الرباط ـ الحسين إدريسي
تأسف مدير مهرجان بني عمار للحمير (فيستي باز)، الذي يقام في مدينة زرهون محمد بلمو لـ "إشراك الحمير في احتجاج حزب "الاستقلال"، ضد رئيس الحكومة، الأحد الماضي". ويحتفي (فيستي باز) بهذا الكائن ويقدم الأدلة والبراهين دورة تلو أخرى على تهافت وبطلان النظرة الدونية له، التي تعشش في عقول المجتمعات العربية والمجتمعات المتخلفة بشكل عام.
وأضاف بلمو "نقدم الأدلة والبراهين التي تؤكد أن الحمار كان عبر التاريخ يقدم خدماته للإنسان، كما كان ملهمًا للفلاسفة والأدباء، قبل أن يتأكد علميًا أنه المهندس الأول للطرقات، ذكي وله ذاكرة قوية، فضلا عن خصاله في العمل والصبر والإخلاص، وهي الخصال التي يفتقدها للأسف الكثير من البشر على هذه الأرض".
وأوضح الكاتب لامو أن "عضو أكاديمية المملكة والمؤرخ المشهور الدكتور عبد الهادي التازي، قد ألقى محاضرة تاريخية خلال الدورة العاشرة لمهرجان بني عمار زرهون، أكد فيها أن الحمار مخلوق يستحق منا التقدير كله، بعد أن بين بكثير من التفصيل مكانته في المجتمع المغربي والعربي في عصور سابقة، بحيث أورد أن هناك أكثر من 60 مثلا مغربيًا عن هذا الحيوان الصبور، وبأنه كان كثير الذكر في الرسائل الدبلوماسية المغربية، إضافة إلى دوره الكبير في نقل المسافرين، خصوصًا زوار مكة المكرمة، الذين أطلقوا اللفظ المغربي المعروف "حمير جدة" نسبة إلى مدينة جدة السعودية".
واستحضر التازي "الاهتمام الذي كانت توليه الدولة المغربية للحمار منذ القدم٬ مبرزا أنها كانت تفوض أمر العناية بهذا الحيوان للمحتسب الذي كان يهتم آنذاك٬ بالإضافة إلى الشؤون الاجتماعية والإدارية وبمواد الغداء٬ برعاية الحمار وحمايته من عنف الذين كانوا يستغلونه ويستفيدون من جهده٬ بحيث كان يفرض في حقهم عقوبة قاسية".
وكانت الدورة الأخيرة من المهرجان مناسبة لتقديم وجه آخر مشرق للحمار، من خلال موضوع ندوة المهرجان التي تمحورت حول وضع القطيع المغربي من الحمير الذي تقلص خلال الأعوام السبع الأخيرة بأكثر من 100.000 رأس، ليتراجع المغرب عن رتبته الأولى عالميًا إلى الصف الثاني بعد البرازيل، كما ناقشت الندوة الخصائص الغذائية والصحية لحليب الأثان، من خلال العرض العلمي الذي قدمته المختصة في الحمية والتغذية باسم الجمعية المغربية لعلوم الحمية والتغذية الأستاذة عفاف ميكو، وأكدت من خلاله الأهمية الغذائية والصحية لهذا الحليب ومشتقاته، بحيث قدمت معطيات عن هذه الثروة الحيوانية التي بإمكان الاستثمار فيها من خلال إنتاج وتسويق حليب الحمير ومشتقاته في أوروبا، التي تستهلكه بأثمان مرتفعة، بحيث يصل ثمن الكيلوغرام من الجبن إلى 1000 أورو، واللتر الواحد من الحليب إلى40 أورو.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر