دمشق ـ جورج الشامي
سيطر الجيش السوري الحر "المعارض"، فجر الجمعة، على قرية غريسور في ريف مدينة تل أبيض في الرقة، وسط دعوات إلى التظاهر في جمعة "وحدهم السوريون سيحررون سورية"، في حين وقّع تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"لواء عاصفة الشمال" في محافظة حلب، اتفاقًا لوقف الاشتباكات الدائرة بينهما في مدينة أعزاز، فيما أشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، للمرة الأولى، إلى أن باريس قد تُسلّح
مقاتلي المعارضة، تزامنًا مع وضع وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" خطة لتدريب قوات "المعارضة المعتدلة" في سورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنه وردت أنباء عن انفجار عبوة ناسفة في عدد من عناصر القوات الحكومية الذي حاولوا التسلل إلى حي برزة في دمشق عن طريق مستشفى تشرين العسكري، وأنباء كذلك عن مقتل عدد منهم، فيما شهد الحي إطلاق نار مساء الخميس بالرشاشات الثقيلة من قِبل الجيش السوري، وسط أنباء عن اندلاع النيران في عدد من ممتلكات المواطنين، وسط اشتباكات عنيفة من جهة مستشفى تشرين العسكري، كما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة، عند منتصف ليل الخميس الجمعة، في محور محيط بلدية اليرموك وأول شارع اليرموك، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفي ريف دمشق تعرضت مناطق في بلدة المليحة لقصف من قبل القوات السورية، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في حين تتعرض مناطق في مدينة معضمية الشام لقصف حكومي منذ صباح الجمعة وحتى الآن، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة وجيش "الدفاع الوطني" من جهة، ومقاتلي الكتائب المعارضة من جهة أخرى، في محاولة من الأولى لاقتحام أحياء المدينة التي تُسيطر عليها المعارضة، وسط قصف حكومي للأحياء السكنية بصواريخ من نوع "أرض ـ أرض"، مما أسفر عن سقوط جرحى وتهدّم في بعض المنازل.
وأكد المرصد السوري، أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" و"لواء عاصفة الشمال" في محافظة حلب، إلى اتفاق لوقف الاشتباكات الدائرة بينهما في مدينة أعزاز، حيث نص الاتفاق على وقف إطلاق النار فورًا، وخروج جميع المحتجزين بسبب المشكلة خلال 24 ساعة من تاريخ توقيع الاتفاق، وردّ جميع الممتلكات المحتجزة لدى الطرفين، وأن يضع لواء "التوحيد" حاجزًا بين الطرفين إلى حين انتهاء المشكلة في أعزاز، وأن يكون المرجع في أي خلاف إلى هيئة شرعية معتبرة من الطرفين، حيث وقع الاتفاق عن "الدولة الإسلامية" المدعو أبو عبد الرحمن الكويتي، ونقيب منشق عن طرف "عاصفة الشمال"، برعاية ممثل عن "لواء التوحيد" في محافظة الرقة المدعو أبو ابراهيم الشيشاني، وفي حلب استهدف الجيش الحر مبنى الزراعة، الذي يُعتبر ثكنة عسكرية لقوات الحكومة في حي بستان الباشا، وحقق إصابات مباشرة، وتمكن من استهداف الكلية الجوية في كويرس، وحرق مستودعات الذخيرة، كما تعرضت مناطق في حي الصاخور لقصف حكومي، بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، مما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل، ترافق مع اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على أطراف المنطقة من جهة سليمان الحلبي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفي ريف حلب تعرضت بلدة بنان الحصن لقصف حكومي، وفي القنيطرة تمكّن "الحر" من قتل عدد كبير من قوات الحكومة وجرح آخرين في منطقة الكسارات، فيما استهدف تجمعات قوات الحكومة في حي الصناعة في دير الزور وحقق إصابات مباشرة، ودارت اشتباكات عنيفة في حي الرشدية، وكذلك تعرضت احياء العرضي والكنامات والجبيلة والحويقة إلى قصف حكومي، صباح الجمعة، مما أدى إلى سقوط جرحى، كما قُتل معارض من مدينة البوكمال في اشتباكات مع القوات السورية في محيط مطار دير الزور العسكري.
وأضاف المرصد، أن مناطق في مدينة الرقة تعرضت في وقت متأخر من ليل الخميس إلى قصف حكومي، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، في حين جدد مقاتلو "الدولة الإسلامية" والكتائب المقاتلة و"جبهة النصرة"، قصفها على قرية كندار في الريف الغربي لتل أبيض، وقًتل عنصران من مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردي" في قرية سوسك، جرّاء إصابتهما بطلقات نارية، حيث اتهم نشطاء أكراد الجيش التركي بإطلاق النار عليهما من تل "جمعان بك" في الجانب التركي، فيما سيطر مقاتلو المعارضة، فجر الجمعة، على قرية غريسور في ريف مدينة تل أبيض، عقب اشتباكات استمرت يومين مع مقاتلي "حماية الشعب الكردي"، كما دارت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلين من المعارضة في محيط "الفرقة 17"، التي تعرضت للقصف، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية، وفي محافظة درعا شهدت قرية عدوان، إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من القوات الحكومية المتمركزة في تل عشترة، من دون أن ترد معلومات عن ضحايا، تبعها قصف على القرية، في الوقت الذي تمكن فيه الجيش الحر من صدّ محاولات الجيش السوري لاستعادة السيطرة على بعض المخافر الحدودية وكبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، كما دارت بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، اشتباكات عنيفة على الجهتين الشرقية والجنوبية من مدينة انخل، وسط قصف حكومي على بلدات الغارية الشرقية وانخل وجاسم وبصرى الحرير، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وفي محافظة اللاذقية جددت القوات السورية قصفها على مناطق في بلدة سلمى وقرى محيطة بها، وسط سماع إطلاق نار بالرشاشات الثقيلة من محاور عدة، من دون أنباء عن خسائر بشرية.
وأكدت كتائب الجيش الحر، مساء الخميس، سيطرتها الكاملة على بلدات وحواجز عدة في ريف حماه بينها بلدة كرناز، حيث قالت في بيان نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، "إن الجيش الحر سيطر بالكامل على بلدة كرناز في ريف حماه الشمالي، وقرية تل ملح، واغتنم كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر، وأسر عدد من قوات الحكومة، وقصف حواجز تل عثمان وتل الحماميات وتجمع قرية المغير بقذائف الهاون، كما تمكّن من السيطرة على حاجز قرية جلمة بالكامل، واغتنام عربة (بي إم بي)، بالإضافة إلى ذخيرة، والسيطرة على حاجز الشليوط، ودمر دبابة على حاجز الحماميات، واستولى على عربة مدرعة في حاجز جلمة، وذلك في إطار سلسلة عمليات (قادمون يا حمص)، لفك الحصار عن مدينتي حماة وحمص وسط البلاد"، فيما قال ناشطون سوريون، إن اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر المعارضة دارت بعد منتصف ليل الخميس الجمعة، على أطراف بلدتي طيبة الإمام وصوران، ولم ترد معلومات عن خسائر، في الوقت الذي تعرضت فيه منطقة الحولة في حمص لقصف حكومي، أسفر عن سقوط جرحى وتضرر في بعض المنازل.
واستطاعت لجان التنسيق المحلية، مع انتهاء الخميس، توثيق 106 قتلى، بينهم تسعة أطفال وست سيدات وثلاثة تحت التعذيب، 33 في حمص، 19 في إدلب، 13 في كل من دمشق وريفها وحلب، 12 في درعا، تسعة في حماه، وسبعة في دير الزور، فيما وثّقت اللجان 415 نقطة للقصف: القصف بالطيران الحربي سجل في أربعة عشرة نقطة كان أعنفها على دمشق وريفها وإدلب، القصف بالبراميل المتفجرة سجل في كل من جبل الأربعين وكفرلاته وبزابور في إدلب، والحمدانية في حلب، وكفرنبودة في حماه. القصف بصواريخ أرض أرض سجل في حي المطار القديم في دير الزور، و القصف بالقنابل العنقودية سجل في قرية الحويز في حماه، أما القصف الصاروخي سجل في 147 نقطة، والقصف المدفعي في 135 نقطة، وبقذائف الهاون في 112 نقطة على مختلف المدن والبلدات السورية، واشتبك الجيش السوري الحر مع قوات الحكومة في 148 نقطة كان أعنفها في حماه.
وكشفت مصادر في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لمحطة "سي إن إن"، أن وزارة الدفاع "البنتاغون" وضعت خطة لتدريب قوات "المعارضة السورية المعتدلة" في سورية، وأن التدريب سيجري في بلد مجاور لسورية، إلا أنها لن تزوّد قوات المعارضة بالأسلحة بشكل مباشر، لأنها ليست مفوّضة بذلك، فيما تقضي الخطة بتدريب قوات المعارضة السورية على استخدام الأسلحة الخفيفة وغيره من التكتيكات العسكرية.
وأعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتين ديمبسي، الخميس، "لدينا عدد من الخيارات التي ندرسها، من شأنها زيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، إلا أنه لم يُتخذ أي قرار حتى الآن".
وأشار الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، للمرة الأولى، الخميس، إلى أن باريس قد تُسلّح مقاتلي المعارضة السورية، "في إطار منظم"، بالنظر إلى أنهم أصبحوا الآن محصورين بين الحكومة السورية من جانب، والإسلاميين المتشددين من جانب آخر، مضيفًا أن "الروس يزوّدون الحكومة السورية بالأسلحة، وفرنسا قد تزوّد مقاتلي المعارضة بالسلاح، لكننا سنفعل ذلك في سياق أوسع مع عدد من الدول، وفي إطار يمكن التحكم فيه، لأننا لا نقبل أن تسقط الأسلحة في أيدي الجهاديين الذين قاتلناهم في مالي"،
وجاءت تصريحات هولاند في مؤتمر صحافي في باماكو، حيث كان يحضر احتفالاً لأداء الرئيس الجديد لمالي اليمين الدستورية، فقد أكد أنه "في ما يتعلق بتقديم أسلحة قلنا دائمًا إننا نريد السيطرة على هذه الإمدادات، حتى تذهب حقًا إلى الجيش السوري الحر، لأنهم يمثلون الائتلاف الوطني الذي نعترف به ممثلاً شرعيًا للشعب السوري، وهم الآن محصورون بين مطرقة وسندان، والمطرقة هي غارات الحكومة السورية الجوية وأفعالها، والسندان هو الإسلاميون المتشددون".
وتحجم فرنسا، أحد أشد منتقدي حكومة بشار الأسد حتى الآن، عن تسليح مقاتلي المعارضة، على الرغم من رفع حظر السلاح الذي كان يفرضه الاتحاد الأوروبي في حزيران/يونيو، خشية أن تسقط الأسلحة في أيدي المتشددين، فيما تقدم باريس مساعدات غير فتاكة، تتراوح من السترات الواقية من الرصاص وأجهزة الرؤية الليلية ومعدات الاتصالات، وكان تركيزها الرئيس على المساعدة في هيكلة قيادة الجيش السوري الحر، وتقديم التدريب للمقاتلين في الأردن، وكذلك تبادل معلومات الاستخبارات.
ومن المقرر أن يزور قائد الجيش السوري الحر سليم إدريس، العاصمة الفرنسية، الأسبوع المقبل، للقاء مسؤولين في مجالات الدفاع والاستخبارات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر