لندن ـ سامر شهاب
أعلنت مجموعة الثماني في ختام قمتها المنعقدة في أيرلندا الشمالية ضرورة التوصل إلى تشكيل حكومة انتقالية لتجاوز الأزمة في سورية، فيما شددت روسيا على أنها عملت على تفادي تطرق البيان لمصير الرئيس السوري بشار الأسد.
وصاغت روسيا وشركاؤها في مجموعة الثماني الثلاثاء إعلاناً مشتركاً عن
الحرب الأهلية في سورية. وقالت مصادر في قمة مجموعة الثماني المنعقدة في أيرلندا الشمالية إنه يتعين الاتفاق على حكومة انتقالية تمتلك سلطات تنفيذية في سورية في أسرع ما يمكن. ولم يشر الإعلان إلى دور الرئيس بشار الأسد في المستقبل. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف للصحافيين الثلاثاء إن بلاده حالت دون ذكر مصير الرئيس السوري بشار الأسد في البيان الختامي. وأضاف أنه من المرجح أن يسعى زعماء مجموعة الثماني بمن فيهم الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما لتحقيق تقدم فيما يتعلق بعقد مؤتمر للسلام بشأن سورية وهو ما ترى موسكو أنه السبيل الوحيد لتسوية الصراع السوري. وقال ريابكوف للصحافيين على هامش القمة المنعقدة قرب بلدة إنيسكيلن في أيرلندا الشمالية "بحلول نهاية الثلاثاء سترون وثيقة جادة ومتماسكة بشأن سورية لم يتم تخفيفها."
فيما دافع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن قراره بإمداد المعارضة السورية مستقبلاً بمساعدات عسكرية. وفي مقابلة مع محطة (بي بي إس) الأميركية أذيعت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، قال أوباما إن ما حسم هذا القرار هو وجود أدلة على استخدام نظام بشار الأسد لغازات سامة ضد شعبه. وأضاف الرئيس الأميركي أن تضاؤل فرص التوصل لحل سياسي للصراع في سورية جعل من الضروري التدخل بشكل أقوى في هذا الصراع. وأوضح أوباما "لنا مصالح قوية هناك، ولا يمكن أن ندع الفوضى تستمر في بلد كبير يحد ببلد مثل الأردن ويحد كذلك بإسرائيل" ومن ثم فهناك حاجة مشروعة" للولايات المتحدة لأن تتدخل. ورفض أوباما انتقادات وجهت إليه بسبب عدم اتخاذ رد فعل لفترة طويلة إزاء الحرب الأهلية في سورية، قائلاً إنه "لم يكن شيئاً مجدياً أن ندعم المعارضة بمساعدات عسكرية بشكل مبكر، فلم يكن أحد يرى أن هناك معارضة عسكرية متكاملة في سورية تستطيع أن تهزم الجيش السوري أو الأسد سريعا". كما أشار أوباما إلى التخوف الذي كان سائداً من وصول الأسلحة الأميركية إلى أيدي الإرهابيين لكن في الوقت الراهن فإن الولايات المتحدة لديها ثقة في جزء منتقى من المعارضة. واختتم أوباما حديثه قائلا إنه تمهل في هذه الخطوة كذلك "لأنه لا ينبغي لنا أن نسارع بحرب جديدة في الشرق الأوسط".
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مضيف القمة وضع لائحة من خمس نقاط للمحادثات هي إيصال المساعدات الإنسانية داخل سورية، مكافحة التطرف، رفض استخدام الأسلحة الكيميائية، مرحلة انتقالية ديمقراطية وفق المثال الليبي، وإقامة سلطة تنفيذية.
وبحثت هذه المواضيع مساء الاثنين خلال "محادثات صريحة" على عشاء بين القادة الثمانية.
ومساء الاثنين تحدث مسؤولون بريطانيون عن احتمال إصدار بيان مُوَقّع من سبع دول (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان) في حال عدم التوصل إلى توافق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تدعم بلاده نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر