غزة – محمد حبيب
غزة – محمد حبيب
نثر أطفال قطاع غزة الجمعة ورودا "حمراء" على أمواج بحر غزة وفاء لدماء ضحايا سفينة"مرمرة" التركية في الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد تسعة متضامنين أتراك قام الجيش الإسرائيلي بقتلهم عندما اقتحم السفينة في عرض البحر المتوسط عام 2010.
وأحيا فلسطينيون وأتراك، الجمعة، هذه الذكرى في فعالية بميناء
غزة، مؤكدين على ضرورة رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني.
ورحب رئيس جمعية" IHH " التركية في قطاع غزة محمد كايا بالمشاركين جميعهم في هذه الوقفة بالذكرى الثالثة لمجزرة سفينة مرمرة.
وقال "نحن جميعا على طريق ذات الشوكة وكلنا من أجل هذه القضية"، مؤكدا على استمرار دعم الشعب الفلسطيني، مضيفا " جئنا إلى هنا لندعو لشهداء"مرمرة" بالرحمة، ولمسة وفاء لهم تقام في غزة ومناطق شتى في بقاء الأرض لإحياء الذكرى الطيبة والبقاء على نفس الدرب".
وأكد أهمية عمل المؤسسة باعتبارها مؤسسة مجتمع مدني وأهلية تنشط في مناطق النزاعات والظلم الواقع على الأمة، بخاصة الإسلامية منها، لافتا إلى أن" أهدافنا في دعم ونصرة كل المسلمين الذين يتعرضون للظلم".
وأوضح "نحن نعرف منذ أن قامت الصهيونية باحتلال الأرض فإن النضال مستمرا، ونعلم لم يكونوا يتمكنوا من احتلال الأرض لولا دعم الدول الإمبريالية والرأسمالية العالمية الذي جمعوا أولادهم ليهجروا الشعب الفلسطيني ويحلوا مكانه شعب آخر".
ووجه كلمة لكل من قام بنصرة ودعم "الصهيونية والإمبريالية" في توطين والمساهمة في تهجير الفلسطينيين، قائلا" النضال سيستمر وسيدفع الثمن الجميع حتى نصل إلى مبتغانا".
وتطرق كايا إلى الاعتذار الإسرائيلي للحكومة التركية، متابعا "نؤكد أنه لن نقبل بإعادة التطبيع ولا إعادة العلاقات بين الحكومة التركية والاحتلال إلا بشرط رفع الحصار عن أرض غزة".
وقال وكيل وزارة الخارجية بالحكومة الفلسطينية المقالة غازي حمد "إننا شعب يستحق الحياة والكرامة وأن الحق منتصر وأن الاحتلال إلى زوال وأن هذه الحادثة لم تعد ذكرى بل تاريخا ومنهجا يدرس وأصبحت جزءا من حياتنا وسياساتنا، وسفينة "مرمرة" شكلت تحولا نوعيا في طبيعة العلاقات الفلسطينية التركية وشكلت نقلة نوعية في دحر الاحتلال هذا كله بفضل الشهداء".
وتابع "نترحم على الشهداء الذين أصبحوا رموزا للحرية والصمود والكرامة، ومن معالم الحادثة أننا نستطيع بقوتنا وبصمودنا أن نجبر دولة الاحتلال على أن تخرج من أرضنا وديارنا وأقصانا التي هي ملك لنا".
وأكد أن قضية فلسطين، هي قضية الأمة، قائلا"عندما فتح معبر رفح رأينا الوفود تأتي من دول العالم لتقول نحن مع الشعب الفلسطيني ومع نضالكم ومع حقوقكم وأننا ضد الاحتلال".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي "هؤلاء الشهداء ذكروا أن فلسطين هي قضية الأمة وان الأقصى هو مسجد الأمة وأنهم أصبحوا رموزا للأمة".
وتساءل الهندي، هل حقق الأحرار أهدافهم ؟، وهل تتجرأ إسرائيل أن تقوم بما قامت به قبل 3 سنوات؟، فالهدف المعلن أن هؤلاء الضحايا جاؤوا لتقديم المساعدة ومن أجل حرية الشعب لفلسطيني وتحرير الأقصى.
وتابع" نحن نقول أن إسرائيل بهذه العنجهية والقوة التي سمحت لها أن تتجرأ على الأحرار، ارتكبت أكبر خطيئة بخصوص علاقاتها الدولية وارتكبت أكبر خطأ في هذه المواجهة".
وأضاف أن إسرائيل في هذا الإصرار على العدوان، وما يقابله من صمود الشهداء ومن أهالي الشهداء وشعب تركيا والشعب الفلسطيني وكل الشعوب الحرة لن تستطيع مهما امتلكت من جبروت مرة أخرى أن تعتدي على أرواح الشهداء .
وقال إن إسرائيل من خلال تقديم اعتذار تريد أن تلتف على هذه الروح والوثابة وأرواح الشهداء لتوظف هذا الاعتذار في تطبيع العلاقة مع تركيا واستئناف المسيرة السياسية.
ووقعت مجزرة أسطول الحرية بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بعملية عسكرية أطلقت عليها اسم عملية "نسيم البحر" أو عملية "رياح السماء" مستهدفة بها نشطاء على متن قوارب تابعة لأسطول الحرية. واقتحمت قوات خاصة تابعة للبحرية الإسرائيلية كبرى سفن القافلة المعروفة باسم "مافي مرمرة" التي تحمل 581 متضامنًا من حركة غزة الحرة معظمهم من الأتراك داخل المياه الدولية، ووقعت تلك الأحداث في فجر يوم 31 أيار/مايو 2010 في المياه الدولية للبحر الأبيض المتوسط.
وضم أسطول الحرية مجموعة من ست سفن منها ثلاث تركية وسفينتين من بريطانيا، بالإضافة إلى سفينة مشتركة بين كل من اليونان وأيرلندا والجزائر والكويت، وتحمل على متنها مواد إغاثة ومساعدات إنسانية، بالإضافة إلى نحو 750 ناشطاً حقوقياً وسياسياً، من بينهم صحافيون يمثلون وسائل إعلام دولية وجمعيات وأشخاص معارضين للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، ومتعاطفين مع شعبه وقاموا بتجهيز القافلة وتسييرها، وكانت في مقدمة المنظمين لرحلة أسطول الحرية مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية.
وانطلق أسطول السفن من موانئ لدول مختلفة في جنوب أوربا وتركيا، وكانت نقطة التقائها قبالة مدينة ليماسول في جنوب قبرص، قبل أن تتوجه إلى القطاع مباشرة، وانطلق الأسطول باتجاه قطاع غزة في 29 أيار/ مايو 2010، محملا بعشرة آلاف طن من التجهيزات والمساعدات، والمئات من الناشطين الساعين لكسر الحصار، الذي قد بلغ عامه الثالث على التوالي.
يذكر أن أسطول الحرية إلى غزة حظي بتغطية إعلامية ضخمة إلى جانب أنه حمل على متنه أجهزة بث فضائي لأول مرة، فقد ضم ما يزيد على 36 صحافيًّا يعملون في 21 وكالة أنباء ووسائل إعلام عالمية؛ بهدف نقل وقائع تحرّك الأسطول أولًا بأول في مختلف القنوات حول العالم.
وفور حدوث الاعتداء الصهيوني على الأسطول تسارعت مختلف وسائل الإعلام في تغطيتها للحدث وأظهرت بما لا يدع مجالًا للشك بشاعة الجيش الصهيوني.
وأبرز الأسماء التي شاركت في الأسطول زعيم الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ رائد صلاح، و عضو في الكنيست الإسرائيلي حنين الزغبي وهي أول امرأة تنتخب لعضوية الكنيست عن حزب عربي، وعضو البوندستاج الألماني أنيت غروث، ورئيس مؤسسة الإغاثة الإنسانية التركية فهمي بولنت يلدرم.
وشهدت العلاقات الإسرائيلية التركية عقب الهجوم على الأسطول تدهورا سريعا وانعكس ذلك على المجالات كافة، بخاصة الاقتصادية والعسكرية ،فقد شهد التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل انخفاضا بنحو 28% بعد أن وصل لذروته في 2008 حيث كان قد بلغ نحو 3.5 مليارات دولار.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر