عيد الأضحى يخيم على  خلافات الأسرة التونسية التي شوهتها السياسية
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أكد خبراء أنه فرصة للتقارب و التطبيع الاجتماعي في العلاقات

عيد الأضحى يخيم على خلافات الأسرة التونسية التي شوهتها السياسية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عيد الأضحى يخيم على  خلافات الأسرة التونسية التي شوهتها السياسية

عيد الأضحى يخيم على خلافات الأسرة التونسية
تونس - العرب اليوم

تنتشر  خلال الأيام الأخيرة بعض المشادات الكلامية بين أفراد الأسرة التونسية، وذلك بسبب الخلافات السياسية التي خلفها الجدل الدائر في تونس بشأن الصراع السياسي داخل "التأسيسي" وخارجه، ولكن جاء عيد الأضحى المبارك ليقطع الطريق على كل تلك الخلافات، ويدعو إلى التسامح، و التقارب بعيدًا عن السياسة، لذلك لوحظت حالة من  الانسجام  بين مختلف أفراد الأسرة التونسية خلال أيام العيد، فيما أكد خبراء الاجتماع إنه  من وجهة نظر اجتماعية وثقافية وأخلاقية يعتبر العيد فرصة للتقارب ولتجاوز الخلافات والتسامح وهو ما يطلق عليه بالتطبيع الاجتماعي في العلاقات، خاصة عندما يتعلق الأمر بطقوس ثقافية راسخة في ذهن الجميع". ففي منزل إحدى الأسر التي تمتاز  باختلاف التوجهات السياسية لأفرادها، تقول ربة المنزل فاطمة المحمودي في حديث إلى "المغرب اليوم" "إنها مناسبة دينية تنصرف فيها القلوب عن كل الصراعات، وهي الصورة المنتشرة من الشمال إلى جنوب البلاد، وقد يميزها روح التعاون والمرح، التي لم تفارق مثلا إحدى الأسر القاطنة في حي الغزالة في ضواحي ولاية أريانة".وتضيف  الحاجة فاطمة :"إن العائلات التونسية تقضي عطلة عيد الأضحى بروحها المعتادة ولكن ظاهريا فقط، غير أن الحقيقة هي أن فكرها منشغل بالوضع الراهن الذي تمر به البلاد وخاصة الأزمة السياسية".ومن جانبها توضح ابنتها درة توضح أنه لا علاقة لأخوتها بالسياسة وأنهم يجهلون الكثير عن الانتماءات المختلفة وغالبًا ما يلتزمون الصمت إزاء الخلافات والنقاشات التي تجمع بين والديهم وعادة ما تنتهي النقاشات بالفكاهة فتعود الحياة داخل العائلة إلى سابق عهدها.ووسط روائح البخور و انشغال كل فرد بمهامه تلاشت كل الاختلافات رغم أن الحاجة فاطمة أكدت مرارًا أن المشادات الكلامية كانت تصل بينها وبين زوجها إلى الأوج خلال الأحداث الأخيرة.كما تلفت  ربة العائلة إلى أنها تأمل في أن يسود الهدوء تونس و خاصة الساحة السياسية مؤكدة أن الحوار مفتاح هذه الأزمات على أن يكون حوارا جادًا مبنيا على هدف واحد وهو مصلحة تونس.أما في  مدينة أريانة فقال  شاب رفقة والدته يدعى أسامة صولة، إن" أيام العيد تكون خالية من الصراعات السياسية المعتادة بسبب النقص في المادة الإعلامية خلال هذه الفترة.ويضيف أسامة: "إنه غالبا ما كانت صراعاتنا واختلافاتنا تشتد أمام التلفزيون أثناء مشاهدة بعض النقاشات السياسية و خلال فترة العيد تختفي هذه البرامج ويتم تعوضها بسهرات ومنوعات تتماشى مع أجواء العيد الاحتفالية فتوضع كل الاختلافات جانبا".يؤكد أسامة وجود تيارات مختلفة داخل أسرته. فأحد أفرادها ينتمي لحركة النهضة آخر إلى نداء تونس وهو ينتمي إلى حركة البعث ورغم هذه الاختلافات فإن قدسية مناسبة عيد الأضحى تخيم على العلاقات داخل الأسرة.يختم أسامة حديثه بقبلة يرسمها على خد والدته و هي بمثابة رسالة للسياسيين، يرسلها هذا ليؤكد أن عليهم الإدراك جيدا أن تونس هي الأم وهي فوق جميع الاختلافات.ومن جانبه يقول الخبير الاجتماعي الدكتور طارق بلحاج: "عنوان المرحلة الراهنة هو الانقسام والاستقطاب على المستوى السياسي والاجتماعي" ملاحظا أن "ذلك لا يستثني حتى العائلة".ويضيف "   إنه من وجهة نظر اجتماعية وثقافية وأخلاقية يعتبر العيد فرصة للتقارب ولتجاوز الخلافات والتسامح وهو ما يطلق عليه بالتطبيع الاجتماعي في العلاقات، خاصة عندما يتعلق الأمر بطقوس ثقافية راسخة في ذهن الجميع".ويشرح خبير علم الاجتماع أن العيد بمعانيه الاجتماعية والأخلاقية فوق كل الاختلافات وخاصة في المجال السياسي الذي يفتقر إلى وجود بيئة حاضنة لقيام الحوار و التسامح وذلك لسببين أولا لأن هناك طرف يستثمر الخلافات بين التونسيين وليس من صالحه التطبيع السياسي بين الفرقاء، ثانيا بسبب تواجد مناخ مشحون بالمخاوف والشكوك المتبادلة وعدم الثقة في الغير وهذا ما لا يوجد طبعا في الأسرة بشكل عام.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد الأضحى يخيم على  خلافات الأسرة التونسية التي شوهتها السياسية عيد الأضحى يخيم على  خلافات الأسرة التونسية التي شوهتها السياسية



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 11:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم الإثنين 9 تشرين الثاني / نوفمير لبرج الميزان

GMT 11:52 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 01:15 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

عبير صبري تبدي سعادتها بنجاح أعمالها الأخيرة

GMT 02:30 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أفضل الجزر البريطانية لالتقاط صور تظهر روعة الخريف

GMT 03:32 2017 الخميس ,02 آذار/ مارس

نهى الدهبي تكشف عن رحلات السفاري المميزة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya