القاهرة – أكرم علي
القاهرة – أكرم علي
دعا وزراء الخارجية العرب، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياتهم وفقا لميثاق المنظمة الدولية وقواعد القانون الدولي لاتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي ما وصفوه بـ"الجريمة البشعة التي ارتكبت باستخدام الأسلحة الكيميائية المحرمة دوليا في سورية". ودان وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الأحد في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة،
بشدة هذه "الجريمة البشعة"، وقالوا "إنه تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف الدولية".
وحمّل مجلس جامعة الدول العربية في مشروع قرار له الأحد، "النظام السوري المسؤولية الكاملة لهذه الجريمة البشعة، مطالبا بتقديم المتورطين عن هذه الجريمة النكراء لمحاكمات دولية عادلة أسوة بغيرهم من مجرمي الحروب، كما طالب بتقديم أشكال الدعم المطلوب للشعب السوري للدفاع عن نفسه وضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لمساعدته.
وقرر المجلس البقاء في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الأوضاع في سورية في ظل اتخاذ ضربة عسكرية غربية ضد دمشق.
ودعا رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، إلى دعم عربي للعملية العسكرية الدولية المحتملة ضد النظام السوري، قائلا لوزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم الأحد، "ادعموا العملية العسكرية ضد النظام الذي وصفه بـ "المجرم" واتركوا بعدها مهمة تطهير سورية للجيش السوري الحر".
وقال الجربا في كلمته أمام وزراء الخارجية العرب، "باسم الشعب السوري أدعوكم ألا تزايدوا على أحد وألا يزايد أحد على الشعب السوري الذي لاقى كل ويلات العذاب والقهر على يد نظام بشار الأسد، وما نطالبه منكم وقفة وفاء وموقف دعم ومساندة لموازنة السلاح الروسي والإيراني الذي في يد النظام".
ووصف الجربا أن بلاده محتلة من قبل إيران، وأنهم يدعمون موقف نظام بشار الأسد، والأزمة وصلت إلى كارثة بالفعل".
وطالب رئيس الائتلاف السوري بقرار عربي لـ"تحرير سورية من حزب الله والقوات الإيرانية والميليشيات العراقية المتطرفة التي استقدمها بشار الأسد"، مؤكدا أن الحديث عن التدخل الخارجي في الشؤون السورية أصبح "ترفا" في مواجهة "أعمال القتل المنهجية التي يرتكبها النظام كل يوم".
فيما قال الأمين العام لجامعة الدول العربي الدكتور نبيل العربي في كلمته أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب "إن المجلس استنكر وأدان بشدة في اجتماعه على مستوى المندوبين يوم تلك الجريمة البشعة، ودعا المجتمع الدولي ممثلًا في مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ الإجراءات الرادعة واللازمة ضد مرتكبي هذه الجريمة وجرائم الإبادة ونزيف الدماء التي يتحمل النظام السوري مسؤولية مباشرة عنها منذ أكثر من عامين".
وأكد "وجوب النظر إلى ما يجري في سورية من منظور شامل وعدم اقتصاره على الجريمة الشنعاء التي وقعت في الغوطة، والعالم كله قد أجمع على وجوب تقديم كافة المتورطين في ارتكاب الجرائم التي ارتكبت للعادلة الجنائية الدولية".
وجدد العربي تأكيده على موقف الجامعة العربية الداعم لتطلعات الشعب السوري الشقيق في الحرية والديمقراطية وفي الكرامة الوطنية وفي العدالة الاجتماعية، وعلى التزام الجامعة بمواصلة مساعيها الدؤوبة من أجل تحقيق حل سياسي للأزمة يتيح الانتقال السلمي للسلطة وفقًا لما جرى الاتفاق عليه في البيان الختامي لإعلان جنيف نهاية حزيران/يونيو من العام الماضي.
ودعا وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الأحد في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب إلى اتخاذ "قرار حاسم" بدعم التدخل الدولي في سورية، معتبرا أن معارضة هذا التدخل لا تعني إلا "تشجيعا للنظام السوري".
وقال الفيصل في كلمته "إن أي معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا أن تشكل تشجيعا لنظام دمشق للمضي قدما في جرائمه"، مضيفا أنه "آن الأوان لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته واتخاذ الاجراء الرادع" ضد النظام السوري".
وأكد الوزير السعودي أن الشعب السوري "عندما استشعر عدم قدرة الدول العربية على الاستجابة لاستغاثاته المتكررة اضطر للاستغاثة بالمجتمع الدولي".
وأشار الفيصل إلى استخدام النظام السوري "للأسلحة الكيميائية" معتبرا أن "هذا السلوك المشين يعد ردا على المطالبين بالعودة إلى مجلس الأمن الدولي المكبل بالفيتو الروسي-الصيني".
واعتبر الوزير السعودي أنه "لم يعد مقبولا القول بأن أي تدخل دولي يعد تدخلا في الشأن الداخلي السوري فنظام دمشق هو الذي فتح الباب على مصراعيه لدخول قوات الحرس الإيراني وقوات حزب الله حتى أصبحت سورية أرضا يجب أن يقال أنها محتلة"، حسب قوله.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر