تونس - أزهار الجربوعي
استنكرت رئاسة الجمهورية التونسية الشعارات التي رفعتها عدد من النقابات الأمنية خلال موكب تأبين شهيدي الحرس الوطني اللذين قضيا برصاص عناصر متطرفة أمس الخميس بمدينة قبلاط القريبة من الحدود الجزائرية، واتهمت الرئاسة في تصريح خاص ل"المغرب اليوم" النقابات الأمنية بأنها "مُسيّسة" مشيرة إلى أن بعضها "يتاجر بدماء رفاقه"، مستنكرة الشعارات التي رفعتها والتي تدعو إلى "استقلال الحرس الوطني عن الدولة".
وكان عدد من النقابيين الأمنيين عبَّروا الجمعة، عن رفضهم لحضور رؤساء تونس الثلاثة لموكب تأبين زميليهم رافعين شعارات تطالب بـ"رحيلهم" وهو ما اضطر رؤساء الحكومة والجمهورية والبرلمان إلى الإنسحاب، في حين أعلن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الحداد الوطني وتنكيس الأعلام غدا السبت في البلاد.
أما نقابة قوات الأمن الداخلي فقد شعار "ديغاج" الشهير الذي أسقط به التونسيون الرئيس السابق زين العابدين بن علي خلال ثورة 14 يناير 2011، حيث رفض عدد من الأمنيين بينهم من كان يرتدي الزي النظامي، حضور رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة علي العريض، ورئيس المجلس التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر، إلى ثكنة العوينة للإشراف على موكب تأبين شهيدي الحرس الوطني الملازم الأول محمود الفرشيشي والعريف كريم الحامدي اللذين قضيا رميا بالرصاص على أيدي مجموعة مسلحة في مدينة قبلاط أمس الخميس.
ولم يسلم من شعارات وهتافات النقابات الأمنية إلا وزير الداخلية لطفي بن جدو على اعتباره مستقلا ولا ينتمي الى أي حزب سياسي.
وقد انسحب رئيس الجمهورية التونسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة، المنصف المرزوقي قبل بداية حفل تأبين الشهداء الذي كان من المفترض أن يقوم خلاله بترقية الشهيدين وتقليدهما وسامين تقديرا لتضحياتهما واستشهادهما في سبيل الوطن.
وفي تصريح خاص لـ"المغرب اليوم" لفتت الرئاسة التونسية الى أن رئيس الجمهورية كان في القاعة الشرفية للقاء عائلات شهيدي الوطن، ولم يكن موجوداً عند طرح الشعارات المناوئة التي رفعها عدد من النقابات الأمنية.
واتهمت الرئاسة النقابات الأمنية بأنها "مُسيّسة"، مستنكرة رفع شعارات من قبيل "الحرس الوطني مستقل".
وأضافت مصادر من الرئاسة لـ"المغرب اليوم" أن بعض النقابات الأمنية تلعب دورا سياسيا ولا تلازم مبدأ الحياد والاستقلالية عن المشهد السياسي، وتعمد إلى المتاجرة بدماء رفاقهم ، مؤكدا أن ما وقع اليوم من احتجاج ضد حضور الرؤساء الثلاثاء لموكب تأبين شهيدي الحرس قد أكد "وقوع النقابات الأمنية في فخ التسييس".
من جهته آمر الحرس الوطني منير الكسيكسي والقائد الاعلى لقوات الحرس ، أعلن أنه سيتم تتبع كل من قام بهذا العمل إداريا و قضائيا، واصفا الواقعة بـ"السابقة" الأولى في تاريخ سلك الحرس الوطني مؤكدا أنه لا يمكن القبول بسوء الانضباط أو التعدي على القيادات .
وفي كلمته خلال موكب تأبين شهيدي الحرس، أعلن وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو عزمه حضور موكبي دفن الشهيدين اللذين ذهبا ضحية التصدي "للعمليات الاجرامية التي تستهدف البلاد".
وترحم الوزير على أرواح الشهداء، مشيدا بجهود رجال الأمن لمكافحة جريمة الإرهاب، واصفا الإرهاب "بالورم الخبيث" الذي لا ينفع معه إلا الإجتثاث والإستئصال.
وفي سياق متصل، قرر رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي اليوم الجمعة إعلان الحداد الوطني يوم غد السبت الموافق لـ 19 أكتوبر_تشرين الأول 2013، معلنا تنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية وذلك على إثر إستشهاد عوني الحرس الوطني الملازم أول محمود الفرشيشي والعريف كريم الحامدي يوم أمس الخميس بقبلاط "بعد تعرضهما لإعتداء مسلح.
اما عون الحرس الوطني الجريح فقد أكد "إن رجال الأمن لن يتراجعوا عن محاربة التطرف وسيواصلون الدفاع عن الوطن" ، مشددا على أنه سيعود لمساندة زملائه فور تماثله للشفاء".
وعلى صعيد تطورات العمليات الميدانية، أكدت وزارة الداخلية التونسية أن وحدات الحرس الوطني وقوات الجيش تواصل عملياتها ضد المجموعة المتطرفة، بعد أن تمكنت من القضاء على عدد من عناصرها ، مشدّدة على إصرار الوحدات الأمنية على دحر المجموعة المسلحة والثأر لرئيس المركز الحرس وضابط الأمن الذين قُتلا أمس غدرا خلال عملية تفتيش لأحد المنازل على إثر ورود معلومة استخباراتية تفيد بتحصن إرهابيين داخله.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر