دمشق ـ جورج الشامي
قالت مواقع مقربة من النظام السوري إن قوات النظام بدأت بحشد قواتها في ريف حلب استعدادا لمعركة أطلقت عليها اسم "عاصفة الشمال" بهدف استعادة السيطرة على الأراضي التي فقدت زمامها في حلب، فيما أكدت مصادر المعارضة أنها أحرزت تقدما في معركتها بمطار منغ العسكري.
ومع تصاعد وتيرة القتال في شمال سورية، أكد مقاتلو المعارضة أن قوات النظام السوري
وحلفاءها من "حزب الله" اللبناني يُعِدون لهجوم جديد بعد النجاح العسكري في السيطرة على مدينة القصير الاستراتيجية في حمص، والتي تتحكم في طرق إمدادات حيوية عبر الأراضي السورية ومع لبنان.
وبالتزامن مع إعلان مواقع موالية للنظام، نقلا عن مصادر عسكرية، إطلاق قوات النظام لعملية "عاصفة الشمال"، احتدم القتال بشدة بين قوات الأسد والجيش الحر قرب منطقتي نبل والزهراء المواليتين للرئيس الأسد.
واتهم أحد قادة الجيش الحر اللواء مصطفى الشيخ النظام باستخدام طائرات الهليكوبتر لتعزيز منطقتي النبل والزهراء بقوات تضم مقاتلين من حزب الله ومجندين من العراق.
وقال نشطاء إن العشرات من قوات النظام والمعارضة قتلوا في معركة حامية الوطيس خلال الساعات الماضية في حلب، وإن مقاتلي المعارضة عززوا دفاعاتهم على طريق خلفي يمتد جنوبا من حلب إلى قاعدة للجيش قرب بلدة السلمية.
كما شهد حي الشيخ مقصود اشتباكات عنيفة على مشارف الحي في محاولة لاقتحام الحي من قبل قوات النظام.
أما في مطار منغ، فقد قال مركز حلب الإعلامي إن الثوار تمكنوا من السيطرة على عدة مواقع داخله، ودمروا عددا من آليات قوات النظام قبل أن يتمكنوا من إحكام السيطرة على الرحبة والرادار وبرج المراقبة.
ونقل عن مصادر في الجيش الحر قولها إن مقاتلي المعارضة أحبطوا محاولة مدعومة من حزب الله للتوغل في شمال حلب استهدفت على ما يبدو كسر حصار المعارضة لمطار منغ العسكري.
وكانت حدة القتال قد تصاعدت في سورية ليل الأحد الاثنين بعد نجاح الجيش في استعادة مدينة القصير من قبضة مسلحي المعارضة، في وقت قالت مصادر إن الجيش الحر سيطر على كتائب للجيش في محافظة الرقة، وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سورية عن مقتل 161 شخصاً في سورية الأحد.
وأفادت مصادر بأن الجيش الحر سيطر على كتيبة الكيمياء وكتيبة التسليح وكتيبة مضادة للدبابات بالرقة،
وقال ناشطون معارضون إن العاصمة دمشق شهدت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية في حي جوبر وبرزة، والعسالي.
وشنت القوات الحكومية حملة اعتقالات في حي حلب الجديدة وسط مدينة حلب، بينما أعلن الجيش الحر أنه دمر دبابة وعربة دوشكا عند مدخل مدينة إدلب الشمالي،وشنت القوات الحكومية قصفاً صاروخياً على منطقة الجهير في بصر الحرير بريف درعا، وفق ما أعلنه ناشطون معارضون.
وقال ناشطون سوريون إن الجيش السوري شن حملة عسكرية واسعة على بلدة الرحيبة في القلمون بريف دمشق تزامناً مع قطع لوسائل الاتصال كافة عنها.
ويأتي تصاعد حدة المعارك بعدما حقق الجيش السوري مدعوماً بقوات من حزب الله اللبناني انتصاراً على قوات المعارضة باستعادة منطقة القصير بعد معارك دامت نحو 20 يوماً راح ضحيتها آلاف القتلى والجرحى وأحدثت دماراً كبيراً في المدينة وريفها.
وقال رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، الأحد، إن الشعب السوري "سيحتفل قريبا بالنصر المؤزر على المؤامرة الكبرى".
ودعا الحلقي، خلال لقاء اللجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة االسورية مع أمين وأعضاء المكتب السياسي لحزب الاتحاد العربي الديمقراطي أبناء الوطن الأوفياء جميعهم للمساهمة في إنجاح مؤتمر الحوار الوطني المقبل الذي سيعقد على الأرض السورية وبإرادة السوريين أنفسهم دون تدخل أو إملاءات خارجية، على حد قوله.
وأعلن ناشطون معارضون أن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد قتلت ما لا يقل عن 100 شخص فروا من بلدة القصير بعد استيلاء قوات الجيش ومقاتلي حزب الله عليها الأسبوع الماضي.
وأوضح الناشطون أن معظم القتلى أصيبوا في إطلاق نيران بنادق آلية وقصف استمر على مدى الأيام الثلاثة الماضية لدى محاولتهم عبور طريق سريع شرقي القصير إلى مناطق خارج نطاق سيطرة قوات الأسد.
ولم يتسن التأكد على الفور من صحة هذا التقرير لأن السلطات السورية تفرض قيودا على دخول وسائل الإعلام المستقلة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر