دمشق - جورج الشامي
قام مقاتلو وحدات "حماية الشعب الكردي" بطرد مقاتلي المجموعات "الإسلامية" المتطرفة، من قرية علوك شمال شرقي سورية، عقب اشتباكات عنيفة، قتل فيها، خلال اليومين الماضيين، أكثر من عشرين مقاتلاً من الطرفين، فيما أعلن الجيش "الحر" في محافظة القنيطرة سيطرته الكاملة على القطاع الجنوبي من المحافظة، التي تحتل إسرائيل معظمها، دارت معارك عنيفة بين الجيش "الحر" وقوات الحكومة،
مدعمة بعناصر من "حزب الله" قرب مطار دمشق الدولي.
وقامت قوات الأمن السوري،الأربعاء، بحملة مداهمات على أحياء عدة في بلدة جديدة عرطوز في ريف دمشق، حيث نقل شهود عيان عن دخول سيارات أمنية عدة إلى الجديدة البلد، وقام عناصر فيها باقتحام منازل عدة، مؤكدين أنه "تم خلال الحملة اعتقال مدنيين، لتهم أنهم ناشطون ومتعاملون مع كتائب معارضة، بينما جرى تفتيش عشرات المنازل، بحثاً عن شخصيات محددة".
وتعتبر منطقة جديدة عرطوز في الريف الدمشقي من المناطق الهادئة نسبيًا، والتي تضم آلافاً من الأسر النازحة، لاسيما من مدينتي داريا والمعضمية في الغوطة الغربية.
في غضون ذلك، تعرض حي برزة لقصف من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة، وسط اشتباكات عنيفة على أطراف الحي، بين الجيش "الحر" وقوات الحكومة، وفي ريف دمشق تعرضت مدن داريا ومعضمية الشام ومناطق في الغوطة الشرقية لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وسط اشتباكات عنيفة في محيط مدينة معضمية الشام.
ودارت معارك عنيفة بين الجيش "الحر" وقوات الحكومة مدعمة بعناصر من "حزب الله" قرب مطار دمشق الدولي، في مسعى من قبل قوات الحكومة والحزب للسيطرة على بلدة شبعا، ونفى ناشطون في بلدة شبعا، الواقعة قرب مطار دمشق الدولي، أنباء عن سيطرة قوات الحكومة مدعمة بميليشيا "قوات الدفاع" وعناصر من "حزب الله" بصورة كاملة على البلدة.
وتعرضت مناطق في زملكا والزبداني وعين ترما لقصف بقذائف الهاون من قبل قوات الحكومة، ما أدى لسقوط جرحى، كما دارت اشتباكات عند أطراف مدينة حرستا، وسط استهداف "الحر" إدارة المركبات في مدينة حرستا بالمدفعية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف قوات الحكومة، في حين قصفت قوات الحكومة مناطق في مدينتي معلولا وجبعدين والجبال الشرقية لمدينة دير عطية ومنطقة ريما، قرب مدينة يبرود، ونفذ الطيران الحربي غارة جوية على مناطق في مدينة عربين.
وأفاد "مجلس قيادة الثورة في دمشق" بأن "قوات الحكومة وميليشيا القيادة العامة التابعة لأحمد جبريل قاما بقصف منطقة مخيم اليرموك، بقذائف تحوي مواد حارقة، سببت اندلاع النيران في كثير من منازل المدنيين".
وقال المجلس المحلي لداريا، في ريف دمشق، إن المدينة تعرضت لقصف عشوائي ومتقطع بالمدفعية الثقيلة، وقذائف الهاون، من جبال الفرقة الرابعة والثكنات المجاورة، وأوضح أن "هدوءًا حذرًا يسود داريا، تتخلله مناوشات وعمليات قنص متبادلة بين الجيشين "الحر" والحكومي.
فيما أعلن الجيش "الحر" في محافظة القنيطرة سيطرته الكاملة على القطاع الجنوبي من المحافظة، التي تحتل إسرائيل معظمها، ذكرت شبكة "شام" الاخبارية أن "الحر تمكَّن من السيطرة على تلّ المهير، قرب بلدة الرفيد في ريف القنيطرة، كما أعلنوا سيطرتهم الكاملة على القطاع الجنوبي من الجبهة، التي تحاذي المناطق المحتلة، في حين قصف الطيران المروحي بلدة القصر في ريف السويداء وسط حصار لقوات الحكومة على البلدة، وقصف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على بلدة الرفيد".
وقالت شبكة "شام" أن "محافظة حمص تعرضت لقصف بالمدفعية الثقيلة استهدف أطراف مدينة القريتين"، وأضافت أن "حلب شهدت اشتباكات في حي كرم الجبل بين الجيش الحر وقوات الحكومة،
وفي درعا قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات عدوان وتسيل وطفس وتل شهاب وإنخل وبصرى الشام والشيخ سعد وجملة، إضافة إلى اشتباكات في بلدات عدوان والشيخ سعد بين الجيش الحر وقوات الحكومة"، وتابعت أنه "في دير الزور قصف بالمدفعية الثقيلة على معظم الأحياء المحررة في مدينة دير الزور، وقصف من الطيران الحربي استهدف مدينة موحسن، وشهدت إدلب قصفًا بالمدفعية الثقيلة، استهدف قرى في ريف معرة النعمان الشرقي، وفي حماة اشتباكات عنيفة في محيط حواجز مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، بين الجيش الحر وقوات الحكومة".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه "في شمال شرقي سورية تمكن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي من طرد مقاتلي المجموعات الإسلامية المتطرفة من قرية علوك، بعد اشتباكات عنيفة، قتل فيها، خلال اليومين الماضيين، أكثر من عشرين مقاتلاً من الطرفين".
وفي بيان إلكتروني نشره المرصد، قال "سيطر مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردي على قرية علوك الواقعة شرق مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، وجبهة النصرة"، مشيرًا إلى أن "الاشتباكات بدأت قبل أربعة أيام"، وموضحًا أن "الإسلاميين هم الذين هاجموا القرية، متسللين عبر الشريط الحدودي مع تركيا، وأن الاشتباكات، التي دارت خلال اليومين الماضيين، أسفرت عن مقتل أربعة مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي، وما لا يقل عن 17 مقاتلاً من الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وكتائب أخرى"، لافتًا إلى أن "المعارك بدأت في محافظتي الحسكة والرقة في شمال سورية، بين الأكراد والمجموعات المتطرفة في منتصف تموز/يوليو، وحقق خلالها الأكراد تقدمًا واسعًا في عدد من المناطق".
يذكر أن الأكراد عانوا قبل بدء الانتفاضة ضد النظام السوري في منتصف آذار/مارس 2011 من عقود من التهميش والظلم.
وانسحبت قوات نظام الرئيس بشار الأسد من المناطق الكردية في شمال البلاد في منتصف العام 2012.
وأدرجت خطة الانسحاب هذه في إطار رغبة النظام في استخدام قواته في معاركه ضد مجموعات المعارضة المسلحة في مناطق أخرى من البلاد، وتشجيعًا للأكراد على عدم الوقوف إلى جانب المعارضين.
وحاول الأكراد خلال فترة النزاع إبقاء مناطقهم في منأى من العمليات العسكرية، والاحتفاظ فيها بنوع من "الحكم الذاتي".
ويشكل الأكراد 15% من سكان سورية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر