تونس ـ أزهار الجربوعي
أكد رئيس الحكومة التونسية علي العريض، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في ختام أشغال المجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، على تعميق التعاون الأمني القائم بين البلدين خاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وملف الكشف عن مصير التونسيين المفقودين بين سورية وتركيا، جاء ذلك فيما تواصل عدد من قوى المجتمع المدني وبعض الأطياف الحزبية الاحتجاج ضد زيارة أردوغان أمام
السفارة التركية و"المجلس التأسيسي التونسي"، للتنديد بما وصفته بـ"التعامل الوحشي والقمعي مع مطالب الشعب التركي"، هذا وشدد رئيس الحكومة التونسية علي العريض، الخميس، على وجود تعاون أمني بين وزارة الداخلية التونسية ونظيرتها التركية في مجال مكافحة الإرهاب ومحاصرة الجريمة .
ومن جانبه قال علي العريض "إن موقف الحكومة التونسية من مسألة مكافحة الإرهاب والجريمة لن يتغير بل سيزداد صلابة وسيتم مواصلة ملاحقة الإرهاب حيث ما كان فوق تراب الجمهورية، إلى حين تفكيك المجموعة الإرهابية وكشف كل التنظيمات والأشخاص المتصلين بها"، لافتًا إلى أجهزة الأمن التونسية تعكف على تطوير الخطط والأساليب لمواجهة الإرهاب وملاحقته.
وأضاف علي العريض، "إن هناك تعاونا بين الهياكل والسلطات التونسية والتركية فيما يتعلق بملف التونسيين في تركيا مجهولي المصير والذين عبروا للأراضي التركية قاصدين سورية".
وأوضح العريض أن المسؤولين في وزارة الداخلية يعملون على تسخير جهودهم وإمكانيتهم على ذمة كل العائلات لمساعدتها من أجل الكشف عن مصير أبنائها الذين سافروا إلى سورية عابرين الأراضي التركية.
من جهته، أشاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بالمسار الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه تونس، معربًا عن ثقته في نجاحها في استكمال الاستحقاقات الانتخابية والدستورية المقبلة قائلا "إن نجاح تونس هو نجاح لنا".
كما التقى أردوغان ، مساء الخميس، برئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف المرزوقي و"رئيس المجلس التأسيسي" مصطفى بن جعفر، حيث تم تناول سبل تطوير علاقات الشراكة التونسية التركية التي تدعمت بشكل لافت عقب ثورة14 يناير.
وأعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في اختتام أشغال المجلس الاستراتيجي التركي التونسي ، بحضور رئيس الحكومة التونسية علي العريض وعدد من أعضاء الحكومتين، أن 215 رجل أعمال تركي قدموا إلى تونس لهدف دراسة فرص الاستثمار في البلاد.
و لفت أردوغان إلى أن استثمار رجال الأعمال الأتراك يُقدر ب40 مليار دولار سنويا، مشيرا إلى أن عددهم قابل للتطور، مشددا على أن أكثر من 50 شركة تركية تعتزم الاستثمار في تونس بما قيمته 740 مليون دولار.
وفي الشأن التركي، قال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الخميس، خلال ندوة صحافية مشتركة مع رئيس الحكومة التونسية المؤقتة علي العريض "إنّ عددا من الإرهابيين اندسوا بين المحتجين الذين خرجوا في مظاهرات في تركيا" ، على حد قوله.
وشدد على أن حكومته ستمضي قدما في مشروع تطوير متنزه صغير بوسط اسطنبول على الرغم من الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للمشروع.
يذكر أن احتجاجات عنيفة، قد اجتاحت تركيا بسبب مناهضة عدد من المواطنين لمشروع حكومي يخطط لتحويل ساحة عمومية في مدينة تقاسيم في اسطنبول مخصصة للتظاهرات إلى مركب تجاري ومسجد.
وطالب آلاف المتظاهرين باستقالة أوردغان بعد أن أسفرت الاحتجاجات عن سقوط ثلاثة قتلى من بينهم رجل أمن.
ويختتم أوردغان ، الخميس، زيارته الرسمية الأولى إلى تونس منذ سقوط نظام بن علي في ثورة 14 يناير وصعود الإسلاميين بقيادة حزب النهضة الإسلامي الحاكم، وقد حط أردوغان الرحال في تونس في أعقاب جولة مغاربية شملت كل من الجزائر والمغرب.
و بينما حظي أردوغان باستقبال رسمي ضخم من أحزاب ائتلاف الترويكا الحاكم يتقدمها رئيس حركة النهضة السلامة راشد الغنوشي، وأنصاره إلا أن العديد من قوى المجتمع المدني والسياسي في تونس لا سيما التيارات القومية واليسارية عبرت عن رفضها لزيارة أردوغان منتقدة تعاطيه الأمني الشرس مع المتظاهرين في تركيا، فيما انتقد شق آخر حصر السياسة الخارجية التونسية في العلاقات مع تيارات "الإخوان" المسلمين عبر العالم على حساب المحيط الإقليمي والعربي لتونس.
وقد نظمت "الجبهــة الشعبيــة لنصرة" سورية تحركا احتجاجيا، مساء الخميس، أمام سفارة تركيا في تونس للتعبير عن رفضها لزيارة رئيس الوزراء التركي رجب الطيب أردوغان، رافعين شعارات تُدين اردوغان وتصفه بـ"صديق إسرائيل وشريك في سفك دماء السوريين"،
وقد تمركزت تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة أمام سفارة تركيا في تونس تحسبا لأي طارئ أو احتجاجات على خلفية زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إلى تونس منذ مساء الأربعاء.
وفي سياق متصل، نظمت حركة "النضال الوطني" و "التنسيقية الشعبية لنصرة سورية" و"الرابطة التونسية للتسامح" مساء الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر المجلس "الوطني التأسيسي" التونسي للتنديد بطريقة تعاطي رجب طيب اردوغان مع الملف السوري و لإدانة ما وصفوه بـ"القمع الوحشي للاحتجاجات التي اجتاحت تركيا ضد سياسة اردوغان.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر