بها في المحاكمات الجنائية، وهي سياسة مدعومة من قبل الأحزاب السياسية الرئيسية الثلاثة، لكن تغلب في النهاية رأي وكالة الاستخبارات في المملكة المتحدة.وتُظْهِر وثائق سنودن أنه كان من بين الأسباب الرئيسية للرفض رغبة وكالة الاستخبارات في تقليل احتمال التحديات التي يمكن أن تواجهها برامجها للمراقبة التي تمارسها على نطاق واسع، أكثر من خوفها من أيّ تهديد جوهريّ للأمن.وتكشف الأوراق أيضًا أن:• وكالة الاستخبارات البريطانية ضغطت بشراسة للحفاظ على سرية حقيقة أن شركات الاتصالات "تجاوزت بشكل كبير" ما كان مطلوبًا منهم قانونَا القيام به لمساعدة وكالات الاستخبارات على اعتراض ومراقبة الاتصالات، سواء في المملكة المتحدة أو في الخارج، وأنها كانت تخشى المساءلة القانونية في إطار حق الخصوصية في قانون حقوق الإنسان إذا ما ظهر دليل على ما تنتهجه من أساليب للمراقبة أمام المحكمة، كما قامت الاستخبارات البريطانية بمساعدة وزارة الداخلية في استقطاب الناس المتعاطفة للمساعدة في "التعامل مع الصحافة"، بما في ذلك ضابط المخابرات السابق اللورد كارلايل، الذي انتقد صحيفة "غارديان"، هذا الأسبوع، لتغطيتها لعمليات المراقبة من قِبل وكالة الاستخبارات البريطانية، ووكالة الأمن القومي الأميركي.وآخر محاولة لجعل المعلومات التي تم جمعها من خلال برامج المراقبة أدلة مقبولة في المحاكم، اقترحتها حكومة حزب العمال الماضية العام 2009، ولكن تم احباط هذه المحاولة من قِبل وكالات الاستخبارات.
وكشفت مذكرة الإحاطة التي أعدتها وكالة الاستخبارات قبل فترة وجيزة من اتخاذ القرار أن أحد الأسباب التي ذكرتها الوكالة لقمع هذه المقترحات هي الخوف من أن مجرد الإشارة العابرة إلى ما تمارسه الاستخبارات من مراقبة على نطاق واسع يمكن أن تبدأ نقاشًا عامًا "ضارًا".وأكدت المذكرة في إشارة الى قرار نشر تقارير بشأن المراقبة كدليل من دون تصنيف "قلقنا بشكل رئيسي هو أن أي إشارة لممارسات الوكالة يمكن أن تؤدي إلى نقاش عامّ ضارّ يؤدّي إلى تحديات قانونية ضد النظام الحالي".وفي عملية تحديث لاحقة، بتاريخ أيار/ مايو 2012، تم الكشف عن المزيد من "مخاطر" جعل بيانات عمليات المراقبة مقبولة، بما في ذلك "الأضرار التي يمكن أن تلحق بعلاقات الشراكة إذا أُفرِج عن معلومات حسّاسة عن طريق الخطأ في جلسة علنية".وأشاروا أيضًا إلى أن "حجم ما يتم من مراقبة واعتراض للاتصالات يمكن أن يؤدي لمساءلة قانونية في ظل المادة 8 (الحق في الخصوصية)".وفي اشارة الى النقاش العام بشأن الأدلة المأخوذة من بيانات المراقبة توضح المذكرة "أن رئيس النيابات العامة السابق السير كين ماكدونالد، والمدعي العام السابق اللورد غولدسميث، ووزير الداخلية السابق ديفيد ديفيس جددوا دعوات سابقة لهم من أجل استخدام المعلومات المأخوذة من عمليات المراقبة كأدلة في المحاكمات.وأعلنت "نحن نعمل بشكل وثيق مع وزارة الداخلية بشأن خططها للتعامل مع الصحافة عندما يتم نشر التقرير النهائي، على سبيل المثال، استقطاب ساسة مثل اللورد كارلايل، اللورد ستيفنز، السير ستيفن لاندر، سير سوينتون توماس)". وكان من الأولويات القصوى لوكالة الاستخبارات حفظ سرية العلاقات التعاونية للوكالة مع شركات الاتصالات - بما في ذلك منحهم للوكالة إمكان الوصول إلى شبكات الاتصالات في الخارج.وفي حزيران/ يونيو كشفت صحيفة "غارديان" وجود برنامج لمراقبة الانترنت. ويَستخدم البرنامج تقنية اعتراض كابلات الألياف البصرية التي تشكل العمود الفقري لشبكة الإنترنت للوصول إلى الكثير من البيانات الشخصية لمستخدمي الانترنت"، عمليات المراقبة تتم داخل المملكة المتحدة وفي الخارج، مع علم الشركات التي تمتلك كابلات ومحطات الهبوط.ويتناقض ما تم كشفه عن التعاون الطوعي مع بعض شركات الاتصالات بشكل ملحوظ مع التصريحات التي أدلت بها شركات الاتصالات الكبيرة، والتي شددوا فيها على أنهم كانوا ببساطة يمتثلون لقانون البلدان التي يعملون فيها.ولكن في الواقع، العديد من شركات الاتصالات تفعل أكثر من ذلك بكثير، كما هو مبيَّن في وثيقة سرية أُعِدت في العام 2009.واعتبر تقرير وكالة الاستخبارات أن السماح باستخدام بيانات المراقبة كدليل يمكن أن يُلحق الضرر بالعلاقات مع "مقدمي خدمة الاتصالات".ومراقبة وكالة الاستخبارات للإنترنت موضع مساءلة قانونية في المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بعد ان قامت ثلاث مجموعات لحقوق الانسان بإثارة هذا الامر في المحكمة قائلين إن "المراقبة من دون رادع" لشبكة الانترنت تشّكل تحديًا للحق في الخصوصية، على النحو المبيَّن في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.وبرنامج مراقبة الانترنت والذي يعتمد ولو جزئيًا على الأقل، على التعاون الطوعي من شركات الاتصالات، يمكن أن يصبح عاملاً رئيسيًا في هذه الحالة، ويمكن أن يُشعِل من جديد الجدل الذي طال أمده بشأن السماح باستخدام المعلومات المأخوذة من خلال المراقبة كأدلة في المحكمة.ويوضح التقرير انه كان من الضروري "الدخول في اتفاقات مع مقدمي خدمة الاتصالات في كل من المملكة المتحدة وعبر البحار لتمنح الاستخبارات في المملكة المتحدة تفويضًا قانونيًا مناسبًا، للاطلاع على الاتصالات التي تحملها لخارج المملكة المتحدة". ولكن لم يتحدد الشركات في الخارج التي دخلت في علاقات تعاون تطوعية مع المملكة المتحدة، أو حتى البلدان التي تعمل فيها، على الرغم من ان الوثائق توضح ان برنامج المراقبة يعتمد على مواقع موجودة على تراب المملكة المتحدة وفي الخارج.ولا توجد أي إشارة بشأن ما إذا كانت حكومات البلدان التي تم فيها عقد صفقات مع شركات الاتصالات على بينة بما تقوم به الاستخبارات البريطانية.والأدلة على أن شركات الاتصالات والاستخبارات البريطانية منخرطون في عملية تجسس واسعة في الخارج يمكنها ان تغذي الخلاف الدبلوماسي الحالي الذي اشتعل هذا الأسبوع، بعد أن اتهمت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكالة الأمن القومي الاميركي برصد مكالماتها الهاتفية، وكذلك ما تم الكشف عنه لاحقًا من أن الوكالة تقوم بمراقبة اتصالات ما لايقل عن 35 آخرين من زعماء العالم.
وقد اتفق، الجمعة، كل من ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على قيادة الجهود الرامية إلى جعل وكالة الامن القومي الاميركي توقّع على مدونة قواعد جديدة للسلوك بشأن كيفية تنفيذها لعملياتها الاستخباراتية داخل الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أن حذر قادة الاتحاد الأوروبي من أن الكفاح الدولي ضد الإرهاب أصبح في خطر بسبب التصور بأن المراقبة الاميركية الشاملة باتت خارج نطاق السيطرة.وكان الخوف من التداعيات الدبلوماسية أحد الأسباب الرئيسية لإصرار الاستخبارات البريطانية على أن تظل علاقاتها مع شركات الاتصالات خاصة وسرية.وتحذر مذكرة الاستخبارات من أن شركات الاتصالات تخشى أن يتضرر اسمها التجاري على الصعيد الدولي، إذا ما انكشف حجم تعاونهم مع حكومة المملكة المتحدة. وتوضح "أنه إذا تمت الموافقة على قبول المعلومات المأخوذة من عمليات المراقبة كدليل في المحاكم البريطانية فإن العديد من تلك الشركات ستسحب دعمها التطوعي".وأكد التقرير أنه في حين أن الشركات تتجاوز ما يُطلب منها القيام به بموجب قانون المملكة المتحدة، الا أنه لم يُطلب منها أن تنتهك تلك القوانين.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المذكّرات المسرَّبَة تكشف جهود المخابرات البريطانيَّة للحفاظ على سريَّة المراقبة المذكّرات المسرَّبَة تكشف جهود المخابرات البريطانيَّة للحفاظ على سريَّة المراقبة



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 19:00 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

حظك اليوم الأربعاء 2 كانون الأول / ديسمبر لبرج الجوزاء

GMT 16:57 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

المذيعة سماح عبد الرحمن تعلن عن عشقها للإعلام

GMT 14:49 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ليفربول يواصل سلسلسة انتصاراته وأرقامه المميزة

GMT 06:05 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

غارات إسرائيلية جوية على أهداف لـ"حماس" شمال غزة

GMT 14:56 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

الترجي التونسي يخوض 60 مباراة في موسم واحد

GMT 19:41 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

مصرع سبعة أشخاص في تفجيرين قرب القصر الرئاسي في الصومال

GMT 06:11 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

كتاب يكشف طقوس تساعد الإنسان على السعادة والاسترخاء

GMT 10:04 2018 الإثنين ,28 أيار / مايو

ألوان مميزة تعزّز ديكور منزلك في صيف 2018

GMT 02:11 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

مهندس يعيد بناء كوخ بعد أن دمره تمامًا

GMT 12:15 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

سعر الدولار الأميركى مقابل دينار جزائري الإثنين

GMT 12:30 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

حسن أوغني يعود لتدريب فريق النادي القنيطري
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya