تونس ـ أزهار الجربوعي
أكد رئيس الحكومة التونسية علي العريض، الخميس، أن موقف بلاده يزداد صلابة وحزمًا في مكافحة خطر الإرهاب الذي يتهدده، في حين حذرت وزارة الدفاع من اقتراب الألغام المفخخة من المناطق الآهلة بالسكان، عقب مقتل عسكريين خلال انفجار سيارة تابعة للجيش، بواسطة لغم أرضي على إحدى المسالك القريبة من جبال الشعانبي في محافظة القصرين، تزامنًا مع خروج الأهالي في
مسيرات غاضبة من الحكومة تنادي بحمايتهم.
وأوضح العريض، خلال انعقاد المجلس الأعلى للتعاون الإستراتيجي بين تونس وتركيا، أن موقف حكومته وخيارها في مكافحة الإرهاب يزداد صلابة، وأنها ستواصل بذل مجهوداتها لتفكيك هذه المجموعات وملاحقة كل من له صلة بها، مؤكدًا ثقته في المؤسسة الأمنية والعسكرية.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية العميد مختار بن نصر، مقتل وكيل أول ورقيب أول من الجيش الوطني وهما، لزهر الخضراوي والصادق الذوادي، فيما أصيب آخرين إثر انفجار لغم في قرية الدغرة في جبل الشعانبى في محافظة القصرين المتاخمة للحدود الجزائرية، وتم نقل جثث الجنديين إلى المستشفى المحلي في القصرين، كما نقل المصابين علي العمري ووسيم برهومي لتلقي العلاج نظرًا إلى إصابة الأول بكسور، والثاني يعاني من حالة ارتجاج في المخ.
وتعتبر هذه الحادثة نقلة نوعية في مسار ملف الإرهاب في تونس، بعد أن أدى انفجار الألغام إلى مقتل عسكريين للمرة الأولى منذ مُضي أكثر من شهر على ملاحقة أحد التنظيمات الإرهابية المحسوبة على تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، المتحصنة بجبال الشعانبي التونسية.
وأكدت وزارة الدفاع، أن الانفجار الذي حدث صباح الخميس، والذي توفي على اثره الجندين، "يُعد تحوّلاً خطيرًا"، محذرة من استهداف المواطنين في عمليات إرهابية، مضيفة أن "الانفجار يستهدف كل مستعملي هذا المسلك من مواطنين وعسكريين وأمنيين على حد السواء"، داعية "المواطنين كافة لتوخي الحذر والتعامل إيجابًا مع القوات العسكرية والأمنية لحماية البلاد والعباد من هذا الخطر الداهم".
ورفع سكان محافظة القصرين شعارات غاضبة ومنتقدة لأداء الحكومة التي يقودها حزب "النهضة" الإسلامي، خلال خروجهم في مسيرة حاشدة منددة بتعاطي الحكومة مع ملف الإرهاب، بعد مقتل عسكريين، الخميس، في انفجار سيارتهم العسكرية بلغم أرضي في أحد المسالك القريبة من جبل الشعانبي، حيث طالبوا بضرورة توفير الأمن للسكان باعتبار أن منطقتهم الحدودية مع الجزائر أصبحت معبرًا للمهربين والعناصر المسلحة.
وندد أهالي القصرين، بما اعتبروه "مسرحية مفبركة للإرهاب" في جبل الشعانبي، مستنكرين عجز الأمن والجيش التونسي عن القبض عن أي من العناصر التابعة لتنظيم "عقبة بن نافع" الإرهابي الملاحق في الشعانبي.
وقالت السلطات التونسية، إن بعض العناصر المحسوبة على ما يُعرف بـ"تيار أنصار الشريعة" السلفي الجهادي، متورطة في دعم المجموعات المسلحة المتحصنة في جبل الشعانبي، وقد نشرت وزارة الداخلية قائمة اسمية بالمشتبه بهم، على رأسهم سيف الله بن حسين الملقب بـ"أبو عياض" وهو زعيم "أنصار الشريعة"، الملاحق أمنيًا منذ أكثر من 9 أشهر، لتهمة التحريض على الاعتداء على السفارة الأميركية في أيلول/سبتمبر الماضي، كما أقدمت الوحدات الأمنية الخاصة على اقتحام منزل "أبو عياض" في مدينة حمام الأنف، ظهر الخميس، وسط تعزيزات أمنية مشددة على مداخل ومخارج المدينة، إلا أنها لم تتمكن من القبض عليه حيث لم يكن في منزل ساعة مداهمته.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر