أغادير ـ عبدالله السباعي
أكدت مصادر مطلعة، لـ"المغرب اليوم"، أن التظاهرة الاحتجاجية الأخيرة التي نظمها حزب "الاتحاد الاشتراكي" المغربي، وأطلق عليها "مسيرة الغضب"، كشفت عن الوجه الحقيقي لعمدة مدينة أغادير طارق القباج، وأن هناك صراعاتٍ خفية عميقة تشهدها هياكل الحزب، بين جناح يُمثل أقلية القباج بمعية حلقة ضيقة لا تزال تحوم في فلكه، وبين غالبية تُريد إحياء إشعاع الحزب وتحديد أجهزته وتطهيرها من الذين تم إسقاطهم من طرف العمدة داخل هذه الأجهزة.
وكشف متتبعون للشأن السياسي في المغرب عمومًا وفي جهة سوس ماسة درعة خصوصًا، أن القباج فشل خلال عضوية المكتب السياسي لحزب "الوردة"، وهو ما انعكس سلبًا على صورته أمام اتحاديي واتحاديات سوس ماسة وأغادير، بل إنه لا يزال يتربص الدوائر في المكتب السياسي الجديد، وبعموم الاتحاديين في المنطقة، من أجل إفشال عمليات التعبئة الحزبية التي تقوم بها القيادة الجديدة.
وقالت المصادر، أن القباج اختار عدم التعاون مع عملية إنجاح "تظاهرة الغضب" التي شهدت إقبالاً جماهيريًا افتقده الاتحاديون منذ سنوات طويلة، حيث قرر عدم المساهمة الأدبية والمادية في هذه التظاهرة، في أفق خلق حالة من التردد في صفوق المنتسبين إلى الحزب، مُصدِّرًا في الوقت ذاته، أوامره الذي يطيعها مسؤول الفرع ونائبه في البلدية، لعرقلة عمليات الإعداد والتنسيق من داخل المقر، الذي بقي مغلقًا إلى أن تم فتحه عنوةً بكسر الأقفال من طرف الاتحاديين في أغادير، موضحة أنه "أراد بعث رسالة إلى القائد الجديد لحزب (الاتحاد الاشتراكي)، مفادها أنه (أي القباج) لا يزال يمسك بتفاصيل التنظيم محليًا وإقليميًا، غير أن التدفق الجماهيري الكبير الذي شهدته مشاركة أغادير أفشلت مخططات القباج، وجعلته يبدو معزولاً، برفقة قلة قليلة من أتباعه، بعدما تم تخصيص 15 حافلة انطلقت من المدينة وحدها تضم اتحاديين وعددًا كبيرًا من الملتحقين الجدد المنتمين إلى الحزب العمالي صوب الرباط، لتسجيل مشاركة متميزة لأغادير ضمن فعاليات التظاهرة".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر