الرباط ـ محمد لديب
هاجم القيادي البارز وعضو الأمانة العامة في حزب "العدالة والتنمية" المغربي الحاكم محمد يتيم، زعماء وقياديي حزب "الاستقلال" و"الاتحاد الاشتراكي"، وبعض التيارات السياسية التي شاركت في المسيرة المناهضة لرفع أسعار المحروقات.
ووصف يتيم كلاً من زعيم "الاستقلال" حميد شباط،، والقيادي في "الاتحاد الاشتراكي" الحبيب
المالكي، وعبدالكريم بنعتيق، إلى جانب قياديين آخرين في المعارضة، بمناضلي "الكافيار" والسيجار"، وقال "إن هؤلاء، أتوا من أجل الاحتجاج ضد إعمال المقايسة لتحديد أسعار المحروقات، التي تستفيد منها ليس فقط الطبقة الشعبية بالدرجة الأولى، بل أيضًا السيارات الفارهة والسيارات رباعية الدفع التي جاء بها بعض مناضلي السيجار والكافيار لحضور التظاهرة الأخيرة، التي نظمت في الرباط، إلى جانب الحمير، التي أُلبست النظارات، وكتب على رأسها (واش فهمتيني أو لا لا)، سخرية من رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران، في إسفاف لم تشهده الحياة السياسية في المغرب، وفي مشاهد تبعث على الغثيان".
وأوضح القيادي في "العدالة والتنمية"، في مقال مطوّل نشره على الموقع الرسمي للحزب على "فيسبوك، أنه "لا مجال إذن للمزايدة على حزب خرج من رحم الشعب، بالقدرة على الإحساس بمعاناة الشعب، والأهم من هذا وذاك أن المواطنين يدركون ويميزون بفطرتهم وذكائهم بين بكاء الثكلى وبكاء النائحة المستأجرة"، فيما دعا الحكومة إلى أن تبادر بالتواصل مع المواطنين، وشرح أبعاد اعتماد المقايسة، وكيف أنه إجراء يصبّ في حماية القدرة الشرائية على المدى المتوسط، وفي حماية قدرة الدولة على مواصلة القيام بالخدمات الأساسية، والتخفيف من الفوارق، والإسراع بتنفيذ كل إجراءات الدعم للتخفيف من عبء الزيادة الأخيرة، والتصدي لكل محاولة لاستغلال القرار من أجل زيادات غير قانونية في الأسعار
وواصل يتيم هجومه على "الاستقلال"، قائلاً "لا مجال أن يصدق المواطنون أن من تحملوا خلال سنوات طويلة من التدبير مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد والعباد، مما كاد يقود البلاد إلى انفجار اجتماعي وارتباك سياسي خلال 2011، قد تحولوا بقدرة قادر إلى مخلصين وزعماء ثوريين، وقيادات يسكنها الإحساس بآلام الجماهير، إن أقطاب المعارضة لا يريدون أن تباشر الحكومة الإصلاحات، لأنهم حسبوها حسابًا سياسيًا ضيقًا، وهم يظنون أن الحكومة تفكر بطريقتهم، أي تحسبها بحساب الانتخابات والأصوات، وينبغي أن يدرك المواطنون، وينبغي على المناضلين من أبناء الحزب والغيورين من أبناء هذا الوطن من العقلاء والمنصفين والاقتصاديين، أن يكونوا على بينة، ويشرحوا للمواطنين أن قرارًا مثل هذا ليس سوى اجراء ضمن إصلاح شامل لنظام المقاصة يقوم على إعادة توجيه نفقات هذا الصندوق نحو أهدافه الأصلية، وتدبير موارده بطريقة عقلانية تترك للدولة موارد كافية ومعقولة للاستثمار في التعليم والصحة والخدمات الأساسية، التي تصب في تحسين شروط معيشة المواطنين، بدل استنزافها في دعم المستفيد الأكبر ليس بالتأكيد هو الفئات الأكثر حاجة إليه، وينبغي على الجميع أن يتعاون على إنجاحه، وينبغي على الغيورين على المصلحة العليا للوطن أن يشرحوا للشعب أن الإصلاح الشامل لنظام المقاصة في الاتجاه الذي يجعله محققًا للغاية منه من دون أن يكون على حساب استمرار قدرة الدولة في تقديم الخدمات الاجتماعية وتوسيعها، أمر لن يمر من دون تشويش ومقاومات من قبل اللوبيات المستفيدة، والمزايدات السياسية قصيرة النظر، وأنه لا بديل عن اعتماد الاستهداف المباشر للفقراء والمواطنين الضعفاء والطبقات التي في أسفل السلم الاجتماعي، والعمال والموظفين البسطاء الذين يعيشون على الكفاف، ولا تكاد أجورهم تتسع للحاجت الأساسية لعيشهم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر