الجزائر ـ خالد علواش
وافق الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، على بداية عملية "الفتح المبين"، وملاحقة بقايا التنظيمات المسلحة المتطرفة المنزوية تحت لواء "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، والتي رفضت ترك العمل المسلح والانخراط في مسعى المصالحة الوطنية التي دعت إليها الجزائر منذ تولي بوتفليقة سدة الحكم في 1999.
وكشفت مصادر أمنية وإعلامية متطابقة، الجمعة، أن الرئيس بوتفليقة الذي يواصل فترة نقاهته في الجزائر العاصمة، أعطى موافقته لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، خلال اجتماعهما الأخير قبل أيام، باعتبار الرئيس هو وزير الدفاع القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن العملية أطلقت عليها القيادة العامة للجيش الوطني الشعبي "الفتح المبين".
وأوضحت المصادر ذاتها، أن عملية "الفتح المبين" ترتكز على ملاحقة الجماعات المتطرفة المسلحة، التي تتخذ من الجبال والمناطق الغابية الوعرة معاقل تتحصن بها، في مختلف ولايات الوطن ولا سيما في المناطق الوسطى والشرقية، التي يتخذ منها تنظيم "القاعدة" حصونه الكبرى، لصعوبة التضاريس وامتدادها لمساحات شاسعة، وتهدف العملية إلى استئصال فلول التنظيمات المسلحة في مختلف ولايات الجزائر، وأن قوات مشتركة من الجيش والدرك والشرطة، باشرت قبل يومين، تجسيد الإستراتيجية الجديدة لمحاربة المتطرفين الرافضين الجنح إلى نداء السلم والمصالحة الوطنية، وأن تقارير استخباراتية كشفت عن تخطيط "القاعدة" لتحويل نشاطها من الجبال إلى المدن، وهذا ما أكدته وثائق وصفت بالمهمة، عثر عليها في ملابس المسلح الذي قضت عليه قوات الأمن وسط مدينة باتنة قبل أسبوع.
ورأى محللون، أن تحويل التنظيم المتطرف نشاطه إلى داخل المدن هو منحى تصاعدي خطر، يُنذر بانفجار أمني واجتماعي جديد، تحاول من خلاله الجماعات المسلحة هزّ استقرار وأمن الجزائر، في ظل التطورات الجارية في دول الجوار ولا سيما تونس على الحدود الشرقية للجزائر، مما يدفع بقيادات الجيش إلى الاسراع لاحتواء الوضع ومحاصرة المسلحين في معاقلهم في الجبال، قبل امتداد الخطر إلى شوارع المدن.
وقد نجحت وحدة تابعة للجيش الشعبي الجزائري، الخميس، في ولاية بومرداس، في القضاء على مسلحين ينتميان إلى تنظيم "القاعدة"، إثر عملية وصفت بالنوعية، حيث قال مصدر أمني، "إنه في عملية نوعية نفذتها وحدة من وحدات الجيش الوطني الشعبي, تم القضاء على إرهابيين، مساء الخميس الماضي، في قرية أولاد عمارة بن والي، التابعة لعين الحمراء في ولاية بومرداس في إقليم الناحية العسكرية الأولى".
وتعرض عنصران من عناصر الدفاع الذاتي، مساء الخميس، لإصابات متوسطة الخطورة، إثر كمين نصبته مجموعة مسلحة، في منطقة الرصفة التابعة إقليميًا لمدينة تابلاط أقصى شرق المدينة، فيما كشفت مصادر موثوقة، أن الضحيتين كانتا متوجهتين إلى منزلهما لقصد معاينة أعمال الترميم التي باشراها به، ليتم بعدها نقلهما إلى مستشفى محمد بوضياف، لتلقي الإسعافات، في حين باشرت قوات الأمن تطويق المنطقة والبحث عن أفراد هذه المجموعة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر