فاس- حميد بنعبدالله
حاول شاب ثلاثيني، الانتحار، مساء الثلاثاء، بإلقاء نفسه من أعلى سطح منزل أسرته في حي الموظفين في مدينة فاس المغربية، احتجاجًا على ظروف اعتقاله من قِبل الشرطة بدعوى حيازة دراجة نارية مشكوك في مصدرها، قبل إطلاق سراحه بكفالة مالية من قِبل المحكمة المختصة، حيث تم إقناعه بالعدول عن فكرته، بعد تدخل من السلطات الأمنية، وعناصر الوقاية المدنية، وبعض أفراد أسرته.
وتسلح الشاب بعمود حديدي، هدد به كل من يقترب منه، بعدما نزع بعض ملابسه، ووقف على جانب سور سطح المنزل، مُصرًّا على رمي نفسه، للمطالبة بإنصافه، وظل على تلك الحالة منذ الساعة الثالثة والنصف عصرًا، ولمدة ست ساعات تقريبًا، حيث تواصلت جهود إنقاذه، تحت أنظار السلطات وأفراد تجمهروا قرب منزل عائلته، لمعاينة هذا المشهد المثير.
وأوقفت الشرطة في فاس هذا الشاب على متن دراجته النارية، عند حاجز مروري قبل أن تطالبه بالأوراق الرسمية لامتلاكه إياه؛ ليتضح من خلال التحقيقات التي باشرتها، أن أوراقها مشكوك فيها قبل أن يتم وضعها في الحجز البلدي، ليتم اعتقاله وتقديمه أمام أنظار المحكمة التي أفرجت عنه بكفالة مالية، بعد اتخاذ الإجراءات القانونية المعمول بها في مثل هذه الحالات.
وارتفعت حالات الانتحار بشكل مثير ولافت للانتباه، خلال الآونة الأخيرة في مدينة فاس، وآخرها انتحار شاب يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية، في حي عوينات الحجاج، أحد أكبر الأحياء الهامشية المحتضنة لأكبر كثافة سكانية، بعدما رمى بنفسه من الطابق الثالث لمنزل عائلته، وذلك بعد ساعات قليلة من محاولة انتحار أخرى لفتاة في حي بلخياط من خلال مادة سامة.
وسجلت المصالح المختصة أكثر من 20 حالة انتحار في العاصمة العلمية للمملكة، تعود أسبابها إلى مشاكل مادية وعائلية، أما طريقة الانتحار فتنوعت ما بين رمي النفس من المنازل، أو تناول مواد سامة، أو الشنق باستعمال حبال، بينما شكل أشخاص مسنون، أغلبية تلك الحالات، والتي سجل أربعة منها في يوم واحد في مناطق متفرقة من المدينة وضواحيها.
ومن أشهر حالات الانتحار المسجلة خلال الأشهر المنصرمة من السنة الجارية، إقدام صاحب مقهى فاخرة حديثة البناء في شارع علال بن عبدالله على رمي نفسه من الطابق الخامس للعمارة التي تحتضنها، قبل أن يسقط جثة هامدة في شرفة منزل في الطابق الأول يملكه برلماني، بينما فتحت المصالح الأمنية أبحاثًا في ظروف وملابسات الحادث وارتفاع الظاهرة وأسبابها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر