احتفالات الطائفة اليهودية في المغرب بذكرى العرش تغيب لوفاة الحاخام
آخر تحديث GMT 06:12:26
المغرب اليوم -

أعلنت تشبثها بجذروها التاريخية وبمغربيتها وبولائها للملك

احتفالات الطائفة اليهودية في المغرب بذكرى العرش تغيب لوفاة الحاخام

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - احتفالات الطائفة اليهودية في المغرب بذكرى العرش تغيب لوفاة الحاخام

الطائفة اليهودية في المغرب
الجديدة - أحمد مصباح

علم "المغرب اليوم"، أن احتفالات الجالية اليهودية في المغرب، بذكرى تربع الملك محمد السادس على العرش والتي تصادف 30 تموز/يوليو من كل عام، على خلاف عادتها ستكون مغيبة العام الجاري في مدينة الجديدة، بعد أن وافت المنية الحاخام، والذي كان يستحضر في كل مناسبة وطنية يحييها، حسن المعاملة التي يلقاها أفراد الجالية اليهودية المغربية في المغرب، "بلد المنشأ" الآمن المطمئن، الأمر الذي ظل يعتبره "مثالاً للتسامح، وتعايش الديانات السماوية. وفي آخر احتفاء وحفل يهودي، احتضنته دار العجزة في الجديدة، استدل الحاخام (أو حيون لزار إلي)، بعد البسملة (باسم الله الرحمن الرحيم)، بآيات من الذكر الحكيم، تدعو إلى التآخي والعيش في سلم وسلام، ضمنها آية "وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، و"لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى". وعلى لافتات علقت على جدار مؤسسة "دار العجزة"، كتبت بأحرف بارزة، عبارات إخلاص ووفاء الجالية اليهودية المغربية إزاء وطنها المغرب، وعاهل البلاد الملك محمد السادس، وجاء في إحدى تلك اللافتات أن "الحاخام والطائفة اليهودية المغربية في الدار البيضاء والجديدة، يتقدمون بأحر التهاني والمحبة والإخلاص إلى الملك محمد السادس".
وتعتبر مدينة الجديدة ذات رمزية تاريخية، ومكانة خاصة في قلوب اليهود المغاربة، سواء الذين اختاروا الاستقرار في العاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء، أو الذين انتقلوا خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، أو هاجروا أو جرى تهجيرهم إلى أرض فلسطين، فمنذ عقود خلت، ظل اليهود المغاربة أوفياء لعادتهم، ولموعدهم السنوي، الذي كان يصادف 3 آذار/مارس، في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ( 9 تموز/يوليو 1929– 23 تموز/يوليو 1999)، قبل أن يتغير ذلك التاريخ إلى 30 تموز/يوليو، وكانت احتفالات الجالية اليهودية يتم التحضير لها بعناية فائقة، وبشكل متميز، حيث يسهر الحاخام على الترتيبات اللازمة، وعلى تأطير العرس الوطني، الذي كان يُدعى لإحيائه إلى جانب الطائفة اليهودية المغربية، وحاخامات يهود، وفقهاء وعلماء ورجال الدين مغاربة، ومثقفون، ورجال أعمال، ومغاربة رسميون، وشخصيات مدنية وعسكرية، وفعاليات المجتمع المدني، وعموم المغاربة.
وتتضمن الطائفة اليهودية المغربية، يهودًا رأوا النور في الجديدة، وترعرعوا بين أحضانها. ولا تزال محلات إقامة أفراد الجالية اليهودية المغربية في الملاح، بين أسوار "مزاغان"، وفي حي سيدي الضاوي، وشارع مولاي عبد الحفيظ، تحمل بصماتهم، كما تحملها مقبرتهم (الميعارة)، الكائنة بمحاذاة الشاطئ الصخري، وكذلك معبدهم "السيناكوك" في الحي البرتغالي، والذي كان شيد على مقربة من مسجد يؤمه المسلمون، وكنيسة للمسيحيين، الأمر الذي  جسد عبر العصور وحقب التاريخ، التعايش في سلم وسلام بين أتباع الديانات السماوية الثلاثة، وكان يهود المغرب يتمتعون دائمًا بجميع الحقوق السياسية والاقتصادية، وغيرها من الحقوق الدينية والوضعية.
وعلى غرار باقي جهات المملكة، لا سيما المدن الداخلية، كانت الجديدة تغص باليهود المغاربة، إلا أن معظمهم غادروا المغرب خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي، تحت تأثيرات الحركة الصهيونية، والتي قامت بمحاولات دؤوبة لإقناعهم بالفكر الصهيوني، وتهجيرهم إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأفاد التقرير السنوي للجهاز المركزي للإحصاء في إسرائيل للعام 2006، أن يهود المغرب في إسرائيل بلغوا 493000 نسمة، في حين، ذكرت إحصاءات نشرتها صحف مغربية أجريت في تموز/يوليو 2001، أن عدد اليهود المقيمين في المغرب لا يتجاوز 4000 نسمة، ضمنهم أقل من 10 في الجديدة. وأن اليهود في المغرب يشكلون 0.2% من نسب التقسيمات العرقية للسكان، والتي يأتي في طليعتها العرب والبربر بـ 99.1%، وباقي العرقيات ب 0.7%.
ويُعتبر يهود المغرب من أهم شرائح المجتمع الإسرائيلي، وقد حملوا معهم خلال هجرتهم أو تهجيرهم، مفاهيم اجتماعية مختلفة، ومكونات ثقافية محلية، إلى جانب معتقدات دينية مغايرة لما هو سائد في بلد الاستقبال، وعانوا، على غرار يهود الشرق "السفاراد"، من التمييز الطائفي القائم على أسس إثنية وعرقية داخل إسرائيل، مما يظهر جليًا، في مظهر من مظاهر التناقض العديدة، الهوة الواسعة داخل المجتمع الإسرائيلي بين اليهود "السفاراد" واليهود "الإشكناز" (يهود الغرب).
واستخدمت المؤسسة "الإشكنازية" الحاكمة، وسائل قمعية، لسلخ يهود المغرب، على غرار يهود طوائف "السفاراد"، عن هويتهم وتاريخهم، في محاولة لإحلال الهوية الإسرائيلية الجديدة ذات الطابع العلماني الغربي، وحاولت قطعهم عن أصولهم، وانتهاج سياسات تمييز طائفي ضدهم، وتحطيم الأواصر الجماعية والأسرية التي تجمع في ما بينهم، والتي تعتبر ركيزة أساسية يقوم على أساسها المجتمع اليهودي المغربي.
وقابل اليهود المغاربة القمع الذي مارسته عليهم طائفة يهود الغرب، بمحاولات دؤوبة للحفاظ على علاقات حميمية مع بلد المنشأ المغرب، وكذلك الحفاظ على بعض عاداتهم  وسلوكاتهم المميزة، وأنماط حياتية يهودية في المغرب، والتي حرصوا على اصطحابها معهم إلى أرض فلسطين، واستطاعوا فرض أنفسهم على الساحة الحزبية والسياسية في إسرائيل، من خلال الأحزاب "السفارادية" والدينية، وكان أبرزها حزب "شاس"، والأحزاب العلمانية الكبرى.
وفاز عمير بيرتس، اليهودي المنحدر من المغرب، في انتخابات حزب "العمل"، في تشرين الثاني/نوفمبر 2005،  في مواجهة الرئيس غير المنتخب للتنظيم السياسي شمعون بيريز، الأمر الذي كان اعتبر في حينه، انقلابًا وزلزالاً سياسيًا مدويًا، ليس فقط داخل الحزب الذي سيطر عليه "الإشكناز" منذ تأسيسه في 1930، ولكن في الخريطة الحزبية الإسرائيلية برمتها.

libyatoday
libyatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احتفالات الطائفة اليهودية في المغرب بذكرى العرش تغيب لوفاة الحاخام احتفالات الطائفة اليهودية في المغرب بذكرى العرش تغيب لوفاة الحاخام



لتستوحي منها ما يُلائم ذوقك واختياراتك في مناسباتك المُختلفة

تعرّفي على أجمل إطلالات نيللي كريم الفخمة خلال 2020

القاهرة - ليبيا اليوم

GMT 09:24 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - تعرف على أبرز إطلالات شرقية فاخرة من وحي النجمات
المغرب اليوم - عودة الرحلات الجوية عبر مطار ميناء السدرة النفطي

GMT 16:10 2020 الإثنين ,21 كانون الأول / ديسمبر

الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021
المغرب اليوم - الألوان الدافئة والاستلهام من الطبيعة أبرز صيحات ديكور 2021

GMT 15:55 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم الجمعة 30 تشرين الأول / أكتوبر لبرج الميزان

GMT 04:16 2019 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

زكي يوجه رسالة قوية إلى مسؤولي الدفاع الحسني الجديدي

GMT 14:34 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

"بريزنتيشن" تؤكد أن مُبررات "صلة" في شأن فسخ تعاقدها غير الصحة

GMT 08:32 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

"الأساور العريضة" تصلح لمختلف مناسبات صيف 2018

GMT 11:37 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ياسمين جمال ترتدي فستان الزفاف للمرة الثانية بعد الطلاق

GMT 01:48 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

علاج الشيب نهائياً وبألوان مختلفة

GMT 17:48 2021 الجمعة ,08 كانون الثاني / يناير

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها

GMT 04:16 2019 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

المغرب يشهد نهضة غير مسبوقة في مجال التنقيب عن النفط

GMT 06:33 2019 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على الفوائد المذهلة لثمرة الرمان على الصحة
 
libyatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

libyatoday libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday libyatoday libyatoday
libyatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
libya, Libya, Libya